مشعل السديري
شركة (إيرباص) الأوروبية تصمم طائرة يمكنها السفر من لندن إلى نيويورك في ساعة واحدة فقط، وهي بإمكانها التحليق عامودياً، وسرعتها تفوق سابقتها (الكونكورد 1) بمقدار ثلاثة أضعاف ونصف.
بمعنى أن المسافر يستطيع أن يفطر في لندن، ويذهب ويقضي عمله في نيويورك، وبعد أن يتغدى، يستقل الطائرة عائداً إلى لندن، ليتعشى ويقضي السهرة مع زوجته.
بمعنى آخر، إن الذي يستقل هذه الطائرة من جدة إلى الرياض، لن تزيد المدة الزمنية عن 15 دقيقة، ومثلما يقولون (خنّ بط)، وما إن يجلس الراكب مرتاحاً على كرسيّه، ويتمغّط قليلاً، حتى يتفاجأ بأنه وصل.
وهذا الإنجاز العظيم ليس ببعيد، المهم (يا مين يعيش ويشوف). وعندما ذكرت ذلك لرجل من البادية، قال لي: اقهرهم بالله.
**
طالبت عائلة امرأة نيوزيلندية توفيت بعد أن كانت تشرب غالونين من مشروبات كوكاكولا الغازية يومياً، الشركة بتعويض كونها ساهمت جزئياً بوفاتها.
وفندت الشركة تلك الدعوى، بسبب أن تلك المرأة قد أصبحت مدمنة على ذلك المشروب، لأنها أول ما تصحو من النوم تشرب الكولا، وآخر ما تتناوله في سريرها قبل أن تنام هو الكولا.
والحق مع الشركة في تفنيدها، فكل شيء زاد عن حدّه يصبح مع الوقت شبه إدمان، وأعرف رجلاً ما زال من حسن حظه أنه على قيد الحياة، فهو مدمن على (البيبسي)، ولا أذكر أنني التقيت به وشاهدته إلا وبيده علبة البيبسي، يشربها بواسطة المصاص وكأنه طفل يرضع من ثدي أمه.
**
مع أنها من المتشبهات بالرجال، فإنني نوعاً ما احترمتها، وهي امرأة مصرية يقال لها (صيصة أبو دوح)، وقد مات زوجها بعد أشهر قليلة من إتمام الزفاف، وتركها حاملاً بابنتها الوحيدة. وبعد الولادة، لم تجد عائلاً يقوم على رعايتها والإنفاق عليها. وأمام جحود أشقائها وتخليهم عنها، لم تجد مفراً من اقتحام العمل لتوفير حياة كريمة لها ولرضيعتها الصغيرة. ولأنها كانت تتعرض لمضايقات الرجال من حولها، قررت توديع حياة الأنثى، وارتداء ملابس الرجال في العمل.
وخلال ما يزيد على الـ40 عاماً، لم تتخل صيصة عن لبس الجلباب الصعيدي المخصص للرجال. وعن تلك الرحلة تقول: الحمد لله، الرحلة شاقة، ولكن ربنا وفقني وربيت ابنتي وزوجتها، والعمل الحلال ليس عيباً.
**
رحم الله (بيرم التونسي) عندما قال صادقاً:
من العيون يا سلام سلمّ / شوف واتعلم
تحت البراقع تتكلّم / والدنيا نهار
وعيون تقولك قصدك إيه / بتبحّلق ليه
ما لكش شغل تسعى عليه / يا راجل يا حمار؟!
بمعنى أن المسافر يستطيع أن يفطر في لندن، ويذهب ويقضي عمله في نيويورك، وبعد أن يتغدى، يستقل الطائرة عائداً إلى لندن، ليتعشى ويقضي السهرة مع زوجته.
بمعنى آخر، إن الذي يستقل هذه الطائرة من جدة إلى الرياض، لن تزيد المدة الزمنية عن 15 دقيقة، ومثلما يقولون (خنّ بط)، وما إن يجلس الراكب مرتاحاً على كرسيّه، ويتمغّط قليلاً، حتى يتفاجأ بأنه وصل.
وهذا الإنجاز العظيم ليس ببعيد، المهم (يا مين يعيش ويشوف). وعندما ذكرت ذلك لرجل من البادية، قال لي: اقهرهم بالله.
**
طالبت عائلة امرأة نيوزيلندية توفيت بعد أن كانت تشرب غالونين من مشروبات كوكاكولا الغازية يومياً، الشركة بتعويض كونها ساهمت جزئياً بوفاتها.
وفندت الشركة تلك الدعوى، بسبب أن تلك المرأة قد أصبحت مدمنة على ذلك المشروب، لأنها أول ما تصحو من النوم تشرب الكولا، وآخر ما تتناوله في سريرها قبل أن تنام هو الكولا.
والحق مع الشركة في تفنيدها، فكل شيء زاد عن حدّه يصبح مع الوقت شبه إدمان، وأعرف رجلاً ما زال من حسن حظه أنه على قيد الحياة، فهو مدمن على (البيبسي)، ولا أذكر أنني التقيت به وشاهدته إلا وبيده علبة البيبسي، يشربها بواسطة المصاص وكأنه طفل يرضع من ثدي أمه.
**
مع أنها من المتشبهات بالرجال، فإنني نوعاً ما احترمتها، وهي امرأة مصرية يقال لها (صيصة أبو دوح)، وقد مات زوجها بعد أشهر قليلة من إتمام الزفاف، وتركها حاملاً بابنتها الوحيدة. وبعد الولادة، لم تجد عائلاً يقوم على رعايتها والإنفاق عليها. وأمام جحود أشقائها وتخليهم عنها، لم تجد مفراً من اقتحام العمل لتوفير حياة كريمة لها ولرضيعتها الصغيرة. ولأنها كانت تتعرض لمضايقات الرجال من حولها، قررت توديع حياة الأنثى، وارتداء ملابس الرجال في العمل.
وخلال ما يزيد على الـ40 عاماً، لم تتخل صيصة عن لبس الجلباب الصعيدي المخصص للرجال. وعن تلك الرحلة تقول: الحمد لله، الرحلة شاقة، ولكن ربنا وفقني وربيت ابنتي وزوجتها، والعمل الحلال ليس عيباً.
**
رحم الله (بيرم التونسي) عندما قال صادقاً:
من العيون يا سلام سلمّ / شوف واتعلم
تحت البراقع تتكلّم / والدنيا نهار
وعيون تقولك قصدك إيه / بتبحّلق ليه
ما لكش شغل تسعى عليه / يا راجل يا حمار؟!