العالم

قمة للشباب حول المناخ في الامم المتحدة غداة تظاهرات حاشدة في العالم

ـ نيويورك ـ شاركت أعداد هائلة من الشباب والطلاب في مختلف أنحاء العالم في الإضراب المدرسي الجمعة لكي يطلبوا من قادة العالم التحرك من أجل المناخ، في زخم شبابي ستستفيد منه الأمم المتحدة اعتبارا من السبت مع انعقاد قمة الشباب حول المناخ.

من ملبورن مرورا ببانكوك وكمبالا وبرلين وصولا الى سان فرانسيكسو ومدن صغيرة في افريقيا أو أمريكا الجنوبية، نزل الشباب إلى الشوارع سواء في مجموعات من عشرات الأشخاص أو مواكب حاشدة اكتظت بها المدن، مرددين نفس الشعارات، يجمعهم الغضب نفسه في مواجهة عدم تحرك صانعي القرار.

لم يشهد العالم أبدا مثل هذه التعبئة الشبابية من اجل المناخ. وقال منظمو هذا التحرك “فرايديز فور فيوتشر” انهم احصوا تجمعات في 160 دولة واكثر من خمسة آلاف مدينة وقرية بمشاركة اربعة ملايين شاب الى جانب الكثير من الاشخاص الأكبر سنا والعديد من النقابات والشركات التي انضمت الى التحرك.

وسجلت أكبر التظاهرات في استراليا وبرلين ولندن ونيويورك وسان فرانسيسكو لكن في كل القارات حملوا لافتات داعية الى حماية الارض.

وقالت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ (16 عاما) في مقابلة مع وكالة فرانس برس في نيويورك “يقولون اننا كسولون ولا نريد القيام بشيء ولا نريد التحرك. لكن حين نحاول التعبير عن قلقنا يستهزئون بنا أيضا ويقولون انه يجب عدم الاستماع لنا لاننا لا نعرف شيئا، بالتالي التوازن صعب جدا”.

والشابة السويدية التي ينسب اليها اطلاق هذه الاضرابات السنة الماضية في ستوكهولم تتم دعوتها الى كل مكان، فقد التقت الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما وبرلمانيين امريكيين في واشنطن هذا الاسبوع وستفتتح السبت قمة الشباب حول المناخ في الامم المتحدة مع ناشطين آخرين.

 من الشارع الى الامم المتحدة

دعت الامم المتحدة الى هذه القمة نحو 500 من الناشطين الشباب من مختلف انحاء الارض.

ثم تعقد قمة خاصة حول المناخ الاثنين بدعوة من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بمشاركة نحو ستين رئيس دولة وحكومة ينتظر ان يلقوا كلمات لعرض خططهم من أجل خفض الغازات ذات مفعول الدفيئة.

وستشارك غريتا تونبرغ في القمتين.

وقالت في نيويورك وسط تصفيق الحاضرين “التغيير يأتي، شاؤوا أم أبوا”.

في كل انحاء العام ندد المتظاهرون ومعظمهم من الشباب بعبثية الانتظار عشر او عشرين او ثلاثين سنة لكي يصل جيل جديد الى السلطة ويتخذ خطوات، في حين يقول الخبراء ان التحرك حينذاك سيكون متأخرا جدا.

في بانكوك قالت ليلي ساتيدتانسارن (12 عاما) التي اطلق عليها اسم غريتا تونبرغ-تايلاند بسبب تحركها لمكافحة استخدام البلاستيك “نحن المستقبل ونستحق ما هو أفضل”.

وقالت سييرا ميلوي (17 عاما) في نيويورك “بالنسبة لي التظاهر ليس خيارا، انه ضروري”.

في امريكا اللاتينية نزل آلاف الاشخاص الى شوارع المكسيك وكولومبيا وغواتيمالا وحتى البرازيل حيث واجه الرئيس خافيير بولسونارو انتقادات بسبب ادارته لازمة حرائق غابات الامازون.

ودعا الامين العام للامم المتحدة الى القمتين لتسريع العملية التي أطلقها اتفاق باريس الموقع من قبل 195 دولة في 2015.

وقال غوتيريش امام صحافيين في مقر الامم المتحدة الجمعة “من الواضح اننا متأخرون” مضيفا “التحديات كثيرة وما زلنا نواجه مشكلة كبيرة مع الكربون في آسيا”.

وأضاف “لكن تحقق تسارع مثير للاهتمام في الاشهر الماضية” قائلا “نرى الآن ان المناخ أصبح مسألة انتخابية”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق