أوروبا
البرلمان الأوروبي يصوت على تعيين فون دير لايين رئيسة للمفوضية
ـ ستراسبورغ ـ بعد أسبوعين على اختيارها لتولي رئاسة المفوضية الاوروبية، تواجه الألمانية أورسولا فون دير لايين تصويت النواب الأوروبيين الذين سيقررون مساء الثلاثاء ما اذا كانت وزيرة الدفاع الالمانية ستصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب.
وموقف النواب الاوروبيين المشككين في تعيينها يمكن ان يكون حاسما، فقد يرجحون كفة تثبيتها في هذا المنصب لكن حجم التأييد قد يكون محرجا لرئيسة المفوضية المقبلة.
ولخلافة جان كلون يونكر (لوكسمبورغ) لولاية من خمس سنوات، على فون دير لايين المقربة من المستشارة أنغيلا ميركل الحصول على الغالبية المطلقة في البرلمان أي 374 صوتا. والسؤال يبقى ما إذا ستتمكن من جمع الأصوات في معسكر المؤيدين لأوروبا بدون أن تحتاج إلى دعم المشككين في أوروبا.
وسيبدأ التصويت في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ عند الساعة 16,00 ت غ وستعلن النتيجة حوالى الساعة 20,00 ت غ. وقبل ذلك ستحاول اورسولا فون دير لايين (60 عاما) اقناع النواب المترددين خلال نقاش يستمر اكثر من ثلاث ساعات اعتبارا من الساعة 9,00 ت غ.
واذا حصلت فون دير لايين على الغالبية المطلقة فانها ستصبح أول امرأة تتولى رئاسة المفوضية الاوروبية لتتمثل المانيا ايضا للمرة الاولى منذ 52 عاما.
وفي حال فشلت في الحصول على الغالبية المطلقة فانها لن تحظى بفرصة ثانية. وسيكون امام المجلس الاوروبي حينئذ مهلة شهر لتقديم مرشح جديد يتم التصويت على تعيينه في البرلمان في ايلول/سبتمبر. وذلك من شأنه ان يغرق الاتحاد الاوروبي اكثر في ازمة مؤسساتية في حين أن مسألة بريكست لم تغلق بعد.
اقتراع سري
مثل هذا السيناريو لم يحصل أبدا حتى الان. لكن تم في العام 2009 ارجاء التصويت الى ايلول/سبتمبر لافساح المجال امام البرتغالي جوزيه مانويل باروزو لاقناع النواب الاوروبيين بالتمديد له في منصبه.
وكتبت اورسولا فون دير لايين بعد ظهر الاثنين على تويتر “مهما حصل، ساستقيل من منصبي كوزيرة للدفاع الاربعاء لكي أخدم أوروبا بكل قواي”.
وسيجري التصويت باقتراع سري، ما يتيح للنواب مخالفة تعليمات كتلهم السياسية في البرلمان.
وتوقع مصدر أوروبي ان يتم انتخاب فون دير لايين “ب+نعم+ محدودة وباقل من الاصوات التي حصل عليها يونكر قبل خمس سنوات”. وكان يونكر نال 422 صوتا مقابل 250.
عادت اورسولا فون دير لايين بعد ظهر الاثنين الى ستراسبورغ للاجتماع مع التكتل اليميني الذي تنتمي إليه ويعد القوة الرئيسية في البرلمان مع 182 نائبا، لتجنب اي انشقاق. وحذر مسؤول من الكتلة من ان “اي امتناع عن التصويت او غياب سيعتبر بمثابة تصويت ضدها”.
وشعر العديد من النواب الأوروبيين بالاستياء للطريقة التي تم فيها اختيار المرشحة. فبعد قمة من ثلاثة أيام في بروكسل اختارها القادة الأوروبيون في الثاني من تموز/يوليو متجاهلين المرشحين الذين طرحهم البرلمان الأوروبي.
لكن الاشتراكيين (154 نائبا) والليبراليين الوسطيين (108 نواب) الحزب الذي ينتمي إليه مناصرو الرئيس ايمانويل ماكرون لم يحسموا أمرهم بعد.
ومن المفارقات أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي شريك ميركل في الائتلاف الحكومي، هو الأكثر معارضة لفون دير لايين في معسكر الاشتراكيين-الديموقراطيين.
ولم تتول ألمانيا رئاسة المفوضية الأوروبية منذ 52 عاما، وعهد المنصب مرة واحدة لوولتر هالشتاين عند احداثه بين 1958 و1967.
وحتى الآن لم تحسم الأمور. وسيتخذ الاشتراكيون كما الليبراليون-الوسطيون قرارهم النهائي بعد خطاب فون دير لايين (60 عاما) والأجوبة التي ستقدمها للبرلمان الثلاثاء ما يفتح الباب امام كل انواع المشاورات.
ويريد الاشتراكيون أولا أن تعدهم فون دير لايين بمواصلة تطبيق سياسة الهولندي فرانس تيمرمانز حيال الدول التي تنتهك دولة القانون كالمجر وبولندا من خلال عدم احترام استقلالية القضاة. ويجب أن يبقى تيمرمانز أول نائب رئيس للمفوضية كما تعهدت فون دير لايين.
ويشدد الليبراليون-الوسطيون على أن يكون للدنماركية مارغريت فيستاغر مرشحتهم لرئاسة المفوضية الأوروبية المرتبة نفسها كتيمرمانز في المفوضية الجديدة.
في حين استبعد حزب الخضر (74 نائبا) واليمين المتطرف (41 نائبا) التصويت لفون دير لايين لم يحسم المشككون باوروبا بعد أمرهم.
وبين هؤلاء المحافظون والاصلاحيون (62 نائبا) الذين وعدوا بأنهم سيكونون “واقعيين” في قرارهم.
واستبعد تكتل “الهوية والديموقراطية” من اليمين المتطرف الذي يضم 73 نائبا بينهم 28 من الرابطة الإيطالية و22 من التجمع الوطني و11 من البديل لألمانيا، التصويت لصالحها. (أ ف ب)