السلايدر الرئيسيتحقيقات
الوسيط الإفريقي تعهد بإقناع “العسكري” بفتح الاتفاق السياسي لادراج “الجبهة الثورية” بالسودان… والمهدي يحذر من احزاب تريد الفوضى
حسين تاج السر
ـ الخرطوم ـ من حسين تاج السر ـ كشف مفاوضون من قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية أن هناك توافقا نشأ بين الطرفين لضم ممثلين من الجبهة الثورية في فريق التفاوض لقوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري.
بالمقابل أفصح مصدر قيادي رفيع بقوى الحرية والتغيير لصحيفة “السوداني” عن تعهد الوسيط الإفريقي محمد حسن البات بإقناع المجلس العسكري بفتح الاتفاق السياسي لإدراج ورقة الجبهة الثورية وتحفظاتها بناءَ على أهمية وعمق ما تحتويه لصالح السلام في السودان.
وأكد المصدر عدم وجود ضمانات لتنفيذ ذلك، وقال “وهو ما يجعل التفاوض يدور حول البدائل التي يمكن اللجوء إليها كإدراجها في الإعلان الدستوري”.
وانخرطت الجبهة الثورية في اجتماع خاص بمكوناتها وفرغت من تحديد مطالبها والقضايا التي تريد إدراجها في ورقة متكاملة بناءً على طلب الوسيط الإفريقي، بينما انخرط وفد قوى الحرية والتغيير في اجتماع بين مكوناتها.
وتوقع قيادي بارز بقوى الحرية والتغيير تأجيل الحوار حول “الوثيقة الدستورية” إلى الأسبوع المقبل، بدلًا من الثلاثاء القادم، وذلك بسبب مشاورات القوى المدنية والمسلحة، التي تستضيفها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا هذه الأيام.
وانطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، السبت، مشاورات رسمية بين الجبهة الثورية، التي تضم حركات مسلحة، وقوى إعلان الحرية والتغيير، بحضور الوسيط الإفريقي، محمد الحسن لباد.
ونقلت شبكة “الشروق” السودانية عن قيادي في قوى الحرية والتغيير، من دون أن تذكر اسمه، أن المشاورات ركزت على التحفظات التي أبدتها الجبهة الثورية بشأن الاتفاق السياسي الذي جرى توقيعه الأربعاء الماضي مع المجلس العسكري الانتقالي، بجانب الرؤية التي طرحتها الجبهة حول عملية السلام وكيفية تضمينها في الإعلان الدستوري المزمع التوقيع عليه في غضون الأيام القليلة المقبلة.
من جانبه، أكد رئيس الجبهة الثورية، مالك عقار، رئيس الحركة الشعبية شمال، أن وصول القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، عضو الوفد المفاوض، عمر الدقير، “خطوة جيدة”.
وكشف عقار عن أن الاتفاق مع مفاوضي قوى الحرية في أديس أبابا يجري على إمكانية إدراج موقف الجبهة الثورية ومعالجة التحفظات، مشيرًا إلى أن المباحثات منصبة حول وضع فترة ممكنة لمعالجة مشكلة الحرب والسلام قبل تشكيل الحكومة وبعد المجلس السيادي.
وتوقع عقار الوصول إلى نتائج واضحة خلال يومين، لإدراج ورقة الجبهة الثورية، بما يسهم في إنتاج ورقة واحدة باسم قوى إعلان الحرية والتغيير تقود إلى سلام عادل. وأكد عقار أن بقاء حركات خارج منظومة السلام يضر بالسلام.
من جانبه حذر رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، من أحزاب – لم يسمها – قال إنها تُراهن على الفوضى ولا تؤمن بالديمقراطية وتنظُر للفترة الانتقالية كفرصة لبناء مجد سياسي بالمواقف المتطرفة لسد الطريق أمام اتفاق يعبر بانتقال سلس بالبلاد.
وشدد المهدي خلال مخاطبته ورشة بعنوان “الإعداد لمؤتمر السلام الشامل والعادل” أمس، على أن قضية السلام تُعد هي أولوية الحكومة الانتقالية، ودعا لإنشاء مجلس قومي للسلام.
وطالب بتحقيق مستقل وشفاف وواسع في كل الجرائم التي ارتكبت قبل وبعد الثالث من يونيو، ودعا قوى الثورة للسعي بعجلة وعقل لقيادة الموقف الذي يؤدي إلى سلطة مدنية ديمقراطية.
وأكد المهدي وجود تحديات خارجية تتمثل في مواجهة قوى خارجية قال إنها لا تريد عافية للسودان وتجد ضالتها في فشل تجربة الانتقال والانتكاسة حتى لا تكون حافزا لنهوض الشعوب والثورة ضد الطغيان، وأشار إلى تحديات داخلية سمّاها بـ “تآمر قوى الردة” والثورة المضادة، ونوه إلى أنها تسعى لاختطاف الثورة بإغراء ضباط للإقدام على انقلاب، فضلاً عن تحركاتها لخلق الفوضى وقطع الطريق أمام الاتفاق على تشكيل السلطة المدنية الملتزمة بالسلام والديمقراطية.
في السياق قطع المهدي بأن الجبهة الثورية السودانية طرف أصيل في قوﻯ إعلان الحرية والتغيير وتمسك بمشاركتهم بفاعلية في بناء السلام، وطالب بضرورة التوصل إلى اتفاق مع الممُانعيين “عبد الواحد محمد نور، وعبد العزيز الحلو” ومخاطبتهم ضمن مهام السلام العادل في الفترة الانتقالية، عطفاً على مشاركة النازحين واللاجئين والاستماع إلى صوت الهامش المجتمعي.