تحقيقات

ليبرمان شعبوي يعادي اليهود المتشددين بعد العرب

ـ القدس ـ أفيغدور ليبرمان السياسي المخضرم المعروف بنزعته الشعبوية العدائية فتح النار خلال حملته الانتخابية الحالية على اليهود المتشددين الأرثوذوكس قبل الانتخابات التشريعية المقررة في 17 أيلول/سبتمبر واستفزهم، وهو معروف بعدائه الكبير للعرب.

وبحسب آخر استطلاعات الرأي، سيحصل حزب ليبرمان “يسرائيل بيتينو” على عشرة مقاعد من أصل 120 مقعدًا في البرلمان الإسرائيلي، ما سيضطر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو منافسه بيني غانتس الذي لا يبدو أنهما قادران في الوقت الحالي على تشكيل حكومة مع حلفائهما فحسب، الى السعي لكسب ليبرمان.

ولد ليبرمان (61 عاما) في جمهورية مولدافيا السوفياتية آنذاك، وهاجر إلى إسرائيل عام 1978 حيث عمل لفترة كحارس ملهى ليلي أثناء دراسته.

وتطلق عليه وسائل الإعلام ألقاب “القيصر” و”راسبوتين” و”كي جي بي”، في إشارة الى سلوكه المتسلط وأصوله، خصوصا اللكنة الثقيلة في لفظه اللغة العبرية.

وركز وزير الدفاع السابق حملته الانتخابية على العداء للمتدينين المتشددين منتقدا عدم إجبارهم على أداء الخدمة العسكرية الإلزامية وفرض “إملاءاتهم” على الدولة.

وكتب على صفحته على “فيسبوك” الجمعة “تم الكشف عن صفقة القرن الحقيقية بين نتنياهو واليهود الأرثوذكس المتطرفين إذ توصلوا الى اتفاق مغلق، هم سيعطونه السلطة ونتانياهو سيعطيهم دولة بحسب الأحكام التلمودية”. وقال “يجب أن يتوقف هذا”.

وتابع ليبرمان “هذه ليست مسألة غانتس أو نتنياهو”، مشيرا الى أن السؤال المطروح هو أي بلد؟ “دولة يهودية” أم “دولة قوانين وأحكام تلمودية”؟

 مثير للجدل

وحاز ليبرمان شهادة جامعية في العلاقات الدولية وأدى خدمته العسكرية في إسرائيل بعد الهجرة. لكن معسكر نتانياهو يأخذ عليه أنه لم يشارك في أي حرب.

في حزب الليكود، تولى منصب مدير مكتب نتانياهو خلال فترة ولايته الأولى (1996-1999)، وهو يدين لمعلمه “بيبي” جزئيا في مسيرته السياسية.

بعد عام 2001، تولى العديد من الحقائب، وضمنها الشؤون الخارجية في حكومات نتانياهو (2009-2012 و2013-2015).

لكن سمعته تلطخت بقضايا الفساد التي أجبرته على التخلي عن حقيبته بين عامي 2012 و2013، غير أن المحكمة برأته عام 2013.

في عام 1999، أنشأ حزبه الخاص من أقصى اليمين “يسرائيل بيتنو”، مستندا الى أصوات مليون اسرائيلي هاجروا من الاتحاد السوفياتي السابق، وهي قاعدة انتخابية يعمل على توسيعها.

في أيار/مايو 2016، طلب منه نتانياهو أن يتسلم وزارة الدفاع، وكان نتانياهو يسعى الى توسيع غالبيته الحكومية.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، استقال ليبرمان من منصبه كوزير للدفاع في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الأعمال القتالية مع حركة حماس الإسلامية في قطاع غزة والذي وصفه بأنه “استسلام للإرهاب”.

تسببت استقالته في تفكك الائتلاف الحكومي واجراء انتخابات مبكرة جرت في نيسان/أبريل، فحصل على خمسة مقاعد. لكن نتانياهو فشل بتشكيل حكومة ائتلاف بسبب إصرار ليبرمان على إقرار تجنيد طلاب المدارس الدينية المعفيين من الخدمة العسكرية.

 معاد للفلسطينيين 

وصف ليبرمان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عام 2014 بأنه “إرهابي دبلوماسي”. اما بالنسبة للعرب الاسرائيليين غير الموالين للدولة، فقال إنهم “يستحقون قطع رؤوسهم بالفأس”.

في العام نفسه، قال صاحب اللحية البيضاء إنه لو كان مكان رئيس الوزراء – الذي نعته فيما بعد ب”الوغد” -، لقال لرئيس حركة حماس إسماعيل هنية “إذا لم تعد خلال 48 ساعة جثامين الجنود (إسرائيليون قتلوا خلال حرب عام 2014)، فسنقضي عليك مع قيادة حماس بأكملها”.

دافع ليبرمان عن فكرة تبادل أراض مع الفلسطينيين من شأنه أن يمنح السلطة الفلسطينية قرى تعيش فيها الأقلية العربية في إسرائيل مقابل مستوطنات في الضفة الغربية، وهي فكرة غير مقبولة بالنسبة للفلسطينيين.

وليبرمان ليس من مؤيدي “إسرائيل الكبرى” التي يدافع عنها المستوطنون، لكنه يعيش في نوكديم، مستوطنة يهودية تقع قرب بيت لحم. وقال إنه مستعد للانتقال في حال التوصل الى سلام مع الفلسطينيين. ولو أنه يعتقد أن هذا السلام غير واقعي.

وليبرمان متزوج ولديه ثلاثة أولاد. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق