شرق أوسط
ايران تتوعد بان أي دولة تهاجمها ستكون “ساحة المعركة”
ـ طهران ـ حذر قائد الحرس الثوري الإيراني السبت من أن أي دولة تهاجم الجمهورية الإسلامية ستصبح “ساحة المعركة الرئيسية” في النزاع وذلك غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال تعزيزات عسكرية الى الخليج.
وقال اللواء حسين سلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران “من يريد ان تكون اراضيه الساحة الرئيسية للمعركة فنحن مستعدون لها”.
وأضاف “لن نسمح مطلقا بجر الحرب الى أراضينا”.
وتابع “نأمل في الا يرتكبوا خطأ استراتيجيا” كما فعلوا في السابق قبل ان يعدد ما وصفه بـ”المغامرات” العسكرية الأمريكية ضد ايران.
وتأتي تصريحاته بعد أسبوع على هجمات استهدفت منشآت نفطية في السعودية وتبناها المتمردون الحوثيون في اليمن لكن الرياض وواشنطن نسبتا مسؤوليتها الى ايران.
واستهدفت الهجمات في 14 أيلول/سبتمبر منشأة خريص النفطيّة الواقعة في شرق السعودية، وأضخم مصنع لتكرير الخام في العالم يقع في بقيق على بعد نحو مئتي كيلومتر شمالاً من خريص.
وأدّت الهجمات إلى خفض الإنتاج السعودي بمقدار النصف إلى 5,7 مليون برميل يومياً، ما يوازي حوالى 6% من الإمدادات العالمية.
وتابع سلامي متحدثام في “متحف الثورة الاسلامية والدفاع المقدس” خلال افتتاح معرض لما قالت ايران انه طائرات مسيرة أمريكية واخرى أسقطت على أراضيها، “قضية تحطم كل هذه الطائرات بدون طيار داخل حدود بلادنا، هي حقيقة محزنة تكشف أن الأمريكيين اعتدوا على أجواء بلادنا”.
وأضاف “لكن هناك حقيقة جميلة، وهي أن سقوط هذه الطائرات يعني انهيار التكنولوجيا الأمريكية”.
وتابع “نقول للامريكيين، ماذا تفعل طائراتكم المسيرة في اجواء إيران؟ سنستهدف أي شخص يعتدى على حدودنا، هذا الموضوع واضح ونحن نعلنه بوضوح، ولتعلموا باننا سنعلن أي عمل نقوم به” مضيفا “لدينا الإرادة عملا وقولا لتحمل المسؤولية عما نفعله” كما أوردت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا).
“ضبط النفس”
وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اعلن الخميس هو ايضا ان أي رد سعودي او امريكي على ايران سيؤدي الى “حرب شاملة” موضحا في الوقت نفسه ان بلاده لا تريد الحرب انما ستدافع عن نفسها اذا دعت الحاجة.
ووصف وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الذي اوفد الى السعودية الاربعاء الهجمات بانها “عمل حربي” لكنها قال في اليوم التالي ان بلاده تفضل “حلا سلميا”.
وبدا الرئيس الامريكي دونالد ترامب أقل ميلا الى الرد العسكري. وقال الجمعة محذّراً “لم يحدث أن كانت دولة أكثر استعداداً” من الولايات المتحدة لشنّ ضربات عسكريّة “وسيكون ذلك الحلّ الأسهل بالنسبة إليّ”.
وأكّد ترامب أنّ “ضرب 15 موقعاً كبيراً في إيران (…) لا يحتاج لأكثر من دقيقة (…) وسيُشكّل يوماً بالغ السوء لإيران”. بيد أنّه أضاف “لكن ليس هذا ما أفضّله”.
واعتبر أنّ “إبراز قوة” الولايات المتحدة يتمّ من خلال “التحلّي بشيء من ضبط النفس”، مؤكّداً أنّه “غيّر مواقف الكثيرين” بهذا الشأن.
وجاء ذلك بعد أن اعلن فرض عقوبات جديدة على القطاع المصرفي الايراني وخصوصا البنك المركزي. وأوضح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين الذي كان إلى جانب ترامب “هذا يعني أنّه لن تعود هناك أموال تذهب إلى الحرس الثوري” الإيراني.
من جهته، اعتبر حاكم المصرف المركزي الإيراني أنّ العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على البنك الجمعة تُظهر “قلّة حيلة” واشنطن، بحسب ما أوردت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا”.
وخلافاً لكلّ التوقّعات، اعتمد المتمردون الحوثيون ايضا الجمعة موقفا اكثر اعتدالا مع اطلاقهم “مبادرة سلام” عبر اعلانهم وقف الهجمات على السعوديّة.
وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السنويّة الخامسة لسيطرة الحوثيّين على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014، قال مهدي المشّاط رئيس “المجلس السياسي الأعلى”، السلطة السياسيّة لدى المتمردين، “نعلن وقف استهداف أراضي المملكة العربية السعودية بالطيران المسيّر والصواريخ البالستية والمجنّحة وكافة أشكال الاستهداف وننتظر ردّ التحية بمثلها أو بأحسن منها” من جانب الرياض.
“خيارات عسكرية”
وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أعلن الجمعة إرسال تعزيزات عسكريّة أمريكيّة إلى الخليج بطلب من السعودية والإمارات، بعد الهجمات التي استهدفت منشأتَي نفط سعوديّتين.
ولم يتمّ بعد تحديد عدد القوّات ونوع المعدّات التي ستُرسل. لكنّ رئيس هيئة الأركان الجنرال جو دانفورد أوضح في مؤتمر صحافي في البنتاغون أنّ الجنود الذين سيتمّ إرسالهم في إطار التعزيزات لن يكونوا بالآلاف.
وقال اللواء سلامي “في بعض الاحيان يتحدثون عن خيارات عسكرية” متوجها كما يبدو بحديثه الى واشنطن قبل ان يحذر قائلا “سنواصل حتى النهاية ، لان الهجوم المحدود لن يكون محدودا”.
وخلص الى القول “لن نستكين حتى هزيمة المعتدي، ولن نبقي اية نقطة آمنة، وعليكم أخذ النتائج بنظر الاعتبار”.
يتواصل التوتر بين ايران والولايات المتحدة منذ انسحاب واشنطن بشكل احادي في ايار/مايو 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين ايران والقوى الكبرى حول الملف النووي الايراني عام 2015 وما تبعه من عقوبات امريكية مشددة على الجمهورية الاسلامية. (أ ف ب)