السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
كى لا يتركوا قراهم للمحتل…سكان جنوب الخليل يتحدون الاحتلال ويسكنون الكهوف
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء الوحدات الاستيطانية ،في قرى الضفة الغربية ،ففي كل فترة تقوم بلدية الاحتلال بإبلاغ السكان المتواجدين في القرى والمدن ،أن يرحلوا منها ،لإقامة البؤر الاستيطانية، فقبل عدة أيام تم إبلاغ سكان جنوب مدينة الخليل بالإخلاء، ولكنهم قرروا أن يتحدوا هذه القرارات الظالمة وأن يتخذوا من الكهوف منازل تقيهم من حر الصيف .
ويعيش سكان جنوب مدينة الخليل تحت اعتداءات المستوطنين الهمجية والقمعية الذين يشكلون معاناة كبيرة لأهل القرية، فالحياة في القرية لا تطاق جراء الحرب المستعرة بين المستوطنين وجنود الاحتلال ضد سكان القرية المجردين من كل وسائل الدفاع عن أنفسهم, سوى إيمانهم بحقهم في أرضهم التي ورثوها عن أسلافهم.
سيطرة أمنية وإدارية
وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من البناء في المناطق “ج” بحسب اتفاق أوسلو، وتهدم مساكنهم. ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق “أ” و”ب” و “ج”. وتمثل المناطق “أ” 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيا وإدارياً، أما المناطق “ب” فتمثل 21% من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية. أما المناطق “ج” والتي تمثل 61% من مساحة الضفة تخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم موافقة السلطات الإسرائيلية على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها.
المواطن الفلسطيني ،جمال العصايرة “49”عاماً اضطر أن يعيش مع أسرته المكونة من “11”فرداً في كهف لا يتعدى “25 ” متراً في منطقة “الطور ” لا يتوفر فيه أدنى مقومات الحياة الأساسية ليتحدى قرارات المحتل الظالمة بتهجيرهم من مساكنهم .
التوسع الاستيطاني
ويقول “اعتاد الاحتلال الإسرائيلي أن يضايقنا ،بهدف تهجيرنا من قرانا، فكانت أخر هذه المضايقات هو تهجرينا من قرانا لبناء البؤر الاستيطانية بهدف التوسع الاستيطاني، فقررنا أن نتحداه، وأن نسكن الكهوف لنحتمي من حر الصيف ولكي لا نترك قريتنا التي ترعرعنا بها .
ويتابع” مع أن الحياة في الكهوف بدائية ،ولا يتوفر فيها أدنى مقومات الحياة ،التي كانت تتوفر في البيوت التي كنا نسكن بها، إلا أننا فضلنا أن نسكن بداخلها، لكى لا نترك القرية للاحتلال يفعل ما يشاء، ولنؤكد له انه لا نترك قريتنا التي تربينا فيها حتى لو هجرنا من بيوتنا مضيفاً رغم بعدنا القصري عن منازلنا ،إلا أننا لن نتركها ،للاحتلال ليقيم بها التجمعات الاستيطانية ،بل سنفعل كل ما بوسعنا، لكي نعود وسنقوم برفع دعوى على بلدية الاحتلال“.
نتعايش مع الحياة البدائية
ويردف قائلاً “نحاول أن نتعايش مع الوضع هنا ،فقمت برتيبة الأغنام والطيور وزراعة الحبوب والأشجار، وكون الكف الذي نسكن به بعيداً عن المناطق الحيوية نحاول أن نتعايش مع الحياة البدائية، ونقوم بتناول الطعام المتوفر لدينا وصناعة الخبز على الطريقة البدوية لنتحدى كافة الظروف التي عصف بنا .
وبجانب تهجير السكان من قراهم إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يضايقهم وبقوم بمنعهم من الاقتراب من منازلهم التي هجروا منها قسراً، ويمنع الأطفال من اللعب ويطردهم ويضربهم .
على حساب أراضي المواطنين
ويؤكد المواطن حمدان الربعي، من منطقة بير العد، أن المستوطنين قاموا بالاعتداء عليه بالضرب وعلى أغنامه وأمروه بالخروج من المنطقة، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال حتى هذه اللحظة تحاول الضغط على السكان لإجبارهم على الرحيل وبناء المزيد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وتوسيع المستوطنات القائمة على حساب أراضي المواطنين.
وقال متحديا كل القرارات الإسرائيلية” لن نخرج من أرضنا التي رويت بدماء وعرق أجدادنا، وسنبقى مرابطين محافظين على هذه الأرض المستهدفة من قبل السلطات الإسرائيلية، التي تسعى لتوطين يهود العالم فيها.
مصدر رزقهم الوحيد
وطالب السلطة الفلسطينية والمؤسسات المعنية على العمل على شق طرق زراعية لتسهيل وصول السكان إلى تجمعاتهم، وضرورة توفير عيادة طبية وذلك لبعد المراكز الطبية عن المنطقة، ودعم الثروة الحيوانية كونها مصدر رزقهم الوحيد في مجال العلف والماء والعلاجات البيطرية، بالإضافة إلى بناء آبار تجميع مياه لحل مشكلة نقص المياه في المناطق وذلك بعد منع الاحتلال للمواطنين من الوصول إلى عدة آبار في المنطقة.