شرق أوسط

سوريا تقول إن نجاح الهدنة في إدلب يعتمد على تركيا

ـ نور سلطان ـ قالت سوريا الجمعة إن نجاح وقف إطلاق النار في إدلب يعتمد على التزام تركيا بسحب الأسلحة الثقيلة من الفصائل المعارضة وإقامة منطقة منزوعة السلاح.

وهاجم المفاوض السوري بشار الجعفري من العاصمة الكازاخستانية نور سلطان الوجود التركي في شمال غرب سوريا، واعتبر أن القرار السوري الخميس الموافقة على هدنة في إدلب “امتحان واختبار للنوايا التركية”.

وجاء حديث الجعفري خلال اليوم الثاني من الجولة الـ13 من المحادثات السورية في عاصمة كازاخستان، منذ بدئها في عام 2017، والتي ترعاها روسيا وإيران وتركيا.

ودعا الجعفري كذلك “الضامنين” الآخرين، و”الحاضرين في أستانا” إلى تحمل “مسؤولياتهم في الضغط على الجانب التركي” لتنفيذ شروط اتفاق تم التوصل إليه في سوتشي العام الماضي.

وقال الجعفري إن “الإعلان في دمشق بوقف إطلاق النار مشروط بتطبيق الجانب التركي لتفاهمات سوتشي وتفاهمات استانا وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من يد الإرهابيين”.

واتهم الجعفري المجموعات المعارضة المسلحة بقصف مناطق سيطرة القوات الحكومية في محافظات حلب وحماة واللاذقية “انطلاقا من المناطق التي تهيمن عليها تركيا في إدلب”.

وأضاف “هذا يعني أنه على الرغم من أن صبرنا طويل، لكن هناك صبراً محدوداً هذه المرة. لن ننتظر الى ما لا نهاية حتى تنفذ تركيا التزاماتها”.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) الخميس أن الحكومة السورية وافقت على هدنة في منطقة إدلب، شرط تطبيق الاتفاق الروسي التركي القاضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محيطها.

ونقلت سانا عن مصدر عسكري قوله إنه تمت “الموافقة على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب اعتباراً من ليل هذا اليوم”. وأضاف “شريطة أن يتم تطبيق اتفاق سوتشي الذي يقضي بتراجع الإرهابيين بحدود 20 كيلومتراً بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد بإدلب وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة”.

ورحبت روسيا بإعلان دمشق.

وإدلب هي آخر منطقة كبرى تديرها تنظيمات جهادية في سوريا بعد ثماني سنوات من النزاع. وتخضع إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماه واللاذقية المجاورة لسيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام.

اتصال مع المسلحين

ومن نور سلطان، دعا المفاوض الرئيسي للكرملين حول سوريا ألكسندر لافرنتييف المعارضة المعتدلة لأن تبعد نفسها عن المجموعات المتطرفة في منطقة إدلب.

وقال “لقد ناشدنا المعارضة المعتدلة أن تفعل كل ما هو ممكن لعدم إجراء أي اتصالات أو اتفاقات مع هؤلاء المتشددين”.

ويأتي التصعيد في إدلب رغم أنّ المنطقة مشمولة باتفاق روسي- تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018، ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل، كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة لأسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية.

وتتعرض محافظة إدلب ومناطق مجاورة، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية منذ نهاية نيسان/أبريل، لا يستثني المستشفيات والمدارس والأسواق، ويترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.

وقال لافرنتييف إنه يتوقع أن تواصل الجماعات المسلحة العاملة هناك مقاومتها الشرسة.

وأشار لافرنتييف إلى قضايا إنسانية تم التطرق إليها خلال يومين من المحادثات، وأعرب عن أمله في أن يتم إغلاق مخيم للنازحين قرب الحدود مع الأردن هذا الأسبوع.

وبحسب الأمم المتحدة، لا يزال 25 ألف شخص معزولون في مخيم الركبان قرب قاعدة التنف الجوية التي استخدمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، بعدما غادره نحو 17 ألف شخص بين آذار/مارس و21 تموز/يوليو.

ولأول مرة شارك في هذه الجولة من المحادثات في نور سلطان وفد مراقب من الأردن.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق