منوعات
جماعات الدفاع عن حقوق الحيوان: آلات تقليم العشب تمثل “خطرا” على القنافذ
– تواجه القنافذ في أوروبا خطرا مميتا جديدا، يجعلها غير قادرة على الدفاع عن نفسها.
وتكمن المشكلة في أن الثدييات الصغيرة ذات الحركة البطيئة، والتي يغطي الشوك جسمها، لا تهرب عندما تشعر بالخطر، بل أنها تقوم بدلا من ذلك بالتكور في شكل كرة شائكة، وتقوم بدس رؤوسها وذيلها وسيقانها داخلها.
وليس هناك جدوى من مقاومة “القتلة” من آلات تقليم العشب، والتي لا تنبه القنافذ في كثير من الأحيان للخطر الذي يحدق بها.
ويشار إلى أن القنافذ معتادة على العيش في خطر.
حيث أنه إلى جانب تعرضها للصدم من جانب السيارات، فإن الكثير منها يسقط في شباك الصيد، أو تصيبها مصائد الفئران. ومن جانبها، قالت الجمعية البافارية لحماية الطيور، إن آلات تقليم العشب أصبحت تشكل حاليا تهديدا آخر من صنع الإنسان، ولا سيما عندما تعمل في الليل أو في الغروب.
ويعرّض ذلك الحيوانات الليلية – إلى جانب الكائنات الأخرى مثل الطيور أو البرمائيات – إلى خطر التعرض لإصابات خطيرة أو الموت.
ومن جانبها، تقول مارتينا جيريت، خبيرة القنافذ التي تعمل في الجمعية البافارية لحماية الطيور، في بيان أصدرته الجمعية: “إن معظم آلات تقليم العشب لا تعتبر الحيوانات الصغيرة عوائق. حيث أنها من المكن أن تدهس القنافذ الصغيرة تماما، وتجرحها أو تقتلها، وهو ما يظهر في الصور التي يتم إرسالها لنا مرارا “.
أما ليديا شويبل، التي تنتمي لـ “جمعية ميونخ لتجنب القسوة على الحيوان”، فلديها الكثير من مثل هذه الصور التي ليس من السهل تقبُلها. ويشار إلى أن بعض القنافذ التي تظهر في الصور، فقدت وجوهها بالكامل تقريبا، بينما فقدت قنافذ أخرى أجزاء كبيرة من معطفها الشوكي.
وتقول إنه في كثير من الأحيان تتعرض هذه الحيوانات للتشويه بشكل سيئ بسبب شفرات آلات تقليم العشب.
وتشير شويبل 32/ عاما/ الحاصلة على شهادة في علم الأحياء، والتي تشمل واجباتها في مجال توفير المأوى للحيوان، تمريض القنافذ الضعيفة أو المصابة حتى تسترد عافيتها: “إن القنافذ تقوم بالبحث عن الطعام ليلا، ولا تعتبر أن آلات تقليم العشب تشكل خطرا عليها… إنها لديها أعداء تطورية تتفاعل معها، ولكن الروبوتات الهادئة ليست منها “.
وتقول إن هناك عددا متزايدا من القنافذ التي تم جلبها للجمعية في السنوات الأخيرة، بعد تعرضها للاصابة بواسطة آلات تقليم العشب. وعادة ما يقوم الجيران من أصحاب الحدائق، بنقل تلك القنافذ، حيث تحاول الحيوانات الملطخة بالدماء سحب أنفسها بعيدا. وكان هناك ثمانية من القنافذ التي تم نقلها في العام الماضي، وذلك بالمقارنة مع ستة قنافذ في عام 2016 وثلاثة في عام .2015 وتقول شويبل إنها كانت اعتنت حتى الآن هذا العام بقنفذ واحد فقط، كان من الضروري التعامل معه عن طريق القتل الرحيم.
وتضيف أن ثمة عدد قليل من القنافذ التي نجت من بين شفرات آلات تقليم العشب.
ويشار إلى أن الاتحاد الالماني لصناعات الحدائق، على علم بالمشكلة.
في بيان مكتوب، أشارت آنا هاكشتاين، مديرة إدارة الاتحاد الالماني لصناعات الحدائق إلى أن المعايير الدولية لآلات تقليم العشب تدعو إلى توفير “خصائص أمان عالية، مثل أجهزة الاستشعار القوية المدمجة، التي تقوم بإيقاف عملية التشغيل إذا كان هناك اتصال مع أشخاص أو حيوانات”.
وقالت إن معايير منتجات آلات تقليم العشب تم تشديدها في عام .2016
وفي وقت سابق من العام الجاري، اختبرت مجموعة حماية المستهلك “شتيفونج فارينتشت” التي تتخذ من برلين مقرا لها ، ثماني نماذج لآلات تقليم العشب. وقالت المجموعة إنه في حين أن الكثير منها عملت بشكل جيد، إلا أنه لم يتم تصنيف أي منها على أنها أكثر من “مرضية”، لأن جميعها كانت تشكل خطرا على السلامة، ولا سيما بالنسبة للأطفال. وتمكنت ست من بين تلك الالات من التعرف على وجود طفل واقفا أمامها، بينما تسببت اثنتان في ترك قطع كبير في حذاء طفل، وبالتالي تم تصنيفها على أنها “غير مناسبة”.
ووفقا للاتحاد الالماني لصناعات الحدائق،فإنه يعمل ومصنعو آلات تقليم العشب على جعل الآلات أكثر أمانا. وتقول هاكشتاين إن بعض أنظمة السلامة التي تهدف أيضا إلى حماية القنافذ بشكل أفضل، هي حاليا إما “في المرحلة التجريبية أو مرحلة الاختبار”، مضيفة أنه يجب على مستخدمي آلات تقليم العشب القيام بدورهم أيضا.
وتنصح هاكشتاين بأنه “إذا كان هناك أطفال وحيوانات أليفة في المنزل، فلا يجب أن تعمل آلات تقليم العشب عندما يلعبون في الحديقة”. ويجب ألا يكون هناك أعمال لتقليم العشب في الليل إذا كانت القنافذ تعيش في الحديقة.
ولدى هاكنستين اقتراح: “إذا تركت أجزاء من الحديقة بدون تقليم، فإنك تخلق مساحات شبه طبيعية يمكن للحيوانات الصغيرة أن تجد فيها ملاذا”.
كما يحث خبراء العناية بالقنافذ، جيريت وشويبل أصحاب الحدائق على عدم تشغيل آلات تقليم العشب في الليل، وكذلك فحص الحدائق أو المراعي قبل القيام بعملية التقليم، والتحكم بالتقليم أثناء تشغيل الالات. (د ب أ)