السلايدر الرئيسيتحقيقات

فيلق القدس ينقل التجربة الإيرانية في الاغتيالات الى العراق

سعيد عبدالله

– بغداد – من سعيد عبدالله – حملات اعتقال موسعة في صفوف الناشطين والمتظاهرين، ومداهمة لمنازلهم فجرا، إضافة الى عمليات الاغتيال تستهدف الناشطين والناشطات والضباط والصحفيين والفنانين ورموز الثقافة، مشهد بات يتكرر يوميا في محافظة البصرة جنوب العراق ومدينة بغداد وغالبية المدن العراقية التي تسيطر فيها الميليشيات الإيرانية على كافة مفاصل الدولة.

وشهد العراق خلال الأشهر الماضية التي أعقبت اجراء الانتخابات البرلمانية في 12 آيار/ مايو الماضي اغتيالات مكثفة وصلت الى ذروتها في شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، ففي أغسطس لقيت مديرتا أبرز مركزي تجميل في بغداد حتفيهما، الأولى هي الدكتورة رفيف الياسري، صاحبة مركز باربي، والأخرى هي رشا الحسن، صاحبة مركز فيولا، اما في سبتمبر فاغتال مسلحون وصيفة ملكة جمال العراق السابقة تارة فارس بثلاث طلقات نارية في سيارتها في بغداد، فيما اغتال مسلحون خلال الشهر ذاته الناشطة سعاد العلي وسبعة ناشطين ومتظاهرين آخرين وسط البصرة، ولم تتوصل أي لجنة من اللجان الحكومية التي شكلتها الحكومة العراقية الى الكشف عن الفاعلين.

وكشف مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، لـ”” تفاصيل عن الجهة التي تنفذ الاغتيالات في العراق وتختطف الناشطين، وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه “شكل فيلق القدس (الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني) – الذي يقوده قاسم سليماني – وحدات خاصة من مسلحي الميليشيات الإيرانية في العراق تحت مسمى “فرق الموت”، ودُرب عناصر هذه الفرق على تنفيذ الاغتيالات والعمليات الإرهابية في العراق، وهم يستهدفون في عملياتهم كل من يقف ضد المشروع الإيراني في العراق والمنطقة، إضافة الى الأشخاص الذين تعتبرهم ايران جزءا من المصالح والثقافة الأمريكية”

وأكد المسؤول أن ضباطا من فيلق القدس يتواجدون باستمرار في كافة مناطق العراق ويشرفون على قيادة هذه الفرق بشكل مباشر، خصوصا أن فيلق القدس يحتضن في تشكيلاته وحدات خاصة لديها تاريخ في تنفيذ الهجمات الإرهابية والأنشطة الاستخبارية خارج الحدود الإيرانية، مشيرا الى أن وزارة الاطلاعات الإيرانية تساهم مع فيلق القدس في تنفيذ تلك العمليات التي تهدف الى ترسيخ النفوذ الإيراني في المنطقة وفرض نظام ولي الفقيه على العراق وتصفية الشخصيات الوطنية العراقية التي تقاوم الوجود الإيراني في العراق.

بحسب معلومات مصادر عراقية مطلعة، الاغتيالات الإيرانية شملت سبعة من قادة وضباط جهاز مكافحة الإرهاب في العراق الذين توفوا جميعا بشكل مفاجئ في سبتمبر الماضي وهم كل من (اللواء فاضل برواري، والمقدم عامر رمضان، والعميد عبدالأمير الخزرجي، والنقيب عقيل غانم الزيرجاوي، والرائد فؤاد الربيعي، والرائد فراس البلداوي، والعقيد رعد سحاب جاسم النداوي).

المسؤول في وزارة الداخلية، أكد الضباط المذكورين اغتالتهم عناصر فيلق القدس بأمر مباشر من قاسم سليماني لكن الحكومة العراقية تتكتم على قضية الاغتيالات خشية من إيران وميليشياتها، كاشفا في الوقت ذاته أن قناصة فيلق القدس هم الذين قتلوا المتظاهرين في البصرة، مشددا بالقول “جميع المتظاهرين الذين قتلوا خلال مظاهرات البصرة، قتلوا إثر إصابة رؤوسهم بطلقات قناص، وهذه الطلقات أطلقها عناصر فيلق القدس الذين كانوا ينتشرون فوق الأبنية المحيطة بساحات الاحتجاج”، مشيرا الى أن ميليشيات العصائب وبدر وحزب الله العراق والنجباء تقدم التسهيلات لعناصر فيلق القدس كي ينفذوا عملياتهم.

ونفذت مجموعة من الميليشات الإيرانية الخميس الماضية هجوم مسلحا على ثلاثة من الناشطين البصريين المشاركين في المظاهرات وأضاف الملازم الأول سعدون الوائلي، الضابط في شرطة البصرة لـ””: “أصيب الشيخ رضا التميمي والناشط عمار العطواني والناشطة أم يوسف بجروح إثر تعرضهم لهجوم مسلح من مسلحين يركبون دراجات نارية في منطقة البراضعية وسط البصرة”.

ولنظام ولي الفقيه باع طويل في تنفيذ الاغتيالات ضد المثقفين والصحفيين ورموز الثقافة ومعارضيه داخل إيران وخارجه، فقد نفذت الاطلاعات الإيرانية والحرس الثوري حملة اغتيالات مكثفة في عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي نهاية تسعينيات القرن الماضي، فتعرض عشرات الكتاب والفنانين والسياسيين في الداخل للتصفية، وراح ضحية هذه الحملة محمد مختاري وجعفر بويندة، وداريوش فروهر وزوجته بروانه اسكندري، وبيروز دواني، ونفذتها خلية بقيادة سعيد إمامي نائب وزير الاستخبارات آنذاك.

ونفذت الاغتيالات بأوامر مباشرة من المرشد الإيراني علي خامنئي، ولم تتوقف الأجهزة الأمنية الإيرانية عن الاغتيالات داخل ايران، بل نفذت العديد من عمليات الاغتيال ضد معارضيها خارج إيران، ومن أشهر هذه العمليات عملية اغتيال في باريس ضد شابور بختيار آخر رئيس وزراء إيراني في عهد الشاه، وكذلك اغتالت ايران الدكتور عبدالرحمن قاسملو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في النمسا 1989، وسعيد يزدان بنا مؤسس حزب الحرية الكردستاني الايراني المعارض عام1991بعد مضي أربعة أشهر على تأسيسه للحزب، واغتالت الاستخبارات الإيرانية الدكتور صادق شرفكندي الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني واثنين من رفاقه في برلين بألمانيا عام 1992.

من جهته أشار الناشط البصري عبدالرحمن علي، الذي شارك في المظاهرات التي شهدتها البصرة خلال الأشهر الماضية، لـ””: “الاغتيالات التحريض ضد الناشطين أدت الى هروب غالبية الناشطين من المدينة الى المدن الأخرى، بينما مازال العديد منهم مختبأ عند اقاربه في المدينة خوف من التعرض للاعتقال والاغتيال على يد الميليشيات الإيرانية التي تفعل ما تريد دون وبمساعدة من الشرطة وقيادة عمليات البصرة والأجهزة الأمنية العراقية الأخرى”، لافتا الى أن غالبية مواطني البصرة باتوا مطلوبين من قبل هذه الميليشيات فقط لأنهم طالبوا بالخدمات الرئيسية وبتشكيل حكومة عراقية غير خاضعة لإيران وميليشياتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق