العالم

مؤتمر الأديان بكازاخستان يشجب قيام “أطراف” بدعم وتمويل “الإرهاب”

 

– دعا قادة دينيون من طوائف وديانات مختلفة، اليوم الخميس، إلى اعتماد شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية والحديثة في محاربة التفسيرات “الخاطئة” للتعاليم الدينية، التي تتخذها تنظيمات مثل “داعش” ذريعة لارتكاب جرائم إرهابية عابرة للحدود.

جاءت الدعوة في ختام المؤتمر الدولي السادس لـ”زعماء الأديان العالمية والتقليدية” الذي أقيم يومي الأربعاء والخميس في أستانة عاصمة كازاخستان، تحت شعار “قادة عالميون من أجل عالم آمن”.

و”شجب” المؤتمر قيام أطراف لم يسمّها بـ”دعم وتمويل الإرهاب الذي يضرب الثقة المتبادلة والتعاون بين أتباع الأديان المختلفة وأتباع الدين الواحد”.

وشارك في المؤتمر قيادات بارزة من الديانات السماوية الثلاث “الإسلام والمسيحية واليهودية” مثل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أحد أهم مؤسسات الإسلام السنّي في العالم، وديانات “تقليدية” مثل الهندوسية والبوذية، إضافة إلى رؤساء دول وحكومات، ومنظمات دولية.

وفي البيان الختامي، شجب المؤتمر ما ترتكبه “المنظمات الإرهابية الدولية” من “انتهاكات مستمرة ومُمنهجة لحقوق الإنسان ولقواعد القانون الدولي الإنساني” وأوصى بـ”تقديم الدعم للدول والزعماء السياسيين في تحليل ودراسة الأسباب الجذرية وراء ظهور التطرف الديني والارهاب الدولي”.

ودعا المؤتمر “زعماء الأديان إلى نشر قيم الإسلام الصحيحة والتفاهم المتبادل والتسامح، في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي” وإلى “رفض التفسير الخاطئ للتعاليم الدينية، ورفض تشويه القيم الدينية كذريعة تتخذها التنظيمات الارهابية والمتطرفة لنشر فكرها”.

وفي سياق متصل، دعا رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف الذي تطمح بلاده الى التحول إلى “مركز دولي” للتسامح والحوار بين الأديان، إلى إطلاق “بوابة” معلوماتية دولية لمحاربة التطرف الديني والإرهاب.

وتقدم كازاخستان، وهي جمهورية سوفييتية سابقة وتضم أكثر من 130 عرقاً اثنياً وأكثر من 40 طائفة دينية، نفسها نموذجاً للتعايش السلمي بين الديانات والأعراق.

وتستعمل تنظيمات إرهابية دولية مثل “داعش” و”القاعدة” اللتين تريدان تطبيق فهم متطرّف للشريعة الإسلامية، شبكة الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي للترويج لأفكارها ولاستقطاب وتجنيد أتباع.

إلى ذلك، شدد المؤتمر على “ضرورة التمسك بجعل كلمة الزعماء الدينين المعتدلين المؤثرين، مسموعة بوصفها صوت الحكمة” في وقت حققت فيه قيادات دينية متطرفة اختراقات اجتماعية في دول اسلامية عديدة.

ودعا المؤتمر من جهة أخرى “الشخصيات السياسية ووسائل الإعلام العالمية للتوقف عن ربط الارهاب بالدين، لأن هذه الممارسات تلحق الضرر بصورة الأديان والتعايش السلمي، وتضرب الثقة المتبادلة والتعاون بين أتباع الدين الواحد والأديان الأخرى”.

وأمس الأربعاء، قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في افتتاح المؤتمر إن “الإرهاب” الذي “أُلصِق” بالإسلام “دون غيره” من الديانات الأخرى ليس “صناعة عربية إسلامية خالصة”.

ولاحظ أن “إمكانات المنطقـة العربية التقنيَة والتـدريبيَة والتَسليحيَة، لا تَـكفي لتفسير ظهـور هذا الإرهاب ظهوراً مباغتاً بهذه القوَة الهائلة التي تمكنه من التنقل والتحرك واجتياز حدود الدول، والكَر والفَر في أمان تام”.

وأضاف أن “الحمَلات الإعلاميَة الممَنهَجة… أفلحت في أن تربط في وعي جماهير الغرب بين الإسلام والإرهاب، والمسلمين والوحشية والبربرية.. واستطاعت أن تروعَ شباب العالَم وأطفاله ونساءه ورجاله من هذا الدين”.

ويحظى مؤتمر “زعماء الأديان العالمية والتقليدية” بدعم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التي أقرت السنوات العشر ما بين 2013 و2022 “عقداً دولياً للتقارب بين الثقافات” وذلك باقتراح من كازاخستان.

وبحث المؤتمر تعزيز دور القيادات الدينية في استتباب “الأمن الدولي”، خصوصاً من خلال مكافحة التطرف الديني المؤدي إلى الإرهاب، ونبذ الكراهية والعنف، وفق المنظمين.

وشهدت السنوات الماضية تنامي ظاهرة الإرهاب وبروز تنظيمات تستخدم الدين ذريعة لارتكاب أعمال فظيعة مثل تنظيم “داعش”.

وفي عام 2017، وقعت هجمات إرهابية في 100 دولة حول العالم، بحسب التقرير السنوي لمكافحة الإرهاب الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في 19 أيلول/سبتمبر الماضي.

ووقع 59 % من هذه الهجمات في خمس دول هي أفغانستان والهند والعراق وباكستان والفليبين.

كما وقع 70 % من جميع الوفيات الناجمة عن هجمات إرهابية في أفغانستان والعراق ونيجيريا والصومال وسورية، وفق التقرير.

(د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق