العالم
شينزو آبي يجري تعديلات على حكومته
ـ طوكيو ـ أجرى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الأربعاء تعديلات على حكومته شملت انتقال وزير الاقتصاد إلى الخارجية ووزير الخارجية إلى الدفاع، مع ضم سياسي شاب واسع الشعبية إلى الفريق.
ويبقى شعار هذا التعديل الحكومي الجديد “الاستقرار والتحدي”.
والاستقرار قضى بالحفاظ على ركني الحكومة مع بقاء تارو آسو وزيرا للمالية ويوشيهيدي سوغا أمينا عاما للحكومة متوليا أيضا مهام المتحدث باسم السلطة التنفيذية.
وانضم آسو وسوغا إلى فريق آبي منذ عودته إلى السلطة في نهاية عام 2012.
وانتقل وزير الخارجية تارو كونو إلى الدفاع، ما يمكن أن يعكس دعم آبي لخطه الحازم في الخلاف مؤخرا مع سيول الذي انعكس على العلاقات التجارية والأمنية بين البلدين.
أما توشيميتسو موتيغي الذي كان في صلب المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة بعد خروجها من اتفاق “الشراكة عبر المحيط الهادئ”، فانتقل من وزارة الاقتصاد إلى وزارة الخارجية، ما يعتبر مكافأة له فيما يتوقع أن تعلن طوكيو وواشنطن قريبا التوصل إلى تفاهم تجاري.
وحقيبة الخارجية هي من الأكثر حساسية في ظل العلاقات المتوترة مع كوريا الجنوبية والخلافات الجغرافية مع الصين وروسيا، فضلا عن انتقادات واشنطن والمخاوف المحيطة ببرنامج كوريا الشمالية النووي.
ولا يتوقع الخبراء السياسيون تغييرات كبرى في خط اليابان الدبلوماسي، إذ أن آبي هو الذي يحدده بشكل رئيسي، وهو لا يتردد في القيام بزيارات لدول عديدة ويضاعف اللقاءات مع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين منذ أن تسلم السلطة قبل حوالى سبع سنوات.
مرحلة ما بعد آبي
أما “التحدي” في هذه الحكومة الجديدة، فيكمن في انضمام وجه شاب واسع الشعبية هو شينجيرو كويزومي، نجل رئيس الوزراء السابق جونيشيرو كويزومي، إلى الفريق الحكومي، ما يشكل ضربة إعلامية موفقة لآبي غير أنها أثارت تساؤلات الطبقة السياسية.
وكويزومي الذي يتسلم ملف البيئة في الـ38 من عمره، هو أصغر وزير سنا يعين في اليابان منذ نهاية الحرب.
وهو شخصية سياسية صاعدة تنصب عليه أضواء الإعلام سواء لمظهره الوسيم الذي يجعله يصنَّف في فئة “المشاهير” أو لمواقفه التي تتعمد إثارة الفوضى.
وتصدّر الصحف مؤخرا حين قصد رئيس الوزراء ليعلن له زواجه من مقدمة برامج تلفزيونية فرنسية يابانية شهيرة هي كريستل تاكيغاوا. لكنه لم يدعم آبي في انتخابات داخلية للحزب الليبرالي الديموقراطي برئاسة آبي، بل فضل التصويت لخصمه الرئيسي.
ولا تتضمن الحكومة الجديدة سوى امرأتين هما ساناي تاكيشي وزيرة للداخلية وسيكو هاشيموتو وزيرة للألعاب الأولمبية، ولو أن آبي يواصل التأكيد أنه يريد مجتمعا “تسطع” فيه النساء.
وتسري تكهنات منذ الآن في الصحافة اليابانية حول اسم خلف آبي على رأس الحكومة، إذ يتوقع مبدئيا أن يترك آبي مهامه عام 2021.
ورأى الخبير الاقتصادي في شركة “إس إم بي سي نيكو سيكيوريتيز” يوشيماسا ماروياما أن “آبي يسعى لإطلاق السباق لاختيار رئيس الوزراء المقبل، وربما التالي له أيضا”.
وفي هذه الأثناء، يعتزم آبي تحقيق طموحه الأكبر الذي لم يتمكن جده نوبوسوكي كيشي من إنجازه حين كان رئيسا للوزراء (1957-1960)، وهو إصلاح الدستور الياباني الذي وضع نصه الأميركيون عام 1946 ودخل حيز التنفيذ في 1947 من غير أن يدخل عليه أي تعديل منذ ذلك الحين.
وسيتطرق آبي إلى هذه المسألة عصر الأربعاء حين يتوجه إلى الصحافة.
لكنه أعطى بعض المؤشرات قبل الظهر خلال اجتماع لحزبه إذ قال “أريد جبهة موحدة وأن نعمل بقوة معا من أجل تعديل دستوري”.
وسيرد على أسئلة حول الوضع الاقتصادي للبلاد عشية زيادة للضريبة الاستهلاكية في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، في إجراء لا يلقى أي تأييد شعبي، وفي وقت بدأت تظهر تبعات الحرب التجارية الصينية الأميركية.
واختار آبي وزيرين جديدين هما ياسوتوشي نيشيمورا، أحد أقرب المقربين منه، لحقيبة الاقتصاد، والنائب السابق لوزير المال إيسشو سوغاوارا لحقيبة التجارة والصناعة. (أ ف ب)