تحقيقات
شباب تونسيون راغبون في التغيير يجوبون البلاد للترويج لقيس سعيد رئيسا
_ تونس _ يجوب شبان وشابات من حملة المرشح الى الرئاسة التونسية قيس سعيد البلاد لحض الناخبين على التصويت له في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية المقررة الأحد، مشيرين الى أن الأستاذ الجامعي نقل لهم “الرغبة بأن يفعلوا شيئا للبلد”.
وقرر سعيد السبت وقف حملته “لاعتبارات أخلاقية”، ومن أجل عدم القيام بشيء يعجز عن القيام به منافسه في الدورة الثانية من الانتخابات نبيل القروي الموجود في السجن منذ آب/أغسطس بتهمة “غسيل الأموال والتهرب الضريبي”.
لكن أنصار سعيد يواصلون جولاتهم في المناطق.
في فوشانة، عند أطراف تونس، يوزع عدد من المتطوعين المتحمسين منشورا حول برنامج سعيد الانتخابي الذي يتضمن “خطة” عمل ويستعيد شعار الثورة في 2011 “الشعب يريد”، وقد كتب الى جانب صورة للمرشح. ويمثل قيس سعيد بالنسبة الى شريحة واسعة من التونسيين رجل الصرامة و”النظافة” ويقدم نفسه كمستقل، متبنيا بعض الأفكار المحافظة.
وتقول ميساء جلاصي، وهي طالبة في العشرين، إنها انضمت ب”قناعة كبيرة” الى المتطوعين الشباب بمعظمهم.
وتضيف “قررنا، نحن المواطنين الذين نؤمن بمشروع الأستاذ سعيد ونحمل مثله بالتغيير وبتونس أفضل، أن نواصل حملته” لشرح برنامجه للناس.
بين وقت وآخر، تسمع أصوات أبواق سيارات وتتوقف سيارات ليسأل سائقوها أفراد الحملة عما إذا كان سعيد موجودا معهم.
لكن بالنسبة الى بعض الناخبين، فإن الحماس الفائق لهؤلاء الشباب وعدم خبرتهم، يثيران المخاوف.
“وفي”
ويتم تنظيم الحملة بإمكانات متواضعة، من دون تجمعات ضخمة، بالضبط كما فعل سعيد خلال الحملة الانتخابية التي سبقت الدورة الأولى وأهلته نتيجتها لخوض الدورة الثانية. ولعب ذلك دورا كبيرا في فوزه المفاجىء.
ويخوض رجل الإعلام والأعمال نبيل القروي الانتخابات من السجن، وتقود زوجته سلوى السماوي الحملة في الخارج.
وتقول ميساء “نقوم بعمل تطوعي من أجل البلد ولا نريد أي تعويض عليه”.
ويقول طارق الرحالي (35 عاما) من جهته إن قيس سعيد “رجل لا يبيع أوهاما، لا يعد بتغيير كبير فوري”، مضيفا “لكنه يعطيك هذه الرغبة بأن تفعل شيئا للبلد وأن تساهم في تحسين حياة الأجيال القادمة”.
ويستند مشروع سعيد الى “الوعي بالتغيير الذاتي قبل تغيير الآخر”، بحسب ما يشرح عبد الحميد أولاد علي (40 عاما) المكلف العمل مع الأنصار اليافعين.
ويدافع سعيد بشدة على لامركزية القرار السياسي وضرورة توزيع السلطة على المناطق.
ويروي عبد الحميد أنه التقى قيس سعيد في 2011 خلال تظاهرات أمام مقر رئاسة الحكومة كانت تدعو الى تسريع العملية الانتقالية بعد سقوط الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
ويتابع بإعجاب ظاهر أنه منذ ذلك الوقت، بقي سعيّد “وفيا لأفكاره ولتعهداته. لم يغير قناعاته إكراما لهذا أو لذاك في السلطة”.
“ثقة”
وبين المشاركين في الحملة طلاب كان سعيد أستاذهم في الجامعة. وتشكلت مجموعات المتطوعين خصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشكلت حركة “مؤسسون” منذ العام 2016، وعملت عبر صفحة على موقع “فيسبوك”، لحشد الدعم لمشروع وأفكار سعيد، بحسب ما يقول عبد الحميد.
ومذاك، ينظم أفراد المجموعة دورات لشرح أفكار وطموحات سعيد.
يقول خليل عبيدي (31 عاما) الذي تلقى تدريبا مع هذه المجموعة، إن سعيد “يثق بالشباب ونحن أيضا نثق به”.
من جهتها، تقول سنية العبادي، وهي أم لطفلين، “يحلم معنا ونحلم معه بالتغيير، ليس في مستقبل قريب جدا، لكن ما هو أكيد، للأجيال القادمة”.
بالنسبة الى طارق الرحالي، “هناك شيء جديد يولد في تونس سيعزز وضع الشباب”. (أ ف ب)