شرق أوسط

اسرائيل تطلق حملة بحث بعد العثور على جثة جندي إسرائيلي في الضفة الغربية

ـ القدس ـ باشرت قوات الأمن الاسرائيلية الخميس عمليات بحث في قطاع من الضفة الغربية المحتلة بعد العثور على جثة جندي تلقّى عدة طعنات في هجوم وصفه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه “إرهابي”.

واكتشِفت جثة دفير سوريك (19 عاماً) الذي كان عندما قتل أعزل ولا يرتدي بدلته العسكرية، وفقاً للجيش الإسرائيلي، قرب مستوطنة ميغدال عوز بين مدينتي الخليل وبيت لحم الفلسطينيتين.

وتحتل إسرائيل هذه المنطقة في الضفة الغربية منذ عام 1967، وهي مسرح لمواجهات متكررة بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية.

وأرسلت التعزيزات إلى الضفة الغربية المحتلة، وفقاً للجيش الإسرائيلي. وفي ميغدال عوز التي يتوقع أن يزورها نتانياهو، انتشرت عناصر من الشرطة والجيش، وايضاً عناصر من جهاز الاستخبارات الداخلية (شين بيت)، وفق صحافي في فرانس برس.

واقتحم عشرات الجنود وعناصر الشرطة بلدة بيت فجار وقاموا بتفتيشها بيتاً بيتاً واستولوا على كاميرات المراقبة التي يمكن أن تساهم في تحديد تحركات المشتبه بهم المحتملين.

واندلعت بعض الاشتباكات في البلدة بين سكانها والقوات الإسرائيلية قبل أن تنسحب في وقت لاحق.

وسارع نتانياهو الذي يخوض حاليا حملة الانتخابات التشريعية المقرّرة في 17 أيلول/سبتمبر، إلى اتهام “إرهابيين”.

وفي وقت لاحق خلال زيارة لمستوطنة بيت إيل القريبة من رام الله حيث كان يفتتح مشروعاً يضمّ 650 وحدة سكنية مثيرة للجدل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي “اليوم سقط أيضاً واحد من افضل ابنائنا (…) يريدون التدمير بينما نحن هنا للبناء”.

وتتعارض المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مع القانون الدولي.

ولم تتبنّ أي من حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي عملية قتل الجندي، لكنّهما عبّرتا عن ترحيبهما إذ إنّ ما جرى يندرج، في نظرهما، في سياق ردّ الفعل “الطبيعي” على الاستيطان وعلى تدمير إسرائيل في نهاية تموز/يوليو منازل فلسطينيين في وادي حمص جنوب القدس.

فرضية اختطاف

والجندي القتيل الذي ينحدر من مستوطنة عفرا، كان طالباً في مدرسة دينية في مستوطنة ميغدال عوز بالقرب من المكان الذي عثر فيه على جثته.

وقال مدير المدرسة للإذاعة الاسرائيلية إنّ الجندي كان يتبع برنامج خدمة عسكرية خاصاً يتضمّن دراسات دينية. وأعلن الحاخام شلومو ويلك “توجّه الجندي الى القدس بعد الظهر لشراء هدية لأساتذته”.

وأضاف “كان على اتصال بنا قبل نصف ساعة من مقتله، وهو في الحافلة عائداً الى المدرسة الدينية”.

وقال والده لوسائل إعلام محلية “كانت لدفير عيون مشرقة، لكنّ شخصاً يحمل القتل في عيونه قتله”.

ولم يعرف بعد إذا كان الجندي الإسرائيلي الذي كان جدّه قد قتل أيضاً في عام 2000، قد قتل في المكان الذي عثر فيه على جثته أو في مكان آخر، فيما أشارت وسائل إعلام محلية إلى فرضية عملية اختطاف لم تنجح.

مستوطنات

وتعهد بنيامين نتانياهو خلال الحملة الانتخابية لانتخابات نيسان/ابريل بأنّه إذا أعيد انتخابه فسيعلن ضمّ مستوطنات الضفة الغربية إلى إسرائيل.

ويعتبر ضمّ المستوطنات الى اسرائيل بمثابة نهاية للمفاوضات التي يجب ان تفضي لاقامة دولة فلسطينية بجانب دولة اسرائيل.

وغالبا ما تثير مثل هذه الهجمات وعمليات الاعتقال الإسرائيلية التي تليها، توتّرات بين الجانبين.

ووقع هجوم الخميس في وقت حساس، حيث تتجه إسرائيل نحو انتخابات عامة في 17ايلول/سبتمبر، وقبيل عطلة عيد الأضحى.

ويشكّل تسارع وتيرة بناء المستوطنات اليهودية التي يقيم فيها اليوم أكثر من 600 ألف مستوطن يعيشون وسط ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، موضع توتر شديد.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع وافقت إسرائيل على خطط لبناء أكثر من 2300 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وتشريع ثلاث مستوطنات لم تكن تعترف بها الدولة العبرية رسمياً.

وقال ممثل الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف هذا الأسبوع “لا قيمة قانونية لتوسيع المستوطنات وهو خرق فاضح للقانون الدولي”.

وإن كانت حركة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين تواصلت في ظل كل الحكومات الاسرائيلية منذ 1967، فقد تسارعت في السنوات الأخيرة في عهد نتانياهو وحليفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق