السلايدر الرئيسيشرق أوسط
محلل سياسي روسي لـ””: تعميق التعاون الاستخباراتي على رأس ملفات السيسي وبوتين… والازمة في سوريا وليبيا وحل القضية الفلسطينية
ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ أكد المحلل السياسي الروسي، أندريه أنتيكوف، أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والقمة التي تجمعه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تهدف إلى تعميق التحالفات الاستراتيجية والسياسية بين البلدين، لافتاً إلى أن تقوية التعاون بين جهازي الاستخبارات المصري والروسي في صدارة المباحثات بين السيسي وبوتين.
وقال “أنتيكوف”، في تصريحات خاصة لصحيفة “” إن هناك زيادة لتعميق التعاون بين الاستخبارات المصرية والروسية في المجال الأمني والمعلوماتي، في ظل التوتر بمنطقة الشرق الأوسط، وتصاعد عمل الحركات المتطرفة، لاسيما في ليبيا المجاورة لمصر، في إطار مسلسل الفوضى هناك، وهذه أمور تؤدي إلى ضرورة تحديث العمل الاستخباراتي بين البلدين، مشيراً إلى أن هذا التعميق في التعاون أخذ شكلاً جديداً بعد حادث الطائرة الروسية في شرم الشيخ، لكي لا تتكرر مثل هذه الحوادث.
وبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين، زيارة إلى جمهورية روسيا الاتحادية لمدة 3 أيام، ستشهد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ولقاء عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين والاقتصاديين في العاصمة موسكو.
ولفت “أنتيكوف” إلى أن الزيارة تشهد بحث الملفات العديدة، والتركيز على العلاقات الثنائية بين البلدين، في ظل وجود توجهات مشتركة، بالتوازي مع ارتفاع التبادل التجاري الذي وصل إلى 6.5 مليار دولار، وبالطبع يتم العمل في زيارة السيسي إلى التعاون لزيادة هذا الحجم من التبادل، وكذلك بحث التعاون في مجالات الطاقة الذرية، في ظل بناء روسيا أول محطة توليد للطاقة نووية في مصر، فضلاً عن الملف المهم المتعلق، بإعادة السياح الروس إلى الشواطئ المصرية، بعد أن تم رفع حظر الطيران الروسي إلى القاهرة فقط، لكن لا يوجد حتى الآن رحلات من روسيا إلى شرم الشيخ، وبالطبع هناك حاجة لحسم الرئيسين لإعادة الرحلات الجوية للمنتجعات المصرية.
وتابع: “ملفات سوريا، ليبيا، اليمن، قائمة بقوة في هذه المحادثات، ولكن هناك وضعاً خاصاً لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط، ونعلم جيداً في موسكو مدى حجم الدور الحالي والتاريخي، الذي تقوم به مصر في القضية الفلسطينية، ومرحلة توحيد صفوف الفلسطينيين، وهذا هو الملف الأهم في هذه القضية، خلال هذا التوقيت”.
وأردف: “هناك اهتمام بتعميق التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين، ورؤى مشتركة متشابهة تجاه العديد من الملفات، الذي يتضح في توحد وجهات النظر بين القاهرة وموسكو في الوقوف أمام مخاطر الإسلام السياسي، وتحديد حركة جماعة الإخوان، والتوافق بسبل حل الأزمة السورية والمشكلة الليبية، ونطمح لتعميق التعاون، وهنا يتضح أن بين روسيا ومصر مسارات بناء تحالفات في هذا الصدد”.
وأشار “أنتيكوف” إلى أن الرؤى المشتركة في التعامل مع الأزمة الليبية بين روسيا ومصر، قائمه في ظل ارتباط الخطر الإرهابي هناك، بوجود جماعة الإخوان التي تتعامل معها روسيا بوضعها على رأس قائمة المنظمات الإرهابية، وندعم بكل وضوح الجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب بسيناء، وبالطبع هذا يتطلب تعميق التعاون بين المؤسسات الأمنية والمعلوماتية بين البلدين، وهذه الرؤية المشتركة تعطي فرصاً لضرب معاقل الإرهاب.
وتطرق “أنتيكوف”، إلى محورية الملف السوري في هذه المباحثات، بالقول إن ما تحتاجه سوريا حالياً هو دور عربي أقوى مما نشاهده اليوم، وعلى رأس ذلك ضرورة تواجد دور مباشر من القاهرة، حيث إن مصر دولة رائدة في العالم العربي، والتي يجب أن تبادر في هذا الملف، فهناك دور أمريكي وإيراني وتركي وروسي، وللأسف نرى الدور العربي ضعيفاً مقابل هذه الأدوار، وهذا الأمر يحتاج بعض التعديلات، لا سيما أن مصر تلعب دوراً مهماً في توحيد صفوف الفلسطينيين، وعملية السلام بالشرق الأوسط، أيضاً حل الأزمة الليبية، ولذلك يمكن أن تبادر مصر وتلعب دوراً أقوى في مجال الأزمة السورية، ولكن دون شك فإن الموقف المصري المتجه للأزمة السورية مرحب بأهدافه بعدم تقسيم الأرض السورية، وهو أمر ترحب به روسيا، وهناك حاجة من جانب موسكو لدعم عربي أوسع لمبادرتها في مجال إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، ومصر يمكنها دعم موسكو في هذا المجال.