السلايدر الرئيسيكواليس واسرار

صحيفة “الموندو” نشرت تقارير كاذبة عن المغرب وخضعت لدولة قطر والصحافة خط دفاع أخير في أوروبا

لطيفة الدوكالي

ـ الرباط ـ من لطيفة الدوكالي ـ في تعليقه على كتاب “المدير”، لصاحبه “دافيد خيمينيث” المدير السابق ليومية “الموندو” الإسبانية الذائعة الصيت، غاص الباحث “ادريس الكنبوري” في تفاصيل الكتاب ولو بشكل مقتضب، واعدا متتبعيه بالعودة بشكل مستفيض للكتاب.

وهذا النص الكامل لما كتبه “الكنبوري” حول كتاب “المدير”:

كتاب”المدير” للمدير السابق ليومية Elmundo الإسبانية دافيد خيمينيث الذي يفتح أضابير وأسرار أشهر جريدة إسبانية. بيع الكتاب سريعا وطبع طبعات عدة وخلق جدلا واسعا بسبب انه أول مغامرة لكشف المطبخ الداخلي للجريدة وعلاقاتها المشبوهة بعالم المال والسلطة. عمل خيمينيث مراسلا للجريدة في مختلف نقاط التوتر مثل أفغانستان وهايتي والفلبين وباكستان لمدة 18 عاما، لذلك جيء به ليكون مديرا لأنه لم يكن يعرف أحدا تقريبا من الصحافيين العاملين في المركز بسبب غيابه الطويل، وهو عنصر أراد مالكو الصحيفة استغلاله لتوظيفه في المهمة الجديدة وهي وضع الصحيفة رهن إشارة الشركات ورجال الأعمال وتغيير خطها التحريري. يقول خيمينيث ان دوائر النفوذ نجحت في تطويع ABCو Larazőn وحتىElPaisالتي طوعها الاشتراكيون الذين وصلوا إلى السلطة فأصبحت الصحيفة تعيد خطابهم وتدافع عنه منذ حكومة فيليبي غونزاليث حيث كانت تدافع عن تعذيب متهمين بالانتماء إلى حركة إيتا، لكن بقيت لهم الموندو التي كان لها دور أساسي حاسم في إسقاط حكومة فيليبي غونزاليث.

ويروي خيمينيث تفاصيل غريبة مثل الاجتماعات السرية التي كان يعقدها المسؤول الأول للجريدة الذي يسميه الكاردينال وكيف كان هذا يحاول الضغط عليه لتغيير خط الصحيفة، والاتصالات الهاتفية المتكررة من خوصي ماريا أزنار ثم ماريانو راخوي لطلب التعاون. ويوضح الكاتب أن القارئ في إسبانيا لا يرحم لذلك تراجعت الصحيفة بسبب الأكاذيب لترضية السلطة مثلما حدث في تفجيرات مدريد عندما خضعت للحزب الشعبي وبقيت تتهم حركة إيتا الباسكية عوض الإرهاب الإسلاموي لأن الانتخابات كانت مقررة بعد ثلاثة ايام فقط والرأي العام الإسباني كان ضد المشاركة العسكرية في حرب العراق.

التحول بدأ عام 2008 مع الأزمة المالية العالمية وتضرر الصحافة من نقص الإعلانات بحيث أصبحت الإعلانات مدخلا لشراء الصحافة. يقول الكاتب ان الحكومات قبل الأزمة كانت تخشى الصحافة لكن الصحافة أصبحت تخشى الحكومات. وحصل ذلك في ظرفية صعبة طبعها التحول من الورقي إلى الإلكتروني حيث فقدت الصحيفة 60 في المائة من مداخيلها وأغلق خمسة آلاف محل لبيع الصحف أو تحولت إلى بيع لعب الأطفال والحلويات.

هذا ما جعل الصحيفة تتجه إلى خدمة مصالح الدوائر الأمنية والمالية والسياسية وبعض الدول الخليجية مثل قطر على حساب المهنية، ومن ضمن ذلك نشر تقارير كاذبة في قضايا الداخل والخارج مثلما حصل مع التقارير التي نشرتها عن المغرب.

لكن كيفما كان الأمر الكتاب رحلة مهمة جدا – سنعود إليه لاحقا – تكشف لك أن الديمقراطية كنز لا يفنى، فيها أمراض لكن مرض التخلف والبداوة أمر لا يوصف.

هناك ناس يؤمنون بقيم ومستعدون لأن يموتوا أو يجوعوا من أجلها كما حصل مع عشرات لم يخضعوا للضغوط وقدموا استقالتهم من صحف ومحطات إذاعية وتلفزيونية أو أنهم رفضوا تغيير الخط التحريري. ما هو مفيد أن الصحافة في أوروبا خط دفاع حتى عندما تتواطأ الحكومات والبرلمانات تبقى هي خط الدفاع الأخير فإذا فسدت فسد كل شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق