السلايدر الرئيسيثقافة وفنون
“بالصور”.. مصور صحافي يقوم بـ “رحلة في تاريخ الطعام” الفلسطيني
فادي أبو سعدى
- البحث يعود للوراء اثني عشر عامًا ويمثل رحلة في تاريخ فلسطين
- من عمل المصور أسامة السلوادي ضمن مشروع توثيق التراث بصريًا
ـ رام الله ـ فادي أبو سعدى ـ يعمل المصور الصحافي أسامة السلوادي، على إصدار عمله الجديد يعنوان “رحلة في تاريخ الطعام” في فلسطين،
والفكرة هي إستكمال لمشروعه الذي يعمل عليه منذ عشر سنوات، وهو توثيق التراث الفلسطيني بصريا، لكن هذا المشروع، يمثل نقلة جديدة ونوعية في حياته المهنية.
ويعتبر السلوادي في حديثه مع “” أن حياته المهنية التي بدأت قبل أكثر من 25 سنة، مرت بأربع مراحل:
المرحلة الأولى مرحلة البدايات والهواية، التي كانت في سلواد، وهي تصوير الطبيعة والأصدقاء والعائلة ومرحلة التعلم.
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة العمل في التصوير الصحافي واللي بدأت في أواخر الإنتفاضة الأولى، وتمثلت المرحلة الثانية أنها مرحلة العمل في التصوير الصحافي، والتي بدأت في أواخر الإنتفاضة الأولى، ومرورا بتغطية أحداث هامة وتاريخية، مثل تأسيس السلطة الفلسطينية، إنتفاضة الأقصى، الاجتياح وحصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات “أبو عمار”، وإستشهادة وجنازته، وعشرات القصص الصحفية. وعمل السلوادي خلال هذه الفترة مع وكالات عالمية مثل وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس” ووكالة رويترز وغاما الفرنسية وغيرها من الصحف المحلية.
أما المرحلة الثالثة فقد بدأت بعد الإصابة التي تعرض لها في العام 2006، وكانت بمثابة التخصص في التصوير التوثيقي أو التوثيق البصري، وإتخذ مشروع توثيق التراث بصريا كمشروعه الشخصي طويل الأمد، وأنتج لغاية الان 11- كتاب.
المرحلة الرابعة والحالية هي مرحلة البحث التاريخي ودراسة تاريخ فلسطين القديم، ليكون مشروع رحلة في تاريخ الطعام، بمثابة مشروع علمي تاريخي، مرافق للتوثيق البصري ، والهدف منه إعادة كتابة التاريخ الفلسطيني من زاوية الزراعة والطعام، والتغير الاجتماعي والحضاري اللي خلقته الثورة الزراعية، التي بدأت من فلسطين خاصة وبلاد الشام عامة، والتي أخرجت قصة الحضارة البشرية كاملة، وليس فلسطين وحدها.
ويقوم المشروع حسب السلوادي، على دراسة نشأة الزراعة وتحول البشرية من حياة الصيد إلى حياة الزراعة، وكيف ساهم هذا التغيير في إنشاء القرى الزراعية الأولى والمدن والحضارة، وكيف خلق نظام إجتماعي وديني، ما زلنا نعيشه حتى اليوم.
وهذا التغيير بدأ قبل حوالي 12 الف سنة في فلسطين في وادي النطوف شمال غرب القدس، وامتد شرقا. ويدرس الكتاب تاريخ الزراعة والطعام، والطقوس الدينية والاعياد، وكل الثقافة المنبثقة عنها في فلسطين التاريخية.
وتقاطع البحث خلال مراحل العمل المستمرة به حتى الآن، مع الكثير مما تحاول إسرائيل سرقته من الموروث الفلسطيني، ويعتبر السلوادي أن سياسة اسرائيل تقوم على الغاء الآخر، والمقصود بذلك أنها تحاول اظهار ان التاربخ بدأ من عندها، فهي تدعي وتنسب لنفسها ولبني اسرائيل والعبرانين، كل ما نشأ في هذه الارض من حضارة، وزراعة وثقافة وعمارة ولغة، وكأن أرض كنعان كانت فارغة قبلهم، وكأن النطوفيين لم يكونوا وهم من أسس للبشرية الضحارة، فهم كانوا طفولة البشرية، التي تطورت وكبرت واصبحت ما هي عليه الان.
ويقول السلوادي أن المشروع ما زال يحتاج كثير من العمل، فهو كتاب كبير جدا، والموضوع فيه كثير من البحث والتحليل وليس فقط صورة وشرح، انه بحث تاريخي اساسا، مرفق بالصور، يغوص في تاريخ فلسطين قبل اثني عشر عامًا وحتى اليوم، عبر رحلة توثيق تاريخية وبصرية.