شرق أوسط
الحكومة اليمنية والانفصاليون يتفاوضون حول تقاسم السلطة في الجنوب
ـ دبي ـ يخوض الانفصاليون اليمنيون وممثلون عن الحكومة المعترف بها دوليا مفاوضات غير مباشرة في جدة حول اتفاق لتقاسم السلطة في جنوب البلد الغارق في الحرب، حسبما أفادت الثلاثاء مصادر من الجانبين.
وقال مسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل للانفصاليين لوكالة فرانس برس إن المحادثات تجري منذ أسابيع وسط تكتم شديد وباشراف مسؤولين سعوديين.
وبحسب المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن هذه المفاوضات شهدت “تقدما كبيرا” خلال الأيام الماضية، وهو ما أكّده مسؤول حكومي.
وذكر مصدر مطلّع على المفاوضات لفرانس برس أنّ الاتفاق ينص على “عودة الحكومة إلى عدن، وأن تتولى قوات الحزام الأمني (المؤيدة للمجلس الانتقالي) مسؤولية الأمن وتحت اشراف القوات السعودية كمرحلة أولى”.
كما يؤكّد الاتفاق على “مشاركة (المجلس) الانتقالي في الحكومة، خصوصا في حكم المحافظات التي يتمتع فيها بنفوذ قوي” في جنوب اليمن.
وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، وقوات موالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات، منذ أن سيطر الحوثيون على مناطق واسعة بينها صنعاء قبل أكثر من أربع سنوات.
ولكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب، حيث تتمركز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال. وكان الجنوب دولة مستقلة قبل الوحدة سنة 1990.
وعلى ضوء هذه الخلافات، شهد جنوب اليمن قبل أسابيع معارك بين قوات مؤيدة للانفصال، وأخرى موالية للحكومة، أسفرت عن سيطرة الانفصاليين على عدن ومناطق أخرى في العاشر من آب/أغسطس.
والإمارات، هي الداعم الرئيسي لقوات الانفصاليين حيث أنّها قامت بتدريب وتسليح هذه القوات. في المقابل، تدعم السعودية الحكومة بشكل صريح وعلني.
ويرى محلّلون أن الخلافات داخل معسكر السلطة تضعف القوات الموالية لها في حربها ضد الحوثيين الذين يثبتون يوما بعد يوم قدرة أكبر على التصدي لتحالف يضم جيشين مدجّجين بالاسلحة الحديثة، هما السعودي والإماراتي.
إلا أن الخلافات قد تتفاقم أيضا لتولّد حربا أهلية جديدة تحت عنوان انفصال الجنوب عن الشمال.
وكان نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان أجرى في أبو ظبي مساء الأحد مباحثات مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في زيارة تأتي في أعقاب إبداء الرياض إيجابية تجاه عرض للتهدئة في اليمن. (أ ف ب)