السلايدر الرئيسيشرق أوسط
انتخابات “باهته” وحسم مبكر لمقعد رئيس السلطة التشريعية في الاردن… ومنافسة الاسلاميين “اكسسوار”
رداد القلاب
ـ عمان ـ حسم رئيس مجلس النواب الاردني النائب المخضرم المهندس عاطف الطراونة فوزه بمنصب رئاسة المجلس للمرة الثالثة على التوالي في الانتخابات التي تجري الاحد المقبل، بالتزامن مع افتتاح الدورة العادية الثالثة.
ويتنافس على سدة رئاسة السلطة التشريعية في الاردن الرئيس القوي عاطف الطراونة، رئيس مجلس النواب الحالي ورئيس كتلة الاصلاح الاسلامية المخضرم د. عبدالله العكايلة، في انتخابات اشبة، بـ”التعديل” اكثر منها “انتخاب وتغيير”، بمعنى الإبقاء على “انتخاب الرئيس” واجراء انتخابات لمقاعد نواب الرئيس والمكتب الدائم ولجان المجلس المتعددة. وتزامن استحقاق انتخاب رئيس البرلمان مع تعديل طرأ على السلطة التنفيذية برئاسة د. عمر الرزاز التي ادت اليمن الدستورية امام العاهل الاردني عبدالله الثاني الخميس الماضي.
ولم ترتفع حرارة انتخابات مجلس النواب الاردني لعدة اسباب على رأسها انعدام “التغيير” لدى النواب الاردنيين، الذين لم يبحثوا سابقا في إجراء تغيير والاستعدام المبكر لمعركة الرئاسة، اضافة الى ان الاسلاميين لم يتقدموا للانتخابات ومنافسة البرلماني القوي الرئيس عاطف الطراونة، وانما لإيصال رسالة الى الدولة مفادها ان الاسلاميين موجودون ويتعاطون مع العملية السياسية الجارية في البلاد، بمعنى اخر “اثبات وجود” ويضفون شرعية سياسية على عناصر البرلمان بوصفهم اكبر كتلة حزبية تصل للبرلمان.
ويصف مراقبون انتخابات رئاسة السلطة التشريعية في البلاد، بـ”الباهتة” بسبب انتفاء المنافسة الحقيقية في الانتخابات، وسقوط رهان قيادات نيابية خلال الفترة الماضية على تفسخ وتشظي كتلة الطراونة، الامر الذي لم يحدث، اضافة الى اصطدام الاصطفافات التي كانت يمكن ان تحدث بين النائب ورئيس مجلس النواب الاسبق عبدالكريم الدغمي من جهة والاسلاميين من جهة ثانية، بالتعارض السياسي الحاصل في الاقليم وتحديدا الاشتباك في الازمة السورية.
وعلى غرار محاولة النائب الدغمي الفاشلة جرت محاولة فاشلة اخرى من قبل وزير الداخلية الاسبق النائب مازن القاضي، الذي حاول طرح نفسه من خلال التغييرات التي يمكن ان تطرأ على رئاسة الغرفة التشريعية الاخرى “مجلس الاعيان” وقبل ان يجدد العاهل الاردني للمخضرم رئيس مجلس الاعيان، رئيس الوزراء الاسبق فيصل الفايز، وبالتزامن مع دفع الحكومة لمسودة القانون المعدل لقانون ضريبة الدخل الى مجلس النواب والحراك الذي رافق الحوار الحكومي في المحافظات، في قراءة خاطئة للتوازانات الكبرى في البلاد.
وسجل للرئيس الطراونة، نجاحه، بـ “ضبط إيقاع” جلسات النواب ومنع الانفلات والتنازغ مع السلطات الاخرى في اقرار قوانين كانت تعد اساسية في الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وسط نزعات نيابية لتسجيل مواقف شعبية بحسب الوعود التي اطلقوها لقواعدهم الانتخابية، او تسجيل مواقفة معارضة حقيقية من مشاريع قوانين والتداعيات الناجمة عنها احياناً.