تحقيقات

تقنية الواقع الافتراضي تساعد الجيش الاسرائيلي على تدريب جنوده

ـ بيتاح تكفا ـ  يتقدم عنصر في وحدة العمليات الخاصة في سلاح الهندسة القتالية في الجيش الإسرائيلي بحذر في غرفة مليئة بالحواسيب، وسط نفق رطب وضيق نحته حزب الله اللبناني بين صخور… لكن النفق جزء من واقع افتراضي باتت إسرائيل تستخدمه لتدريب جنودها على القتال.

ويحرك العنصر ت.، أحد جنود الجيل الجديد الذين يستخدمون تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز للتدريب، رأسه في كل الاتجاهات بينما تكشف يديه عن جدران غير ظاهرة للمتفرج.

ويقول الجندي الذي لا يمكن الكشف عن اسمه لأسباب أمنية “نرى كل شيء، حتى سقوط قطرات الماء”.

ويضيف لوكالة فرانس برس “أشعر بأنني هناك فعلا أشعر بالرطوبة كما أشعر بحالة الاختناق”.

في مواجهة الجندي شاشة كبيرة تعرض النفق الافتراضي الذي يعيد بناء أحد أنفاق حزب الله التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي على الحدود، بكل تفاصيله، ما يسمح للمدربين بتوجيه ت. في الوقت نفسه الذي يتقدم هو فيه في النفق.

في كانون الأول/ديسمبر، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية “درع الشمال” للكشف عن الأنفاق على الحدود اللبنانية، وأعلن في وقت لاحق تدمير ستة أنفاق.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن ثلاثة من هذه الأنفاق تصل إلى حدود الأراضي الإسرائيلية.

وكانت الأنفاق تمتد لعشرات الأمتار ووصل بعضها إلى عمق 55 مترا.

ويقول الجيش إن حزب الله خطط لاستخدام تلك الأنفاق لخطف أو قتل جنود ومدنيين إسرائيليين والاستيلاء على أراض إسرائيلية في حال حدوث قتال بين الطرفين.

وتشهد الأيام الأخيرة توترات جديدة بين إسرائيل وحزب الله بعد اتهام حزب الله لإسرائيل بهجوم بطائرتين مسيرتين استهدف معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ولم تعلق إسرائيل على ذلك.

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إن الهجوم “أول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز 2006” بين إسرائيل وحزب الله. وتوعد بالرد.

من جهة ثانية، يبحث الجيش الإسرائيلي أيضا عن أنفاق في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس الإسلامية.

وتقول إسرائيل إن مسلحين يستخدمون هذه الأنفاق الواقعة جنوبا على الحدود مع مصر كما يستخدمها المهربون للالتفاف على الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات.

ويقول الجيش إنه دمر العديد من هذه الأنفاق التي تصل الى الأراضي الإسرائيلية، بهدف تنفيذ هجمات.

كما تصدى الجيش المصري مرارا لحفر الأنفاق عند حدوده.

تطور تكنولوجي

حتى وقت قريب، حقق صانعو ألعاب الفيديو والعالم الافتراضي نجاحات في الأبحاث الطبية والفضائية والعسكرية، وباتت هذه الأخيرة تستخدم بشكل متزايد للتدريب.

ويقول قائد مركز تدريب “ياهالوم” في قاعدة عسكرية وسط إسرائيل “التكنولوجيا جزء أساسي من القتال”، ما يبرر الاستثمار المكثف في هذا المجال.

وتم مسح أنفاق حزب الله التي كشفت عنها إسرائيل رقميا، فظهرت على نظارات العالم الافتراضي التي يضعها أحد الجنود، كما هي في الواقع.

ويقول القائد هـ. “يرى الجندي كيف يبدو النفق”.

وبحسب قائد مركز التدريب، يسمح العالم الافتراضي للأفراد بالتعرف على البيئة المعادية تحت الأرض دون الحاجة إلى مغادرة القاعدة، خصوصا أنه ليس من الممكن دائما الحصول على تدريب في هذا المجال.

ويتلقى حوالى عشرة الجنود حاليا التدريب، في حين أنهى نحو مئة منهم تدريبا منذ بدأ العمل بهذا النوع قبل ثلاث سنوات.

وتهدف تقنية الواقع الافتراضي “في آر” إلى وضع الشخص في عالم يحاكي الواقع بينما تسمح تقنية الواقع المعزز (إيه آر) بدمج عناصر البيئة الحقيقية وخلق واقع مركب.

وتهدف هذه التقنيات إلى توفير تجربة متعددة الحواس.

ويمكن للجنود تجربة سيناريوهات مختلفة فيها عقبات، مثل الثقوب أو الكابلات أو الأجهزة المتفجرة ومحاكاة حركة اليد التي يحتاجونها لنزع فتيل قنبلة حقيقية.

ويقول هـ. “هناك عناصر يمكن للمرء مواجهتها في النفق ويصعب إعادة إنتاجها، مثل الرطوبة، ولكن التدريب يمثل مقدمة جيدة للموضوع”.

بينما يرى ت. أنه “ليس شعورا جميلا أن تتواجد عشرات الأمتار تحت الأرض معزولا عن العالم، لكن أي شيء يمكن أن يساعدك على الاستعداد يعد أمرا مهما”.

ويضيف أن التدريب الإلكتروني جعله “أكثر استعدادا لدخول النفق” في الحياة الواقعية.

على مقربة من غرفة الواقع الافتراضي، يوجد نموذج حقيقي لأحد أنفاق حركة حماس حيث يمكن للجنود الانخراط في مناورات قتالية لتطبيق ما تعلموه من خلال تدريب الواقع الافتراضي.

كان ثلاثة جنود يشقون طريقهم إلى الداخل، وقد وضعوا أقنعة على وجوههم نعة والأسلحة الرشاشة في أيديهم، يتحركون عبر ممر صخري ضيق ومظلم.(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق