السلايدر الرئيسيكواليس واسرار

تفاصيل مخطط إعادة إنتاج “مؤتمر صالح” داخل سلطة هادي باليمن… هل على حساب الحوثي والاصلاح شمالاً أم على حساب الجنوب؟

خاص

ـ عدن ـ خاص ـ اتجهت الانظار المحلية في الشمال قبل الجنوب خلال الفترة القليلة الماضية الى مخطط (إعادة احياء حزب المؤتمر الشعبي العام) خاصة اتباع (علي عبدالله صالح).

وفي حين تتعدد الآراء حول الهدف من اعادة المؤتمر للواجهة في ظل انقسامات فتكت بالحزب وشرذمته، إلا ان بعض الآراء ترى ان اعادة المؤتمر سيكون شمالاً على حساب حزب الاصلاح المرفوض دولياً والمتهم بالإرهاب، وكذا على حساب مليشيا الحوثي التي لا يرى المجتمع الدولي والعربي أي مستقبل لها في حكم اليمن.

رأي آخر يثير كثير من التساؤلات ويخص الجنوب وهي بالأساس تخوفات وترقب حذر اذ يرى الجنوبيون ان اعادة المؤتمر وتمكينه سيكون على حساب الجنوب وان المخطط يجري تنفيذه بصورة استدرار العاطفة الجنوبية سياسياً فيما يدار المخطط بإتقان، فيما يرى جنوبيون آخرون انه لا خوف من أي احياء للمؤتمر لكونه منزوع الإرادة ومسلوب القوة ولم تتبقى لديه أي عومل يستطيع بها ضرب الجنوب.

واثارت قرارات تمكين المؤتمريين (أتباع صالح) من مناصب حساسة عسكرية ومدنية، حالة استياء عارم خاصة في الجنوب الذي يقاتل أبنائه في مختلف جبهات القتال ضد المليشيا الحوثي فيما تقوم جهات استخباراتية داخل التحالف على اعادة انتاج المؤتمريين المتهمين بجرائم حرب ضد الجنوبيين.

يأتي إعادة انتاج المؤتمر داخل سلطة الرئيس عبدربه منصور في ظل واقع معقد تعيشه سلطة عبدربه الشرعية والتي باتت مقسمة بين حزبي المؤتمر والاصلاح (اخوان اليمن) او ما يسميهم الجنوبيين (تحالف 94 الاجرامي).

ورغم ان الجنوبيين يشعرون بفداحة ما يجري من اعادة انتاج مؤتمر صالح (قيادات مؤتمرية شمالية) كانت سبباً في كل ما جرى للجنوب خاصة وللشمال كذلك نتيجة خيانات وقرارات حزب المؤتمر بقيادة علي عبدالله واتباعه المؤتمريين. إلا ان حزب الإصلاح (الاخوان المسلمين) يشعرون بقلق بالغ على مستقبلهم في ظل إعادة انتاج المؤتمر على حسابهم .

لكن سياسيون خاصة في الجنوب لا يستبعدون إحياء تحالفات قديمة بين الاحزاب الشمالية خاصة بين حزبي المؤتمر والاصلاح (تحالف 94) والذي كان الرئيس عبدربه واتباعه جزء من هذا التحالف الذي أرتكب جرائم تأريخية واغتيالات وتصفيات وتسبب بمعاناة طويلة للشعب الجنوبي.

 

السعودية أم الإمارات…من يريد إعادة إحياء المؤتمر؟

رغم الحملات الاعلامية التي يشنها حزب الاصلاح (الاخوان باليمن) ضد الإمارات العربية المتحدة لكنهم لم يتهموا بتاتاً حتى الان وقوف الإمارات خلف إعادة المؤتمر الشعبي العام للواجهة وإعادة تمكينه من السلطات الشرعية.

وكل ما يقوم به حزب الاصلاح من اتهامات للإمارات به وحملات ناتجة عن تحالف الامارات ودعمها للجنوبيين والمجلس الانتقالي الجنوبي والنخب والاحزمة الأمنية التي تتخذ من الاصلاح عدواً لدوداً لا يختلف عن مليشيا الحوثي.

ويؤكد صمت حزب الاصلاح عن اتهام الامارات بدعم اعادة تمكين حزب المؤتمر بأنه لا خلاف بين الحزبين (الاصلاح والمؤتمر) وأن ما يجري من خلافاتهم مع الامارات هي دون ذلك وغالبيتها ضغوطات يقوم بها الاصلاح ضد الامارات لإثنائها عن دعم الجنوب واعادة بناء جيش وأمن جنوبي يحمي المحافظات الجنوبية المحررة ويكافح الارهاب.

في المقابل يؤكد موقف الاصلاح أن الامارات اوكلت مهمة دعم وإعادة احياء حزب المؤتمر الى السعودية ضمن لعبة الأدوار التي تتبادلها السعودية والإمارات.

وما يؤكد ان السعودية تقف خلف تشجيع المؤتمر واحياءه هو تبني السفير السعودي باليمن والذي يصفه سياسيين عادة بـ(رئيس اليمن الحقيقي) لتحركات حزب المؤتمر من خلال ما اسمي (تحالف القوى الوطنية اليمنية) الذي اوكلت مهمة ترأسه الى القيادي المؤتمري (رشاد العليمي) في حين تم اختيار القيادي المؤتمري الاخر والمعروف بشطحاته ونزغه (سلطان البركاني) رئيساً لبرلمان الشرعية الذي انعقد بسيئون قبل شهرين.

لكن في الاتجاه الآخر يراقب الجنوبيون ما يجري بدقة للنظر في التوجهات الجديدة لإعادة انتاج حزب المؤتمر خاصة (تيار صالح الشمالي) إذ يثير ذلك اشتباه في الأمر فيما إذا كان اعادة انتاج المؤتمر من أجل تمكينهم في الشمال أو تمكينهم في الجنوب او الشمال والجنوب معاً.

وفي كل الحالات المذكورة يرى سياسيون ان اعادة المؤتمر للواجهة دون ضبط عملية اعادته سيخلق حالة من الصراع اذا كان تمكين المؤتمر سيتم في الشمال وفيما إذا كانت التوجهات تسعى لتمكين المؤتمر انطلاقاً من الجنوب نحو الشمال فهو الامر الأكثر فداحة والذي سيكون بمثابة (تفخيخ) سينتج صراعاً آخر يضاف لأشكال الصراعات الجارية حالياً في المناطق المحررة خاصة  سياسياً .

 

هل يشكل إعادة المؤتمر خطراً على الجنوب؟

كان المؤتمر الشعبي العام يشكل أكبر المخاطر على الجنوب الى جانب الحوثيين أو حزب الاصلاح. وكل ما جرى للجنوب من حروب ومعاناة هي من صنع المؤتمر وتنفيذ أحد الطرفين المتحالفين مع المؤتمر سواء (الاصلاح في 1994) أو (الحوثيين في 2015) وبالتالي فالخطورة قائمة إذا لم يتم إعطاء الجنوبيين ضمانات من دول التحالف العربي بعدم تكرار سيناريو الصراع بالجنوب من خلال إعادة إنتاج حزب المؤتمر الشعبي العام المتورط بجرائم فضيعة بالجنوب.

لكن الجنوبيون يرون في كل الاطراف الشمالية والأحزاب اليمنية وفي مقدمتها (الاصلاح والمؤتمر والحوثيين) خطراً على الجنوب بما فيهم الجنوبيون المنخرطون في تلك الاحزاب والحركات الشمالية الذين يبحثون عن مصالح على حساب نضال وتضحيات وهدف شعب الجنوب بأكمله.

من جانب آخر يرى سياسيون انه لا مانع لدى الجنوبيون من أن يعاد حزب المؤتمر الشعبي العام للواجهة في الشمال فقط، أما الجنوب فأي تحركات لإعادة المؤتمر او تمكينه يعتبرها الجنوبيون خيانة واستهداف مباشر للجنوب والقضية الجنوبية ويتعهدون بأنهم لن يسمحوا بذلك ولو تطلب الامر مواجهة مثل هكذا مخططات بالقوة المسلحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق