مشعل السديري
منذ وعينا على الدنيا ونحن نسمع عن (طاقية الإخفاء)، التي ما إن يضعها الإنسان على رأسه حتى يختفي عن الأنظار، ويدخل ويخرج ويسرح ويمرح على كيفه ولا من شاف ولا من دري.
وهذا ما كنت أتمناه في طفولتي؛ أن أحصل على تلك الطاقية، إلى درجة أنني حسدت الحرباء على تخفيها وتبديل ألوانها بغمضة عين.
وعندما كبرت عرفت أن ما قيل عنها في كتب التراث ما هو إلا مجرد خرافة، وما أكثر الخرافات في تراثنا، غير أن بعض الخرافات قد تحقق، مثل (بساط الريح) الذي تحول في عصرنا الحاضر إلى طائرات وكبسولات فضاء. وإنني لا أجزم؛ ولكني أتوقع أن تتحقق حتى خرافة طاقية الإخفاء مستقبلاً – ولكن يا مين يعيش؟ – ولو أنها تحققت بعد أن أشبع موتاً، تكون أمنية (أبو المشاعل) قد راحت عليه، ولم يستفد بتوظيفها في غزواته الليلية المشبوهة.
غير أن هناك محتالاً فرنسياً اسمه غيلبرت شيكلي فعل ما يشبه التخفي، عندما ارتدى قناعاً من (السيليكون) عام 2015، وكان صورة طبق الأصل من لودريان وزير الدفاع في ذلك الوقت.
وحصل بالاحتيال على نحو 90 مليون دولار من الضحايا الأثرياء، بمن فيهم آغا خان؛ الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية، ومالك شركة «شانو مارغو» للخمور. وكان الوزير المزيف يدفع الأشخاص المستهدفين إلى الاعتقاد بأن من يتصل بهم هو لودريان الذي يطلب بعد ذلك مساعدة مالية لدفع فدية للصحافيين المختطفين رهائن من قبل مسلمين متشددين في الشرق الأوسط، ولأن فرنسا لا تدفع رسمياً فدىً لمختطفي الرهائن، فإن لودريان المزيف كان يؤكد لضحاياه أن المدفوعات لا يمكن تتبعها، حيث يطلب إيداع الأموال في أحد البنوك الصينية، وقد انطلت تلك الحيلة على المتبرعين المغفلين. وكان يرتدي القناع خلال محادثات الفيديو مع ضحاياه، ويجلس على مكتب يشبه تماماً مكتب الوزير الفرنسي، وفوق رأسه صورة الرئيس آنذاك فرنسوا هولاند.
ولكن لماذا نذهب بعيداً، فأول الرقص، مثلما يقولون، حنجلة؟ فها هي إحدى شركات الفيديو استوحت من ذلك أحدث ألعابها، وهي عبارة عن عباءة تتيح لعشاق «هاري بوتر» أن يختفوا تحتها.
اللعبة عبارة عن تطبيق على الهواتف الجوالة، ويتم التقاط الصور والفيديوهات من خلاله، في الوقت الذي يرتدي فيه الطفل عباءة خضراء تجعله غير مرئي.
ولكي أزيدكم من الشعر بيتاً، فها هم العلماء في سباق محموم لتلبية رغبات وطلبات وزارات الدفاع في الدول المتقدمة، لتطوير ملابس قتال عندما يرتديها الجنود في ساحات الحروب يختفون عن الأنظار تماماً، وساعتها سوف يختفي الفرق بين الشجاع والجبان.
وهذا ما كنت أتمناه في طفولتي؛ أن أحصل على تلك الطاقية، إلى درجة أنني حسدت الحرباء على تخفيها وتبديل ألوانها بغمضة عين.
وعندما كبرت عرفت أن ما قيل عنها في كتب التراث ما هو إلا مجرد خرافة، وما أكثر الخرافات في تراثنا، غير أن بعض الخرافات قد تحقق، مثل (بساط الريح) الذي تحول في عصرنا الحاضر إلى طائرات وكبسولات فضاء. وإنني لا أجزم؛ ولكني أتوقع أن تتحقق حتى خرافة طاقية الإخفاء مستقبلاً – ولكن يا مين يعيش؟ – ولو أنها تحققت بعد أن أشبع موتاً، تكون أمنية (أبو المشاعل) قد راحت عليه، ولم يستفد بتوظيفها في غزواته الليلية المشبوهة.
غير أن هناك محتالاً فرنسياً اسمه غيلبرت شيكلي فعل ما يشبه التخفي، عندما ارتدى قناعاً من (السيليكون) عام 2015، وكان صورة طبق الأصل من لودريان وزير الدفاع في ذلك الوقت.
وحصل بالاحتيال على نحو 90 مليون دولار من الضحايا الأثرياء، بمن فيهم آغا خان؛ الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية، ومالك شركة «شانو مارغو» للخمور. وكان الوزير المزيف يدفع الأشخاص المستهدفين إلى الاعتقاد بأن من يتصل بهم هو لودريان الذي يطلب بعد ذلك مساعدة مالية لدفع فدية للصحافيين المختطفين رهائن من قبل مسلمين متشددين في الشرق الأوسط، ولأن فرنسا لا تدفع رسمياً فدىً لمختطفي الرهائن، فإن لودريان المزيف كان يؤكد لضحاياه أن المدفوعات لا يمكن تتبعها، حيث يطلب إيداع الأموال في أحد البنوك الصينية، وقد انطلت تلك الحيلة على المتبرعين المغفلين. وكان يرتدي القناع خلال محادثات الفيديو مع ضحاياه، ويجلس على مكتب يشبه تماماً مكتب الوزير الفرنسي، وفوق رأسه صورة الرئيس آنذاك فرنسوا هولاند.
ولكن لماذا نذهب بعيداً، فأول الرقص، مثلما يقولون، حنجلة؟ فها هي إحدى شركات الفيديو استوحت من ذلك أحدث ألعابها، وهي عبارة عن عباءة تتيح لعشاق «هاري بوتر» أن يختفوا تحتها.
اللعبة عبارة عن تطبيق على الهواتف الجوالة، ويتم التقاط الصور والفيديوهات من خلاله، في الوقت الذي يرتدي فيه الطفل عباءة خضراء تجعله غير مرئي.
ولكي أزيدكم من الشعر بيتاً، فها هم العلماء في سباق محموم لتلبية رغبات وطلبات وزارات الدفاع في الدول المتقدمة، لتطوير ملابس قتال عندما يرتديها الجنود في ساحات الحروب يختفون عن الأنظار تماماً، وساعتها سوف يختفي الفرق بين الشجاع والجبان.