شرق أوسط
دمشق تندد بنوايا تركيا “العدوانية” وتتعهد بالتصدي لأي هجوم محتمل
ـ دمشق ـ ندّدت دمشق الأربعاء بنوايا أنقرة “العداونية” مع استعدادها لشنّ عملية عسكرية وشيكة على مناطق سيطرة الأكراد في شمال البلاد، متعهدة بالتصدي لأي هجوم محتمل.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، في بيان نقله الإعلام الرسمي، إن بلاده “تدين بأشد العبارات التصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية”.
وأكد “التصميم والإرادة على التصدي للعدوان التركي بكافة الوسائل المشروعة”، مندداً بـ”الأطماع التوسعية التركية في أراضي” سوريا.
وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأربعاء “النفير العام” لمدة ثلاثة أيام في مناطق سيطرتها، مع إرسال تركيا تعزيزات عسكرية إلى الحدود وتأكيدها أن الهجوم بات “قريباً”.
وسحبت الولايات المتحدة بين 50 ومئة جنديّ من نقاطهم على الحدود الشمالية مع تركيا. وبدت هذه الخطوة بمثابة تخل ملحوظ عن المقاتلين الأكراد، الذين شكلوا حليفاً رئيسياً لها في قتال تنظيم داعش. إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفى ذلك في تغريدة الثلاثاء.
وتحمل دمشق على الأكراد تحالفهم مع الولايات المتحدة. وحمّل المصدر السوري “بعض التنظيمات الكردية” مسؤولية ما يحصل بعدما شكلت “أدوات بيد الغرباء”. وأبدى في الوقت ذاته استعداد بلاده “لاحتضان أبنائها الضالين إذا عادوا إلى جادة العقل والصواب”.
وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ الأكراد في سوريا بعد اندلاع النزاع في العام 2011 وإنشائهم إدارة ذاتية على مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق البلاد، والغنية بحقول النفط والسهول الزراعية والموارد المائية.
وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية التي يُشكل الأكراد عمودها الفقري على نحو ثلاثين في المئة من مساحة سوريا.
ولم تحرز مفاوضات سابقة قادتها الحكومة السورية مع الأكراد حول مصير مناطقهم أي تقدّم، مع إصرار دمشق على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع في العام 2011، وتمسّك الأكراد بإدارتهم الذاتية ومؤسساتها المدنية والعسكرية.
ولطالما أكدت دمشق عزمها استعادة كافة المناطق الخارجة عن سيطرتها وبينها مناطق سيطرة الأكراد عن طريق التفاوض أو العمل العسكري.
وتعدّ أنقرة المقاتلين الأكراد “إرهابيين” وترغب بإبعادهم عن حدودها. وسبق أن نفّذت هجومين في سوريا، الأول ضد تنظيم داعش عام 2016 والثاني ضد الوحدات الكردية عام 2018. (أ ف ب)