سمير عطا الله
كان قد «أخذ على خاطري» الأسبوع الماضي عندما قال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي إنه لا يريد «لبننة تونس». شعرت أن فخامته لا يتجاهل مشاعرنا «الوطنية» فحسب، بل ينسى أيضاً أن قرطاج أبحرت من شواطئنا، ومنها أغنية «يا مراكبنا عّ المينا».
سنون وعقود وكتابنا وشعراؤنا يبحثون في التاريخ المشترك فإذا السيد المرزوقي يعتبرنا وباء يستدعي الحجر الصحي.
ومن حسن الحظ، أو الطالع، أنه سرعان ما اتخذت اللبننة معنى آخر. وإلى حضراتكم النبأ. فالقاهرة مشدودة بالفستان عديم الاحتشام الذي ظهرت به الممثلة رانيا يوسف في مهرجان القاهرة السينمائي، وليس عندي من تفاصيل ذلك، سوى دفاعها عن هذا النقص الشديد في القماش، أنها أرادت أن تبز هيفا وهبي ومايا دياب.
أبداً، إطلاقاً، لا يبزهما أحد، هيفا ومايا. وسوف نجهل فوق جهل الجاهلينا (على وزن شواطينا ومراكبنا عَ المينا). خصوصاً فيما ظهر وما ستر. ويجب أن تعرف رانيا يوسف أن لا تساهل في هذه المسألة. إنها قضية حريّة واستقلال. وأكثر من يعبر عنها عندنا السادة مصممو الأزياء ومقصاتهم وكرههم النفسي للهدر في استخدام الأقمشة، خصوصاً ونحن في ضائقة اقتصادية. اختصروا المصاريف والتكاليف. وتجهل الآنسة رانيا، والغيرة تأكلها، أن هيفا ومايا جزء من الاقتصاد الوطني. وسوف ينتعش ويقوم من حالته المزرية إذا وضعنا صورة هيفا على صدر الليرة. فقد كان دخلها من أغنية «بوس الواوا، خللي الواوا يسِح» أعظم من دخل موسم التفاح. ونحن نرى في التحدي السافر (!!) للآنسة رانيا اعتداء على مواردنا الطبيعية.
في المقالب المنفرة التي يحوكها رامز جلال، يضم أحدها مقلباً المقصود منه إخافة السيدة مايا دياب في البحر. وأكاد أقسم أن مشهدها في البحر كان عليها من الغطاء أكثر من أي مشهد لها في البر. وقد تذكرت يومها أغنية عبد الوهاب «في البر لم فتكم في البحر فتوني».
ما أصعب أن تنتمي إلى عصر يتناقص مؤيدوه. جزء كبير من «نضاله» أمضاه المنصف المرزوقي في لبنان. وجزء من ذلك الجزء كان يدعو إلى ما سوف يسمى لاحقاً اللبننة. لكن قبل أن يأتي إلى بيروت المصابة والمنكسرة، كان يأنس إليها كبار المجاهدين العرب وفي طليعتهم الحبيب بو رقيبة. وإلى الآنسة رانيا، هذه النصيحة من بلد هيفا ومايا: الجمال ليس في حاجة إلى تقشف في القماش. والفن لم يكن مرة في الكشف عن مواضع الواوا. جربي أن تكوني طبيعية. قلدي نجمات مصر.
سنون وعقود وكتابنا وشعراؤنا يبحثون في التاريخ المشترك فإذا السيد المرزوقي يعتبرنا وباء يستدعي الحجر الصحي.
ومن حسن الحظ، أو الطالع، أنه سرعان ما اتخذت اللبننة معنى آخر. وإلى حضراتكم النبأ. فالقاهرة مشدودة بالفستان عديم الاحتشام الذي ظهرت به الممثلة رانيا يوسف في مهرجان القاهرة السينمائي، وليس عندي من تفاصيل ذلك، سوى دفاعها عن هذا النقص الشديد في القماش، أنها أرادت أن تبز هيفا وهبي ومايا دياب.
أبداً، إطلاقاً، لا يبزهما أحد، هيفا ومايا. وسوف نجهل فوق جهل الجاهلينا (على وزن شواطينا ومراكبنا عَ المينا). خصوصاً فيما ظهر وما ستر. ويجب أن تعرف رانيا يوسف أن لا تساهل في هذه المسألة. إنها قضية حريّة واستقلال. وأكثر من يعبر عنها عندنا السادة مصممو الأزياء ومقصاتهم وكرههم النفسي للهدر في استخدام الأقمشة، خصوصاً ونحن في ضائقة اقتصادية. اختصروا المصاريف والتكاليف. وتجهل الآنسة رانيا، والغيرة تأكلها، أن هيفا ومايا جزء من الاقتصاد الوطني. وسوف ينتعش ويقوم من حالته المزرية إذا وضعنا صورة هيفا على صدر الليرة. فقد كان دخلها من أغنية «بوس الواوا، خللي الواوا يسِح» أعظم من دخل موسم التفاح. ونحن نرى في التحدي السافر (!!) للآنسة رانيا اعتداء على مواردنا الطبيعية.
في المقالب المنفرة التي يحوكها رامز جلال، يضم أحدها مقلباً المقصود منه إخافة السيدة مايا دياب في البحر. وأكاد أقسم أن مشهدها في البحر كان عليها من الغطاء أكثر من أي مشهد لها في البر. وقد تذكرت يومها أغنية عبد الوهاب «في البر لم فتكم في البحر فتوني».
ما أصعب أن تنتمي إلى عصر يتناقص مؤيدوه. جزء كبير من «نضاله» أمضاه المنصف المرزوقي في لبنان. وجزء من ذلك الجزء كان يدعو إلى ما سوف يسمى لاحقاً اللبننة. لكن قبل أن يأتي إلى بيروت المصابة والمنكسرة، كان يأنس إليها كبار المجاهدين العرب وفي طليعتهم الحبيب بو رقيبة. وإلى الآنسة رانيا، هذه النصيحة من بلد هيفا ومايا: الجمال ليس في حاجة إلى تقشف في القماش. والفن لم يكن مرة في الكشف عن مواضع الواوا. جربي أن تكوني طبيعية. قلدي نجمات مصر.
الشرق الأوسط