العالم
مواجهات خلال احتجاجات في إندونيسيا ضد قوانين مثيرة للجدل
ـ جاكرتا ـ استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في جاكارتا وعدة مدن إندونيسية الاثنين ضد متظاهرين يواصلون منذ نحو اسبوع تحركهم المناهض لقوانين مثيرة للجدل.
وقتل طالبان على الأقل وأصيب المئات بجروح خلال تظاهرات تخللتها أحياناً أعمال شغب، انطلقت في 23 أيلول/سبتمبر في هذا الأرخبيل الواقع جنوب شرق آسيا.
وفي العاصمة جاكارتا، تم نشر نحو 26 ألف شرطي وعسكري مع سيارات مصفحة الاثنين. وتظاهر آلاف الطلاب رافعين لافتات قرب البرلمان الذي أحيط بالأسلاك الشائكة، وفق صحافيين من وكالة فرانس برس.
ووقعت بعض المواجهات بين المتظاهرين الذين قاموا برمي الحجارة وقوات الأمن التي ردت بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع.
ويعبر الطلاب عن رفضهم خصوصاً لتعديل من شانه إضعاف وكالة مكافحة الفساد، وهي مؤسسة تحظى بالاحترام في إندونيسيا.
وتساءل لقمان الحكيم آبر “لماذا تعديل هذا القانون؟”، وهو إندونيسي يبلغ 24 عاماً جاء من ماليزيا حيث يتابع دراسته من أجل المشاركة في التحرك.
وأكد لوكالة فرانس برس “نحن الطلاب…نرفض أي مراجعة للقانون من شأنها إضعاف وكالة مكافحة الفساد”.
ويتظاهرون أيضاً للاحتجاج على مشروع تعديل واسع في قانون العقوبات ينص خصوصاً على السجن عقاباً على العلاقات الجنسية خارج الزواج أو بين شخصين من الجنس نفسه. كما أن “عرض أو تقديم” وسائل منع حمل لقاصرين سيصبح أمراً غير قانوني.
وينص المشروع كذلك على تطبيق أوسع للقانون المثير للجدل حول التجديف، وهو ما يقلق الأقليات في هذا البلد الذي يضم أكبر عدد من المسلمين في العالم.
كما سيمنع هذا التعديل توجيه “إهانات” للرئيس أو نائب الرئيس.
وفي باندونغ، وهي مدينة طلابية كبيرة في جزيرة جاوة، تظاهر آلاف الطلاب. وقال الطالب بانيو بيرو مرتدياً زيه المدرسي “قررت الانضمام للتظاهرات بعدما سمعت عن مقتل طالبين وعن هجمات بالغاز المسيل للدموع”.
وفي لومبوك، وهي جزيرة قريبة من بالي، وقعت مواجهات بين نحو ألفي طالب وقوات الأمن، وفق صحافي في وكالة فرانس برس.
ويطالب المتظاهرون كذلك بانسحاب القوات الإندونيسية من بابوا الغربية، حيث أدت أعمال عنف لمقتل أكثر من 30 شخصاً في أيلول /سبتمبر.
ويريدون أيضاً فتح تحقيق في وفاة طالبين في كنداري وهي مدينة في جزيرة سولاوسي، قتلا الأسبوع الماضي خلال أعمال شغب.
وحاول الرئيس جوكو ويدو تهدئة الطلاب بتقديمه تنازلات فيما يستعد لأن يتم تنصيبه لولاية ثانية في تشرين الأول/أكتوبر.
وأرجئ التصويت على تعديل قانون العقوبات كما اكد الرئيس أنه سيعيد دراسة التعديل المتعلق بوكالة مكافحة الفساد.
وبعد عطلة نهاية أسبوع هادئة، عادت الاثنين التظاهرات التي تعدّ الأكبر منذ الانتفاضة التي أطاحت بالديكتاتور سوهارتو عام 1998.
وحذر وزير الأمن الإندونيسي ويرانتو من أي أعمال شغب الاثنين، وذلك عشية تنصيب البرلمان الجديد.
وقال لصحافيين “أطلب من المتظاهرين عدم استخدام العنف وعرقلة تنصيب النواب الجدد”. (أ ف ب)