السلايدر الرئيسيتحقيقات
“المخدرات” وسيلة جديدة يتبعها الاحتلال الإسرائيلي لإسقاط شباب الضفة الغربية والقدس
محمد عبد الرحمن
– غزة – يحاول الاحتلال الإسرائيلي إلى زعزعة النسيج الاجتماعي الفلسطيني في الضفة الغربية، فساهم وبشكل فعال في ترويج المخدرات وحبوب الهلوسة بين الشباب في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة بهدف إتلاف أموالهم، وجرهم إلى الضياع والدمار، وإبعاد أنظارهم عن الأخطار الإسرائيلية.
فأصبح المجتمع الفلسطيني يعاني من هذه الظاهرة الفتاكة، التي نتجت عن تراكمات الماضي الاليم، ابان مساعدة الاحتلال للتجار على ترويج هذه الآفة والاتجار بها وتغاضي بعض المسئولين عن ملاحقة التجار، وعدم الجدية في علاج ظواهر الإدمان وتأهيل المدمنين، اضافة الى ضعف الاجهزة المختصة في مكافحة هذه الظاهرة بشكل فعال وخاصة في المناطق الصفراء المسماه مناطق(c)، مما هيأ بيئة لتجار المخدرات لتوسيع رقعة الترويج والاتجار.
وأشارت التقارير الرسمية الفلسطينية، الصادرة عن إدارة مكافحة المخدرات في النصف الأول من عام (2017)، إلى أن أعداد متعاطي المخدرات تجاوزت الـ80 ألف فلسطيني، فيما تجاوز عدد المدمنين 20 ألفاً آخرين، ربعهم من مدينة القدس المحتلة، ما يؤكد مدى استهدافها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، خصوصاً أن أغلبيتهم من الفئة العمرية (18-25).
ترويج المخدرات
فالمستوطنين أصبحوا أكثر جرأة من ذي قبل، فهم يشعرون بالأمان والحماية في الضفة، يستغلون دخولهم مدن الضفة للتبضع، خاصة من المدن الواقعة على الطرق الالتفافية كحزما وعناتا والعيزرية، ويقومون بإدخال وترويج المخدرات في تلك المناطق(23).
وحسب المعطيات الأمنية والمجتمعية هناك نشاط منظم للمستوطنين في المناطق الفلسطينية لترويج المخدرات حيث تم ضبطهم مؤخراً في أكثر من موقع مستفيدين من الحالة الأمنية التي تفرضها أجهزة السلطة الأمنية والتي توفر لهم الحماية وعدم الاستهداف كما كان في السابق فلا تستطيع أجهزة السلطة الأمنية ملاحقتهم بحكم اتفاقية أوسلو؛ وليس لها حق احتجاز أي شخص يحمل الهوية “الإسرائيلية” أيا كانت جريمته.
إسقاط الشباب
وبحسب مصدر أمنى فلسطيني في الضفة الغربية فإن الاحتلال الإسرائيلي يسعى، منذ فترة لإغراق الضفة الغربية بالمخدرات بهدف إسقاط أكبر عدد من الشباب الفلسطيني وتورطهم في العمالة.
وتؤكد معطيات وتقارير شرطة مكافحة المخدرات ارتفاع معدلات انتشار تجارة المخدرات والإدمان عليها في مختلف محافظات الضفة الغربية، حيث أن انتشار المخدرات في محافظات الضفة الغربية على صعيد التجارة و الترويج، بحسب الكميات والمدمنين لتبدأ بالقدس ورام الله وقلقيلية والخليل وتنتهي في جنين وبيت لحم وقلقيلية وطولكرم ونابلس، وقد برز الخطر الأكبر خلال السنوات الماضية في جنين وقلقيلية والخليل في ظل الفوضى والفلتان وعدم قدرة الأجهزة على القيام بدورها.
حملات توزيع
وتشكل مدينة رام الله مركز ثقل كبير بالنسبة للتجارة بالمخدرات لقربها من مدينة القدس يليها بيت لحم والخليل ,بينما تراجع انطلاق حملات التوزيع في جنين التي كانت طريق ومعبر سهل بسبب جدار الفصل العنصري فأصبح مصدر وصولها لجنين رام الله وطول كرم.
وفي رام الله والخليل تصل المخدرات جاهزة للاستهلاك والأكثر الانتشار فيهما “الماريجوانا والحشيش” , أما طول كرم و قلقيلية فهما معبر من إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
ويقول رئيس جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات د.إياد عثمان” تبريرات الشرطة ومكافحة المخدرات في السلطة تشير بوضوح، إلى أن الاحتلال هو المتحكم وبالتالي هو الذي يحدد بوصلة أي عمل أمني بحيث يوجهه لخدمته ويعرقله حين يكون ضد مخططاته.
ثلثي أراضي الضفة
ويضيف “استنادا لبيانات وتصريحات قادة الشرطة؛ فإن معيقات مكافحة المخدرات هي انتشارها في مناطق (ج) التي تشكل ثلثي أراضي الضفة، والتي لا تدخلها الشرطة إلا بتنسيق وغالباً ما يتم عرقلته من قبل الجانب الإسرائيلي حين يكون متعلقًا بقضايا المخدرات”.
ويتابع”عدم السيطرة على المعابر والدخول والخروج مع أراضي الـ 48، إضافة إلى نشاط المستوطنين وعملاء الاحتلال من أبرز عوامل انتشار المخدرات في الضفة فهؤلاء لا تستطيع أجهزة السلطة الأمنية ملاحقتهم بحكم اتفاقية أوسلو، فهي لا تملك حق احتجاز أي شخص يحمل الهوية “الإسرائيلية” أيا كانت جريمته.
استهداف الشباب بالمخدرات
ويستطرد عثمان بقوله” صحيح أن نسب التعاطي منخفضة بحكم قيم وثقافة المجتمع؛ إلا أن مخططات استهداف الشباب بالمخدرات مريبة، وهناك أنماط جديدة للترويج، لافتاً إلى أن ما يحجم حركة تعاطي المخدرات في الضفة رغم كل تلك العوامل الجاذبة، هو قيم الشعب الفلسطيني ومناعته الداخلية وضوابطه الدينية والاجتماعية؛ ولكن رغم ذلك لا بد من خطط معالجة ناجحة حتى لا تستفحل هذه الظاهرة بين أوساط الشباب”.
ويشير رئيس جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات تعاطي العقاقير المخدرة، أو إدمانها وخاصة لدى فئة الشباب تشكل عقبة كبرى أمام جهود الدولة للتنمية والبناء والاعمار، بسبب ما يخلفه من أمراض اجتماعية، وانحرافات بالسلوك، اضافة الى ما يتركه من اثار اقتصادية وصحية وسياسية سيئة، تعتبر معوقات لعملية التنمية.
ويلفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أساليب وأدوات لإسقاط شباب الضفة الغربية والقدس المحتلة، لأنه يعلم تماماً مدى تلك الفئة على مستقبل الصراع بينه وبين الفلسطينيين، منوهاً إلى أن نجاح عمل منظمات المجتمع المدني التوعوي قليل جداً وأشبه بالمعدوم، نتيجة لسياسات الاحتلال.