تحقيقات
الرئيس البرازيلي يصر على مواقفه أمام وسائل الإعلام الأجنبية
ـ برازيليا ـ بمحاولته تصحيح الصورة “المشوهة” للبرازيل في الخارج، أثار الرئيس اليميني القومي جاير بولسونارو الجدل مجددا الجمعة عبر إنكاره وجود فقر في بلاده وتشكيكه بالمعطيات الرسمية حول انحسار الغابات.
وكان الرئيس يأمل في تلميع صورته عبر دعوة ممثلي عدد من وسائل الإعلام الدولية — بما فيها وكالة فرانس برس — على فطور في القصر الرئاسي في بلانالتو في برازيليا.
وقال بولسونارو (64 عاما) غداة الاحتفال بمرور مئتي يوم على توليه منصبه إن “جزءا كبيرا من الصحافة الأجنبية لديها صورة مشوهة عمن أكون وما أنوي فعله لمستقبل البرازيل”. وأضاف “دعوتكم لأنني أدرك إلى أي حد صورة البرازيل في الخارج مسممة”.
وعلى الرغم من الانتقادات، تعهد الرئيس “مواصلة الخط الذي وعد به خلال الحملة الرئاسية”.
التباس بشأن الجوع
وعندما تطرق إلى مشاكل الفقر في بلده، أنكر بولسونارو أن هناك برازيليين يعانون من الجوع. وقال “يمكننا ان نزرع كل شيء تقريبا في بلدنا. القول إن هناك أفرادا جائعين في بلدنا هو كذبة كبيرة”.
واضاف “لا نرى فقراء في الشارع بأجساد نحيلة كما هو الحال في بلدان أخرى”، قبل أن يؤكد أن “القول إن هناك أشخاصا جائعين في البرازيل هو خطاب شعبوي ليس أكثر”.
وأثارت هذه التصريحات جدلا في البرازيل حيث اضطر بولسونارو لتوضيحها لوسائل الإعلام المحلية بعد ساعات.
وقال إن “البرازيليين يأكلون بشكل سيء. بعضهم جائعون. لكن هذا غير مقبول في بلد بغنى بلدنا يملك أراضٍ قابلة للزراعة ومياهاً وفيرة”.
وأحصت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة في تقرير يعود إلى أيلول/سبتمبر الماضي 5,1 ملايين شخص يعانون من نقص التغذية في البرازيل في 2017، من أصل سكانها البالغ عددهم 210 ملايين نسمة.
“تضليل”
الموضوع الآخر المثير للجدل هو حماية البيئة، إذ إن الرئيس البرازيلي المشكك في النظريات المتعلقة بالمناخ يعتبر أن الانتقادات القادمة من الخارج حول انحسار الغابات في بلده تمس بالسيادة الوطنية.
وهو يذهب إلى أبعد من ذلك بتشكيكه في أرقام الهيئة المرجعية العامة “المعهد الوطني لأبحاث الفضاء” الذي يعتمد على معطيات تجمعها الأقمار الاصطناعية.
وقال “لو كان كل هذا الدمار الذي تتهموننا به حقيقيا لكانت الغابة الأمازونية قد زالت من الخارطة الآن”. وأضاف “نشعر أن المعطيات التي يقدمها المعهد للصحافة لا تتطابق مع الحقيقة وموضوعة في خدمة المنظمات غير الحكومية”.
وأكد أن رئيس هذا المعهد سيدعى إلى برازيليا ليوضح موقفه.
وتشير المعطيات الأخيرة لهذا المعهد إلى زيادة نسبتها 88 بالمئة في انحسار الغابات في البرازيل في حزيران/يونيو بالمقارنة مع الأرقام التي سجلت في الشهر نفسه من العام الماضي.
ووصف الرئيس بولسونارو ب”التضليل” أيضا الاتهامات للبرازيل القوة الزراعية الكبرى في العالم، بأنها الأولى في العالم باستخدام المبيدات.
وقال إن “البرازيل هي البلد الذي يستخدم أقل كمية من المبيدات. إذا قمنا ببيع منتجات مسممة فلن تشتروها”.
وأخيرا أكد الرئيس الذي اشتهر بزلاته العنصرية والمعادية للمثليين والنساء والمعجب بالحكم الديكتاتوري العسكري (1964-1985) على الذين يرون فيه تهديدا للديموقراطية، مؤكدا تمسكه “بحرية للصحافة بلا حدود”.
وقال إن “حزب العمال (اليساري الذي حكم البرازيل من 2003 الى 2016) هو من حاول السيطرة على وسائل الإعلام”. (أ ف ب)