تحقيقات

خيارات بكين لتسوية الأزمة في هونغ كونغ

ـ بكين ـ مرت نحو ثلاثة أشهر على اندلاع التظاهرات الضخمة في هونغ كونغ مع ما يتخللها أحيانا من أعمال عنف، من دون أن تظهر حتى الآن بوادر تشير الى توقفها قريبا.

وكثيرا ما يستخدم ناشطون قنابل مولوتوف وقضبانا حديدية وحجارة في المواجهات مع الشرطة، التي تستخدم بدورها الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريقهم.

والسؤال المطروح بإلحاح حاليا على بكين : ما السبيل لإعادة الهدوء الى هذه المستعمرة البريطانية السابقة ؟ مع العلم أنه لا يحق لبكين نظريا التدخل مباشرة في هونغ كونغ لفرض الهدوء من دون إذن مسبق من سلطات هذه المنطقة.

ودعت الحكومة الصينية في بكين عصر الثلاثاء مرة جديدة المتظاهرين الى “الهدوء”، وحذرت من أنها لن تكون قادرة على البقاء “مكتوفة اليدين” في حال تفاقم الوضع.

أما الخيارات المطروحة أمام بكين في التعامل مع تظاهرات هونغ كونغ فهي التالية :

1 المراهنة على الوقت

حتى الآن يبدو أنه السيناريو الأكثر ترجيحا.

فالحكومة المركزية في بكين تراهن على عودة الاستقرار، وتؤكد دعمها لشرطة هونغ كونغ ولرئيسة السلطة التنفيذية في هذه المنطقة كاري لام.

ويستعد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين القارية الى الاحتفال في الاول من تشرين الاول/اكتوبر بالذكرى السبعين لولادة جمهورية الصين الشعبية. هل ستكون السلطات في هونغ كونغ قادرة على تهدئة الوضع قبل موعد هذا الاحتفال الكبير؟.

وفي تسجيل صوتي حصلت عليه وكالة رويترز تقول كاري لام أمام مجموعة من رجال الأعمال، أن بكين لم تفرض عليها “أي مهلة زمنية” لإنهاء الأزمة.

وقالت أيضا خلال هذا اللقاء الذي جرى الاسبوع الماضي “انهم يتعمدون المراهنة على الوقت، ولا أرى حلا قريبا”.

وسبق أن استخدمت بكين سياسة المماطلة وكسب الوقت في نهاية العام 2014 لاستيعاب “حركة الشماسي”، عندما قام متظاهرون بشل الحركة في حي الاعمال في هونغ كونغ لأسابيع عدة مطالبين بانتخابات مباشرة لاختيار رئيس الهيئة التنفيذية.

وكانت النتيجة توقف التحرك من دون تقديم السلطات في هونغ كونغ تنازلات.

والسؤال الذي يتردد حاليا : هل ستتلاشي التظاهرات الحالية مع فتح المدارس والجامعات أبوابها هذا الاسبوع في هونغ كونغ ؟ هذا ما تأمله بكين مع أن دعوات الى الاضراب في الجامعات قد وجهت.

2 سياسة مد اليد

قد تعمد الحكومة المركزية في بكين الى تشجيع السلطات في هونغ كونغ على إيجاد نوع من التسوية مع المتظاهرين.

وشدد متحدث باسم الحكومة الصينية الثلاثاء على ضرورة مواجهة المشاكل التي يعاني منها المجتمع في هونغ كونغ (تفاوت في الرواتب واسعار مرتفعة جدا للعقارات) والتي تغذي التظاهرات. لكن هذا الخيار تراجع بعد انتشار التسجيل الاخير لرئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ.

3زيادة الضغوط

قد تعمد حكومة بكين الى زيادة الضغوط عبر اللجوء الى بعض أساليب الترهيب.

فقد قام أِشخاص يشتبه بولائهم لحكومة بكين بالاعتداء في تموز/يوليو على متظاهرين في هونغ كونغ من دون أن يعتقل أي منهم.

كما أن بكين تمارس ضغوطا شديدة على الشركات التي يشتبه بتقديمها الدعم للمتظاهرين.

وعلى سبيل المثال أجبرت شركة خطوط الطيران “كاتي باسيفيك” التابعة لهونغ كونغ على تحذير موظفيها من إصدار أي موقف داعم للتظاهرات.

4 ارسال الجيش

وهو الخيار الأكثر خطورة بالنسبة الى بكين.

ومنذ إعادة أراضي هونغ كونغ الى الصين عام 1997 يتمركز الجيش الصيني في هذه المنطقة ولكن بشكل غير ظاهر.

وبناء على القانون الأساسي لهونغ كونغ يمكن نشر هذه القوات الصينية “لحفظ الأمن” ولكن فقط بعد تقديم طلب من حكومة هونغ كونغ.

وحذرت وكالة الصين الجديدة للانباء الرسمية الاحد بأن “نهاية” الاشخاص الذي يقومون ب”زعزعة الاستقرار” في هونغ كونغ “باتت قريبة”.

لكن نشر الجيش في هونغ كونغ قد يضر كثيرا بصورة الصين عالميا، كما قد يوجه ضربة قاسية جدا للدور المالي الكبير لهذه المنطقة.

وفي التسيجل لكاري لام تقول الأخيرة أن بكين “لا تنوي على الاطلاق” ارسال الجيش. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق