العالم

إفريقيا تشيد بأحد أبطال استقلالها موغابي وبريطانيا تصفه ب”المستبد”

ـ هراري ـ أشادت إفريقيا بالإجماع بروبرت موغابي الذي توفي الجمعة، مرجحة البعد التاريخي للمناضل ضد الاستعمار على الرئيس الذي ترك بلدا استنزفت موارده بعد حكم طويل جدا.

لندن: “مستبد”

اختارت بريطانيا، الدولة الغربية الوحيدة التي أصدرت رد فعل والقوة المستعمرة السابقة، إدانة نظام لم يحترم الديموقراطية وحقوق الإنسان.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان “نعرب عن تعازينا للذين هم في حداد على وفاة روبرت موغابي. لكن شعب زيمبابوي عانى لفترة طويلة نتيجة حكم موغابي المتسلط”، معبرة عن أملها في أن “تواصل زيمبابوي السير في طريق أكثر ديموقراطية وازدهارا”.

ووصف الوزير البريطاني الأسبق بيتر هين الناشط ضد نظام الفصل العنصري، موغابي بأنه “بطل تحرير، تعرض للتعذيب والسجن من قبل نظام الاقلية البيضاء العنصرية في روديسيا السابقة”.

وأضاف أنه “خان بعد ذلك كل قيم حقوق الإنسان والديموقراطية في زمن الكفاح من أجل الحرية ليصبح مستبدا فاسدا قتل وعذب معارضيه”.

جنوب إفريقيا: “بطل مكافحة الاستعمار”

كان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا من أوائل القادة الأفارقة الذين نعوا موغابي، مشيدا ب”مقاتل التحرير وبطل القضية الإفريقية ضد الاستعمار”.

وكانت زيمبابوي في عهد موغابي ساعدت طويلا الكفاح المسلح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ودعمت مكافحة الاستعمار في الدول الأخرى في إفريقيا الجنوبية.

بكين: “زعيم استثنائي”

أشادت الصين التي تتمتع بحضور قوي في القارة وكان رئيسها شي جينبينغ من رؤساء الدول النادرين الذين قاموا بزيارة رسمية إلى هذا البلد في 2015، بموغابي ووصفته بأنه زعيم “استثنائي”.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ إن موغابي “دافع بحزم طوال حياته عن سيادة بلده وعارض التدخلات الأجنبية وعمل بجد من أجل الصداقة والتعاون بين الصين وزيمبابوي وبين الصين وإفريقيا”. وأضاف جينغ “كان زعيما سياسيا وقائدا استثنائيا لحركة تحرير وطنية”.

وأكدت الصين عند استقالة موغابي في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بعد 37 عاما في الحكم بلا منازع، أنه يبقى “صديقا للشعب الصيني”.

بوتين: “مساهمة شخصية كبيرة”

في موسكو شريكة زيمبابوي الأخرى التي عارضت باستمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على نظام موغابي بسبب انتهاكه حقوق الإنسان، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب”المساهمة الشخصية الكبرى” لموغابي في استقلال زيمبابوي.

وقال الكرملين في بيان إن “الكثير من المحطات المهمة في التاريخ الحديث مرتبطة باسم روبرت موغابي”، مؤكدا أنه “قدم مساهمة شخصية كبيرة في النضال من أجل الاستقلال ولبناء مؤسسات الدولة في زيمبابوي”.

دول إفريقيا الجنوبية “تشعر بالامتنان”

في دول إفريقيا الجنوبية، تحدث رئيس زامبيا ادغارد لونغو عن “الأب المؤسس لزيمبابوي حركة عموم إفريقيا”، مؤكدا “مكانته في تاريخ إفريقيا”.

وفي المنطقة نفسها، أشاد رئيس ناميبيا برجل “ثوري استثنائي ومناضل ثابت من أجل الحرية والفكرة الإفريقية”، سمحت تضحياته “بتحرير إفريقيا الجنوبية من الحكم العنصري والقمع الاستعماري”.

وأضاف أن الناميبيين “يعبرون عن شعور عميق بالامتنان”.

وأكد رئيس تنزانيا جون ماغوفولي الذي يتولى رئاسة منظمة دول إفريقيا الجنوبية، أن “إفريقيا فقدت قائدا شجاعا يملك التصميم ويؤيد الفكرة الإفريقية وترجم رفض الاستعمار إلى أفعال”.

جوزف كابيلا: “ابن إفريقيا البار”

تحدث الرئيس السابق للكونغو الديموقراطية عن “ذكر ابن بار لافريقيا هب لإنقاذ بلدنا عندما تعرضت لعدوان خارجي”. وقال إن القارة “فقدت أحد أبطال الكفاح من أجل الاستقلال”.

كينيا: “منارة للتحرير” 

حيا رئيس كينيا أوهورو كينياتا “رجل الدولة المناضل من أجل الحرية والفكرة الإفريقية الذي لعب دورا أساسيا في تشكل مصالح القارة الإفريقية”.

وبعدما أشاد بالمناضل السابق ضد نظام البيض في روديسيا، وصف كينياتا موغابي بأنه “منارة للنضال من أجل تحرير إفريقيا”. وأعلن أن الأعلام تنكس في كينيا من السبت إلى الإثنين.

وكان الرئيس السابق مواي كيباكي أحد القادة النادرين الذي أشاروا إلى “الجوانب السيئة” في موغابي. لكنه قال “على الرغم من مشاعر الذين لا يكفون عن تشويه صورته، سيبقى موغابي في ذاكرة الجميع قبل كل شيء بسبب دفاعه الشجاع عن كرامة الأفارقة”.

في بوروندي، صرح الرئيس بيار نكورونزيزا أنه علم “بحزن” بوفاة “بطل استقلال زيمبابوي ومهندس الفكرة الإفريقية البارع”.

غرب إفريقيا: “مناضل من أجل الاستقلال”

في غرب إفريقيا، أشاد رئيس نيجيريا محمد بخاري ب”المناضل الذي قاتل من أجل استقلال بلده في مواجهة النظام الاستعماري”.

ورأى أنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية المزمنة في زيمبابوي ستحفظ الأجيال المقبلة “ذكرى تضحيات موغابي وخصوصا الكفاح من أجل التحرير الاقتصادي والسياسي لشعبه”.

في السنغال، عبر الرئيس ماكي سال باقتضاب عن تعازيه بعد “وفاة أبي الأمة”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق