شرق أوسط
ظريف يقول إن واشنطن تتصرف بمفردها وحلفاؤها يشعرون “بالحرج”
ـ طهران ـ اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاثنين أن الولايات المتحدة تتصرف بمفردها ضد طهران، وهي غير قادرة على تشكيل تحالف من أجل حماية السفن التجارية في الخليج لأن حلفاءها يشعرون “بالحرج” من الانضمام إليه، واصفاً بـ”الخدعة” دعوتها لاجراء محادثات.
وأكد ظريف كذلك أنه رفض دعوة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي، رغم تهديده بفرض عقوبات عليه ما لم يفعل.
وقال ظريف في مؤتمر صحافي في طهران “الولايات المتحدة اليوم تعاني من العزلة في العالم ولا يمكنها تشكيل تحالف حتى في المناطق التي تلعب دور القوة العظمى فيها، الدول باتت تشعر بالحرج من إدراج اسمها في قائمة مع أمريكا رغم علاقاتها الجيدة معها”.
وتابع “إنهم من جلب ذلك على أنفسهم بخرقهم للقوانين عبر خلق التوتر والأزمات”.
وتفاقم التصعيد بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أيار/مايو 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي يقيّد برنامج إيران النووي، ثم إعادة فرض عقوبات مشددة على طهران بعد ذلك.
وارتفع مستوى التوتر مع إطلاق الإدارة الأمريكية حملة “ضغوط قصوى” ضد طهران، ترافقت مع إسقاط إيران لطائرة مسيرة أمريكية وتعرض ناقلات نفط في الخليج لهجمات نسبتها واشنطن لإيران التي تنفي ذلك.
وفي ذروة الأزمة، ألغى ترامب في اللحظة الأخيرة ضربة جوية على إيران في حزيران/يونيو بعد إسقاط طهران للطائرة المسيرة الأمريكية.
وقالت إيران الأحد إنها احتجزت ناقلة “أجنبية” تنقل وقوداً مهرباً في ما قد تكون ثالث عملية احتجاز لسفينة في مياه الخليج التي يمر عبرها ثلث النفط المنقول بحراً في العالم.
وفي 18 تموز/يوليو، قال الحرس الثوري إنه احتجز ناقلة “رياح” التي ترفع علم بنما بسبب نقلها لوقود مهرب. وبعد يوم من ذلك، أعلن الحرس الثوري احتجازه لناقلة “ستينا ايمبيرو” التي ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز لخرقها “قانون البحار الدولي”.
ورداً على تلك الهجمات، تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف تحت اسم “عملية سانتينيل” تقول إن الهدف منه ضمان حرية الملاحة في منطقة الخليج الاستراتيجية.
لكنها واجهت صعوبات في تشكيل التحالف، مع تردد دول أوروبية تخشى على ما يبدو الدخول في نزاع محتمل.
“ترامب لا يريد الحرب”
وتابع ظريف أن “من يفتعل الحرائق لا يمكن أن يكون إطفائياً”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة اينما وضعت قدمها اثارت الفتنة والتوتر والازمة”، وكذلك في منطقة الخليج حيث “كلما وضعوا أقدامهم فيها ارتكبوا الجرائم”.
وعند سؤاله خلال المؤتمر الصحافي عن تقارير تتحدث عن تلقيه دعوة للقاء دونالد ترامب في البيت الأبيض، قال ظريف إنه رفض الدعوة رغم تهديده بفرض عقوبات عليه.
وأوضح وزر الخارجة الإيراني، وفق وكالة أنباء الطلبة الإيرانية إسنا، “خلال زارتي لنوورك قل لي أنه سفرض الحظر عليّ في غضون أسبوعن إلا إذا قبلت عرضهم” الذي قال إنه رفضه “لحسن الحظ”.
وأفادت مجلة نيويوركر الأمريكية الجمعة أن السناتور الجمهوري راند بول التقى ظريف في 15 تموز/يوليو في الولايات المتحدة، ودعاه بموافقة ترامب إلى زيارة البيت الأبيض.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على ظريف الأربعاء، مستهدفةً أصوله في الولايات المتحدة مع الضغط على قدرته ممارسة عمله الدبلوماسي.
واستهداف ظريف بموجب نفس العقوبات المطبقة على المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي هو الأحدث في سلسلة من التحركات الأمريكية ضد إيران.
ورفض ظريف “ادعاءات” الولايات المتحدة “المخادعة” بأنها تريد الدخول في حوار مع إيران.
وقال “هم من غادروا الطاولة، فرضوا عقوبات على وزير خارجية إيران، وعلى أعلى سلطة في الجمهورية الإسلامية. مع من يريدون التفاوض إذن؟”، معتبراً أن “الولايات المتحدة تريد فرض إرادتها على إيران”.
وأضاف “لا يمكن لهم أن ينتظروا منا التفاوض معهم طالما هم يطبقون الإرهاب الاقتصادي” ضد إيران.
لكن ظريف لم يستبعد الانخراط في حوار في المستقبل.
وأوضح “برأيي المفاوضات والدبلوماسية لا تنتهي أبداً. لطالما كانت المفاوضات وسوف تبقى على أجندتي. حتى في وقت الحرب، المفاوضات حاضرة”.
وقال إنه لا يعتقد أن ترامب يريد خوض حرب مع إيران إلا أن الصقور المحيطين به مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يسعون إليها.
وأوضح “أعتقد أن ترامب لا يسعى للحرب. لكن بولتون ونتانياهو يريدانها”، مضيفاً “إنهما على استعداد لخوض حروب حتى آخر جندي أمريكي”. (أ ف ب)