تحقيقات

المنطقة الآمنة في شمال سوريا مطلب تركي منذ 2011

ـ بيروت ـ تطالب تركيا منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011 بإقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، وذلك ضمن مسعاها لكبح أي موجة جديدة للاجئين ولمنع إقامة منطقة حكم ذاتي كردية عند حدودها الجنوبية.

حماية المدنيين

في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، أعلن وزير الخارجية التركي السابق أحمد داود أوغلو أنّ بلاده قد تقرر بالتنسيق مع المجتمع الدولي إنشاء منطقة عازلة وسط ازدياد أعداد اللاجئين الفارين من النزاع.

وتبنت أنقرة مواقف حازمة تجاه حليفها الإقليمي السابق وجارها الجنوبي الذي تتشارك معه حدوداً تناهز 900 كيلومتر.

وكانت المعارضة السورية، متمثلة بالمجلس الوطني السوري، طرحت فكرة إنشاء منطقة عازلة أو منطقة حظر جوي لحماية المدنيين.

ضدّ الأكراد

في نهاية تموز/يوليو 2012، اتهم رجب طيب إردوغان، وكان في حينه رئيساً للوزراء، النظام السوري بـ”تسليم” خمس مناطق في شمال البلاد لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي تعدّه أنقرة “إرهابياً” بسبب صلاته بحزب العمّال الكردستاني.

وكان الجيش السوري انسحب في منتصف تموز/يوليو من هذه المنطقة من دون اشتباكات.

وتخشى تركيا احتمال إقامة دولة أو كيان كردي عند حدودها، ما من شأنه تعزيز النزعات الانفصالية على أراضيها.

وقال إردوغان “منطقة آمنة، منطقة عازلة، كل هذا يندرج ضمن البدائل التي لدينا”.

في نهاية آب/اغسطس، طلبت تركيا من مجلس الأمن الدولي إقامة “مخيّمات للنازحين داخل الأراضي السورية”، الأمر الذي لم يحصل.

“خالية من الإرهابيين”

في تشرين الأول/اكتوبر 2014، جددت انقرة مطالبتها بإقامة “منطقة آمنة، منطقة حظر جوي”، وأشارت في طلبها إلى “أسباب إنسانية” وأيضاً إلى “إنجاح العملية العسكرية” ضدّ تنظيم داعش.

في كانون الثاني/يناير 2017، بحث الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب فكرة هذه المناطق التي سبق أن جرى النقاش بخصوصها في عهد سلفه باراك اوباما.

وبعد شهر، أعلن الرئيس التركي أنّ “هدفنا هو منطقة تمتد حوالى 4 آلاف أو 5 آلاف كيلومتر مربع خالية من الإرهابيين”.

اتفاق أمريكي تركي

في نهاية 2018، أعلن الرئيس الامريكي عزمه على سحب العدد الأكبر من الجنود الأمريكيين الموجودين في شمال-شرق سوريا. وجاء الإعلان في وقت كانت أنقرة تهدد وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح المسلّح للاتحاد الديموقراطي الذي تحوّل خلال الحرب على تنظيم داعش إلى حليف لواشنطن.

في كانون الثاني/يناير 2019، دعا ترامب إلى إقامة “منطقة آمنة” في سوريا. وأكدت تركيا أنّها قادرة على إنشائها بمفردها.

في نهاية تموز/يوليو، أعلنت تركيا أنّ مسؤولين عسركيين أمريكيين وأتراكاً بدأوا التباحث حول تنفيذ منطقة كهذه في شمال سوريا.

في 6 آب/اغسطس، كرر الرئيس التركي تهديده بإطلاق عملية عسكرية ضدّ وحدات حماية الشعب “قريباً جداً”.

في اليوم التالي، اتفقت أنقرة وواشنطن على إنشاء “مركز عمليات مشترك” للتنسيق حول “المنطقة الآمنة” في شمال سوريا. وجاء الإعلان بعد ثلاثة ايام من مفاوضات شاقة بين أنقرة وواشنطن التي تسعى لتجنب عملية عسكرية تركية ضدّ الوحدات الكردية.

وفي 12 آب/اغسطس، وصل وفد أمريكي إلى تركيا للعمل على إطلاق المركز المشترك.

بدء الانسحاب الكردي

في 23 آب/اغسطس، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط أن “قوات سوريا الديموقراطية دمرت تحصينات عسكرية” تنفيذاً للاتفاق.

في اليوم التالي، أكدت وحدات حماية الشعب الكردية استعدادها للتعاون بهدف “إنجاح” إقامة “المنطقة الآمنة”.

وأعلنت أنقرة انّ المركز التركي-الأمريكي للعمليات المشتركة بدأ يعمل “بكامل طاقته”.

في 27 آب/اغسطس، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرق سوريا بدء سحب مقاتلين أكراد من مناطق قرب الحدود مع تركيا. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق