السلايدر الرئيسيتحقيقات
إيران أعدت نفسها لحرب شاملة… وبومبيو يتهم طهران بالوقوف خلف الهجوم على السعودية… وسيناتور أمريكي يدعو لإجراء لـ”كسر ظهرها”
عبدالله الدوسري
ـ الرياض ـ من عبدالله الدوسري ـ قال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، إن إيران وأمريكا لا تنويان الحرب لكن القوات الميدانية على تماس في مياه الخليج، ويمكن للحرب أن تندلع.
وأكد حاجي زاده أن “جميع القواعد والسفن الأمريكية في المنطقة على بعد ألفي كيلومتر تقع في مرمى صواريخنا”، لافتا إلى أنه بعد إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة خلال شهر يونيو المنصرم “وجهنا صواريخنا نحو قاعدتي العديد في قطر والظفرة في الإمارات وبارجة أمريكية في خليج عمان”.
وأشار قائد القوات الجوية في الحرس الثوري إلى أن احتمالية اندلاع حرب مع أمريكا كانت واردة “حتى لو استهدفت (الولايات المتحدة) أرضا خالية في إيران ردا على إسقاط الطائرة المسيرة”.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن عن إسقاط طائرة تجسس أمريكية في 20 يونيو المنصرم بمحافظة هرمزكان جنوب إيران.
وازداد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بشكل ملموس في منطقة الخليج مؤخرا على خلفية الهجمات على سفن تجارية وناقلات نفط.
واتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء هذه الهجمات وسط تقارير إعلامية عن دراسة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خيارات عسكرية للتعامل مع إيران ومخاوف متزايدة من اندلاع حرب في المنطقة.
من جانبه اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إيران بالوقوف خلف الهجمات التي استهدفت منشآت نفط سعودية.
وكتب على “تويتر”، امس السبت: “طهران تقف خلف نحو 100 هجوم تم تنفيذها ضد المملكة العربية السعودية، بينما يتظاهر الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأنهم مشغولون بالدبلوماسية”.
وأضاف “وسط دعوات لتخفيف التصعيد، تطلق إيران، في الوقت الحالي، هجوما غير مسبوق، على إمدادات الطاقة العالمية”.
وتابع “لا يوجد دليل على أن تلك الهجمات جاءت من اليمن”.
Tehran is behind nearly 100 attacks on Saudi Arabia while Rouhani and Zarif pretend to engage in diplomacy. Amid all the calls for de-escalation, Iran has now launched an unprecedented attack on the world’s energy supply. There is no evidence the attacks came from Yemen.
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) September 14, 2019
وقال في تدوينة أخرى “ندعو كل الأمم أن تدين الهجوم الإيراني بصورة علنية”، مضيفا: “الولايات المتحدة الأمريكية وشركاؤها وحلفاؤها، سيعملون معا للتأكيد على استمرار إمدادات الطاقة، وتحميل إيران مسؤولية أي عدوان”.
جاء ذلك فيما دعا سيناتور أمريكي أمس السبت إلى توجيه ضربة عسكرية إلى منشأت النفط الإيرانية، تعليقا على الهجمات التي استهدفت صباح السبت، منشآت نفطية سعودية.
وكتب السيناتور الجمهوري عن ولاية “ساوث كارولاينا” الأمريكية، ليندسي غراهام على تويتر “لقد حان الوقت الآن لكي تضع الولايات المتحدة على الطاولة هجوما على مصافي النفط الإيرانية، إذا استمرت الأخيرة في استفزازاتها أو زادت من تخصيب اليورانيوم”.
Iran will not stop their misbehavior until the consequences become more real, like attacking their refineries, which will break the regime’s back.
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) September 14, 2019
وأكد غراهام أن إيران “لن تتوقف عن تصرفاتها السيئة حتى تصبح العواقب أكثر واقعية، مثل مهاجمة مصافيها، والتي ستكسر ظهر النظام”.
Iran will not stop their misbehavior until the consequences become more real, like attacking their refineries, which will break the regime’s back.
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) September 14, 2019
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن الهجمات على منشأتي شركة “أرامكو” النفطيتين اليوم أدت إلى توقف 50% من إنتاج الشركة.
وصرح وزير الطاقة في بيان، بأنه في تمام الساعة 3:31 و3:42 صباحا، “وقعت عدة انفجارات نتيجة لهجمات إرهابية في معامل شركة أرامكو السعودية في هجرة خريص وبقيق، نتج عنها حرائق تمت السيطرة عليها”.
وأشار إلى أنه نتج عن هذه الهجمات توقف عمليات الإنتاج في معامل بقيق وخريص بشكل مؤقت، وحسب التقديرات الأولية أدت هذه الانفجارات إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو (5.7) مليون برميل، أو حوالي 50% من إنتاج الشركة، إلا أنه سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملائها من خلال المخزونات.
وأوضح الوزير أن هذه الانفجارات أدت أيضا إلى توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو ملياري قدم مكعبة في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، مما سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالي (50%).
أما على صعيد الإمدادات المحلية فقد أكد الأمير عبدالعزيز على أنه لم ينتج عن هذا الهجوم أي أثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أي إصابات بين العاملين في هذه المواقع حتى الآن، والشركة لا تزال في طور تقييم الآثار المترتبة على ذلك.
وأضاف أن الشركة تعمل حاليا على استرجاع الكميات المفقودة، وستقدم خلال الـ 48 ساعة القادمة معلومات محدثة.
وأشار الوزير أن هذا “الهجوم الإرهابي والتخريبي هو امتداد للهجمات الأخيرة التي استهدفت المرافق البترولية والمدنية ومحطات الضخ وناقلات النفط في الخليج”.
وأكد على أن هذه الهجمات لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب وإنما تستهدف إمدادات البترول العالمية وتهديد أمنها، وبالتالي فهو يمثل تهديدا للاقتصاد العالمي، ويبرز مرة أخرى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدوره بالمحافظة على إمدادات الطاقة ضد كافة الجهات التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية وتدعمها وتمولها.