العالم

الأسرة الدولية تصعد لهجتها بعد إعادة انتخاب موراليس رئيسا لبوليفيا

ـ لاباز ـ صعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أمريكية لاتينية لهجتها ضد الرئيس البوليفي إيفو موراليس الذي أعيد انتخابه من الدورة الأولى بعد عملية فرز للأصوات واجهت اعتراضات، مطالبة بتنظيم دورة ثانية أو مهددة بعدم الاعتراف به.

من جهته، رأى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن ما يحدث في بوليفيا التي تهزها تظاهرات، هو “محاولة انقلابية” ودعا إلى التضامن مع نظيره البوليفي.

وكانت السُلطات الانتخابيّة البوليفيّة أعلنت الخميس فوز الرئيس موراليس في الانتخابات الرئاسية. وقالت المحكمة الانتخابيّة العليا على موقعها الالكتروني إن موراليس فاز ب47,06 بالمئة من الأصوات، مقابل 36,5 بالمئة لخصمه مرشّح المعارضة كارلوس ميسا بعد فرز 99,8 بالمئة من الأصوات.

وكان ينبغي أن يكون الفارق بين المرشحين أقل من عشر نقاط لتنظيم دورة ثانية.

وقال ميسا الذي تولى رئاسة البلاد من 2003 إلى 2005، إن حزب موراليس “استفاد للتو من التزوير” الانتخابي، داعيا البوليفيين إلى مواصلة التعبئة. وقد تلقى دعم مجموعة من احزاب والمنظمة اليمينية والوسطية.

وكان موراليس صرح للصحافيين قبل ساعات من انتهاء فرز الأصوات “فزنا من الدورة الأولى”. ويحكم موراليس البلاد منذ 2006 وهو في طريقه لولاية رابعة تمتد من 2020 إلى 2025.

وبعد نتائج أولية جزئية أشارت الى احتمال تنظيم دورة ثانية بعد التصويت الأحد، نشرت أرقام جديدة الإثنين تؤكد عمليا فوز رئيس الدولة المنتهية ولايته، ما أثار شبهات بحدوث تزوير لدى قسم من المعارضة والمراقبين الدوليين.

“غوايدو منطقة الانديس”

دعا الاتحاد الأوروبي الخميس إلى “وضع حد لعملية فرز الأصوات الجارية”، معتبرا أن “أفضل خيار سيكون تنظيم دورة ثانية وإعادة الثقة والتأكد من احترام الخيار الديموقراطي للشعب البوليفي”.

كما طلبت الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا الخميس تنظيم دورة ثانية إذا لم تؤكد منظمة الدول الأمريكية نتائج الدورة الأولى.

من جهتها، وافقت منظمة الدول الأمريكية التي عبرت بعثة مراقبيها عن “دهشتها” و”قلقها” من التبدل في فرز الأصوات، على القيام بعملية تدقيق في النتائج. لكن لم يحدد بعد موعد وشروط هذه المهمة.

وقال لويس ألماغرو الأمين العام لهذه المنظمة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها إن “هذه النتائج يجب ألا تعتبر شرعية حتى انتهاء عملية التحقق المطلوبة”.

وهددت الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا أيضا بعدم الاعتراف بموراليس رئيسا. وقالت هذه الدول غنها “هي وإلى جانبها المجموعة الديموقراطية الدولية لن تعترف بنتائج لا تعكس فعليا غرادة الشعب البوليفي”.

في المقابل، هنأت كوبا وفنزويلا والمكسيك موراليس بفوزه.

وقال الرئيس الفنزويلي إن موراليس “يواجه حملة لزعزعة الاستقرار ومحاولة انقلاب تقوم بها قوى أجنبية تحاول حرمان الناخبين والشعب البوليفي من حقوقهم الديموقراطية”.

وأضاف “نعبر عن تضامننا مع الشعب البوليفي وخصوصا مع الرئيس إيفو موراليس”، مؤكدا أنه “يجب علينا الاعتراف بشرعية فوزه”.

وصرح رامون كينتانا الوزير في حكومة موراليس إن “ميسا هو غوايدو منطقة الأنديس”، في اشارة إلى المعارض الفنزويلي خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة واعترف به نحو خمسين بلدا بينها الولايات المتحدة.

صدامات عنيفة

أضاف كينتانا أن ميسا “يراهن على الخيار الفنزويلي لحكومة موازية، وبصمته الذي يعد تواطؤا يضفي طابعا شرعيا على العنف”.

وبين الإثنين والأربعاء، أحرق متظاهرون خمس محاكم انتخابية في الأقاليم بينما أطلق إضراب وطني من سانتا كروز معقل المعارضة وأغنى منطقة في البلاد.

ومنذ الأحد، تجري مواجهات عنيفة بين المعسكرين ومع رجال الشرطة في لاباز ومناطق عديدة في البلاد، مما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى.

واستمرت الصدامات العنيفة بين المعسكرين مساء الخميس في لاباز وكوشابامبا وسانتا كروز.

وقال فرناندو كاماشو رئيس منظمة “لجنة برو-سانتا كروز” المحافظة التي تتمتع بنفوذ كبير وتضم تجارا ورجال أعمال ومواطنين عاديين “سنواصل التعبئة (…) شبيبة سانتا كروز مستعدة للتضحية بكل شيء إذا لم يتم احترام الديموقراطية”.

ولم يقبل العديد من البوليفيين الذين يتهمون موراليس بالاستفراد في الحكم، قراره الترشح لولاية رابعة بينما أعلن الناخبون رفضهم لذلك في استفتاء جرى في 2016. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق