_ القاهرة _ من شوقي عصام _ تحيي اليوم مصر ،الذكرى الأولى لأكبر عملية إرهابية في تاريخها الحديث ،ملامحها جديدة من نوعها ، من حيث عدد القتلى الذي كان الأضخم ببضعة مئات من الأشخاص، وأيضا لكونها أستهدفت مسجدا ، وهي العملية التي جاءت بتغيرات أستراتيجية في خطة الحرب على الإرهاب في سيناء، عندما أستهدف مسجد الروضة في محافظة شمال سيناء وقت صلاة الجمعة بمدينة بئر العبد الساحلية.
الحادث الأكثر دموية في تاريخ مصر، خلف حوالي 305 قتيل و128 مصابا ، وحمل صدمة نظرا لتصاعد منهج البشاعة التي تتعامل به الجماعات الإرهابية ، لدرجة أن الحادث تم تقييمه بأنه يهدف إلى تركيع النظام الحالي، لاسيما أن استهداف المساجد أمرا لم تتبعه التنظيمات الإرهابية في تاريخ حوادثها منذ العهد الملكي مرورا بالعصر الجمهوري ، حتى أكبر مرحلتين من حجم استهداف الإرهاب لمصر ، في حقبة الثمانينات ، ومرحلة ما بعد 30 يونيو 2013 ، لم تشهد استهدافا لبيوت الله ، سوى الكنائس أما المساجد فلم تتعرض لهجوم إرهابي يذكر في عصور الإرهاب بمصر.
وفد رفيع المستوى ، سيؤدي صلاة الجمعة اليوم ، في الذكرى الأولى للمجزرة في قلب المسجد الذي تم ترميمه وتطويره ورفع كفاءته، من كبار رجال الدولة، والوزراء من بينهم وزير الأوقاف، ومفتي الجمهورية، وكيل مشيخة الأزهر، وزير التنمية المحلية،وزير التعاون الدولي، وزير التضامن الاجتماعي، وزير الشباب والرياضة، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية بالدولة
احياء ذكرى العملية الإرهابية ، سيشهد أفتتاح عشرات من المشروعات التنموية بقرية الروضة التي تحمل أسم المسجد الذي جاء فيه التفجير في العام الماضي، بعد أن سلطت العملية الإرهابية الضوء على حالة المعاناة التي يعيشها الأهالي ما بين نيران الإرهاب وتقصير الدولة في تقديم الخدمات ، ومن ضمن المشروعات، رفع كفاءة عدد كبير من المنازل وتغيير شبكة الكهرباء والمحولات بالكامل واحلال وتجديد شبكة المياه فى القرية ، وضع حجر الأساس لمركز الشباب المطور والتنسيق لاقامة عدد من المشروعات الانتاجية فى القرية.
استهداف المسجد من جانب جماعات إرهابية في سيناء، كان يرجع إلى دور مشايخ المسجد في دعم الجيش بالتوصل لعدد من التنظيمات الإرهابية من جهه، ومن جهه أخرى ، دورهم في ارجاع توحيد عدد كبير من أبناء القبائل السيناوية ضد هذه التنظيمات ، والحاق ضربات موجعه على الأرض بهذه الجماعات، فضلا عن أن المسجد تابع لإحدى الطرق الصوفية، بالتحديد الطريقة الصوفية الجريرية، وهي على خلاف ديني مع التيار السلفي ، وبدأت العملية عندما انفجرت في البداية عبوتان ناسفتان داخل المسجد، ثم استهدفت المجموعة المهاجمة بعد ذلك المصلين من خلال قذائف صاروخية من نوع آر بي جي، وعندما فر باقي المصلين خارج المسجد قامت الجماعة باستهدافهم مجددا لكن هذه المرة باستعمال رشاشات وبنادق آلية من أعيرة مختلفة.