العالم

ترامب يهاجم الصين مع استئناف المفاوضات التجارية بين البلدين

ـ واشنطن ـ وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء انتقادات حادة إلى الصين بعيد وصول المفاوضين الأمريكيين إلى شنغهاي لاستئناف المفاوضات الرامية إلى وضع حد للحرب التجارية الدائرة بين البلدين.

وكتب الرئيس الأمريكي في تغريدة أن “فريقي يجري مفاوضات معهم الآن، لكنهم (الصينيون) ينتهون دائما بتعديل الاتفاق لما فيه مصلحتهم”.

وستعقد الاجتماعات الثلاثاء والأربعاء في العاصمة الاقتصادية للصين. وستكون الأولى وجها لوجه بين الطرفين منذ فشل المفاوضات في أيار/مايو الماضي عندما اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين بعدم الوفاء بالتزاماتها.

وأكد ترامب أن الصين ملزمة بزيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية لكن “لا شيء يقول أنها تفعل ذلك”.

وتابع “هذه هي المشكلة مع الصين، فهي لا تفعل بكل بساطة” ما تقول أنها عازمة على القيام به.

وتخوض الصين والولايات المتحدة منذ العام الماضي مواجهة تجارية تتمثل بتبادل فرض رسوم جمركية على سلع تتجاوز قيمتها 360 مليار دولار من المبادلات السنوية.

ولم يدلِ الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين باي تصريحات لدى وصولهما الثلاثاء إلى شنغهاي.

ومساء توجّه موكب يعتقد أنه ينقل المسؤولين الأمريكيين إلى فندق “بيس هوتل” الشهير، حيث يفترض أن يلتقيا على مائدة العشاء المفاوضين الصينيين.

أكثر تشددا بأشواط

ومن المقرر أن يخوض لايتهايزر ومنوتشين مفاوضات طوال يوم الأربعاء سيشارك فيها نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي، المقرب من الرئيس شي جينبينغ.

إلا أن تغريدات ترامب الأخيرة تعزز الانطباع بأن المفاوضات الحالية لن تحقق اختراقا كبيرا.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن الصين تعول على الوقت وتنتظر الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020، آملة في أن يمنى بهزيمة. لكنه هدد بالقول إنها لن تجد سوى اتفاق “سيكون أكثر تشددا بأشواط من الاتفاق الذي نتفاوض عليه الآن… أو لا اتفاق على الإطلاق” إذا فاز في الانتخابات.

وكتب ايضا “نمتلك كل الأوراق، وهذا ما لم يدركه أبدا قادتنا السابقون”.

وامتد الخلاف إلى قطاع التكنولوجيا مع إدراج المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات هواوي في أيار/مايو على لائحة سوداء للإدارة الأمريكية لأسباب أمنية.

وأقرت هواوي الثلاثاء بأنها تواجه “بعض المتاعب” على الرغم من زيادة مبيعاتها بنسبة 23,2 بالمئة في النصف الأول من العام الجاري.

وتجري المفاوضات في أجواء ضاغطة بالنسبة للصين التي تواجه منذ أسابيع تظاهرات كبيرة وبعضها عنيفة في هونغ كونغ، وعداء شديدا من الولايات المتحدة.

وهدد ترامب بسحب صفة الدول النامية لبعض البلدان الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، في خطوة تستهدف الصين أولا. وفي رد قاس الاثنين، دانت بكين “وقاحة وأنانية” الولايات المتحدة.

وأقرت وكالة أنباء الصين الجديدة الثلاثاء بأن العلاقات بين بكين وواشنطن “متوترة” ودعت الولايات المتحدة إلى “التعامل مع الصين بكل الاحترام الواجب” إذا أرادت التوصل الى اتفاق.

ويشكل استئناف المفاوضات بحد ذاته خطوة إيجابية بعد الهدنة في الحرب التجارية التي اتفق عليها الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان.

كذلك يشكل عقد المحادثات في شنغهاي مؤشرا إلى فترة تحسّنت فيها العلاقات بين البلدين، كما يثبت بيان شنغهاي الذي صدر في 1972 وكان مرحلة مهمة في إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين.

لكن بكين وواشنطن تبديان تفاؤلا حذرا في فرص التوصل إلى اتفاق.

إلا أن حدة الخطاب لم تتراجع في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها السلطات الصينية. فقد نصحت الصحيفة الناطقة بالانكليزية “تشاينا ديلي” الثلاثاء الولايات المتحدة “بالتخلي عن تكتيك الضغوط القصوى الذي تتبعه”، مؤكدا أنه “ليس فعالا ضد الصين”.

وفي مؤشر إلى غياب الثقة بين القوتين الكبريين، يمكن أن يلعب وزير التجارة الصيني جونغ شان الذي يعتبر متشددا، دورا أكبر في هذه المفاوضات إلى جانب نائب رئيس الوزراء ليو هي القريب جدا من الرئيس شي جينبينغ. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق