أوروبا

ميركل وأوربان يحتفلان بالذكرى الثلاثين لانهيار “الستار الحديدي” وسط انقسامات

ـ بودابست ـ يستقبل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مدينة سوبرون الإثنين للاحتفال بالذكرى الثلاثين لانهيار “الستار الحديدي”.

وفيما سيحتفل الزعيمان بتفكيك الستار التاريخي الذي كان يقسّم أوروبا، تثير مسألة حماية حدود القارة والمسائل المتصلة بها توترا في العلاقات بين الزعيمين منذ سنوات.

ووجه أوربان انتقادات حادة لقرار ميركل في عام 2015 بعد ان فتحت الحدود أمام الهاربين من مناطق النزاع في الشرق الأوسط.

ينظم الاحتفال الرسمي في سوبرون في ذكرى “النزهة الأوروبية” التي جرت في 1989 في هذه المدينة الصغيرة المحاذية للنمسا. وكان هذا الحدث شكل أول ثغرة في خط انقسام أوروبا إلى كتلتين بعد الحرب العالمية الثانية، وسمح بفرار جماعي لنحو 600 ألماني شرقي عن طريق المجر، هو الأول من نوعه منذ أن بني جدار برلين في العام 1961.

وسيشكل الاحتفال لقاءا نادرا بين زعيمين أوروبيين سياسيين مخضرمين، إذ تتولى ميركل السلطة في ألمانيا منذ العام 2005 بينما يتولى أوربان الحكم في المجر منذ العام 2010.

وقد عقدا آخر اجتماع ثنائي في تموز/يوليو 2018 حين أجرى أوربان أول زيارة له إلى برلين منذ ثلاث سنوات.

وكان اللقاء متوترا خرجت خلاله الانقسامات بينهما إلى العلن وقد اتّهمت ميركل رئيس الوزراء المجري بأن سياساته المناهضة للهجرة لا تحترم “الإنسانية”.

وصرحت ميركل حينها أمام الصحافيين عند استقبالها لرئيس الوزراء المجري “سندافع عن حدودنا الخارجية” في الاتحاد الأوروبي لكن “ليس بهدف الانعزال والحديث عن حصن”.

وأضافت أن “الانسانية هي روح أوروبا ونريد الحفاظ على هذه الروح … وأوروبا لا يمكنها أن تنصرف بكل بساطة عن المعاناة والآلام” بأن تنعزل داخل “حصن”.

إلا أن أوربان رد بالقول “نعتقد أننا نساعد بشكل إنساني عندما لا نقوم بدعوة” المهاجرين إلى القدوم.

وأكد أن “الحل الوحيد” برأيه هو “إغلاق الحدود” و”عدم السماح بدخول الذين يأتون بالشر” إلى أوروبا، مضيفا “لا نريد استيراد المشاكل”.

 امتنان للمجر

استقبل وزير خارجية المجر بيتر جيارتو ميركل صباح الاثنين قرب سوبرون التي وصلتها بمروحية.

ثم وصلت ميركل وأوربان لحضور قداس في كنيسة المدينة قبل القاء كلمتين، على أن يتبع ذلك غداء عمل يليه مؤتمر صحافي مشترك.

لقد أثرت أحداث العام 1989 على الزعيمين اللذين اعتمدا مذّاك خطين سياسيين متباينين.

وقد رسّخت معاناة ميركل التي نشأت في ألمانيا الشرقية الشيوعية قناعتها بالقيم الليبرالية السياسية والاقتصاد الحر.

أما أوربان الذي دخل المعترك السياسي في العام 1989 كزعيم ليبرالي، فيرى في أحداث ذاك العام خطوة أولى باتّجاه استعادة دول أوروبا الشرقية سيادتها.

وقد خصّصت ميركل خطابها الأسبوعي الذي ألقته السبت للتشديد على الأهمية التي تكتسيها زيارة الإثنين وقالت إن الألمان سيكونون “دوما ممتنين” للمجر على “مساهمتها في تحقيق معجزة الوحدة الألمانية”.

وقال المتحدث باسمها شتيفن سيبرت إن “الاختلاف في الآراء” بين الزعيمين حول قضايا مثل السياسة المعتمدة في ملف اللجوء معروفة لدى الجميع وإن الزعيمين سيتطرّقان للمستجدات الحالية خلال محادثاتهما.

وعلى الرغم من التوتر السياسي بين الزعيمين تقيم ألمانيا والمجر علاقات اقتصادية وثيقة.

وتُعتبر ألمانيا أكبر شريك تجاري للمجر وأحد أبرز المستثمرين الأجانب في البلاد بخاصة في قطاع صناعة السيارات. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق