ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ تعدّ مدينة غزة من أقدم مدن العالم والتي أسسها العرب الكنعانيون قرابة الألف الثالثة قبل الميلاد أطلق العرب اسم “غزة هاشم” نسبة إلى هاشم بن عبد مناف جد الرسول محمد”ص” الذي دفن بها في المسجد الذي يحمل اسمه تقع على خط طول (34 درجة )،وخط عرض (31 درجة)، وتعتبر بوابة آسيا ومدخل أفريقيا بحكم الموقع الجغرافي بين مصر وبلاد الشام، وبين آسيا وأفريقيا وبنيت غزة القديمة على تلة ترتفع 45 متراً عن مستوى سطح البحر، يحيط بها سور عظيم له عدة أبواب من جهاته الأربع.
قصر الباشا
يقع قصر الباشا في حي الدرج بالطرف الشمالي من البلدة القديمة لمدينة غزة ، وقد أطلق عليه تسميات عدة منها قصر آل رضوان الذين امتلكوه في فترة الحكم العثماني، كما أطلق عليه دار السعادة والدار العظيمة، وقلعة نابليون ويقال إن نابليون مكث في القصر ثلاثة أيام لحظة تواجده في غزة.
يعلو مدخله “ركنان” يأخذان شكل أسدين نقشت بداخلهما “البسملة” مرتين وهما يمثلان فترة حكم الحاكم المملوكي الظاهر بيبرس، ويتكون من طابقين تضم حجراتٍ كثيرة لها رونق فني مميز، سقفها عبارة عن أقواس تضفي على المكان ديكوراً رائعاً يعمل على تهوية القصر، وتضم حجراته متحف تجمعت فيه الشواهد التاريخية من النقود المعدنية والمخطوطات الإسلامية وأدوات الطبخ، والأواني الفخارية والنحاسية متعددة الأشكال والأحجام.
سميت حجراته بأسماء المدن الفلسطينية، فقسم الطابق السفلي إلى ثلاث قاعات: قاعة حيفا، وقاعة يافا، وقاعة القدس، أما الطابق العلوي فاحتوى على قاعتي عكا، والرملة، وقاعة”حيفا”هي بوابة عبور المتحف وتتحدث عن الآثار الفلسطينية الكنعانية القديمة إبان العصر البيزنطي، وتنوعت آثارها ما بين أسرجة فخارية صغيرة تدل على دقة صنع أدوات الإنارة الليلية، وعملات نقدية تظهر النقوش التي تؤرخ الحقبة البيزنطية، وكذلك زينت زوايا الحجرة بجرار فخارية ذات أشكال وأحجام متنوعة، إضافة إلى تيجان وأنصاف أعمدة رخامية وأدوات برونزية مختلفة.
الجامع العمري
الجامع العمري الكبير.. أقدم مساجد غزة وأضخمها, ليس ذلك فحسب, بل بات أكثر الأماكن الإسلامية والأثرية أهمية من حيث القيمة الأثرية والتاريخية، وذلك لاحتوائه على عناصر الموروث الثقافي والمعماري بالمدينة، إذ يصل عدد الأبنية الأثرية فيه إلى 400 بيت أثري، إضافة إلى 32 مبنى تاريخي وديني يعود إلى الفترة المملوكية والعثمانية.
على مساحة 4100 متر مربع يتربع الجامع في حي الدرج وسط مدينة غزة، وقد وضعت حجارته الأولى قبل حوالي 900 عام، إذ كان معبدا وثنياً ثم تحول إلى كنيسة بعد دخول الديانة المسيحية إلى غزة، وكان الصليبيون في عهد الحروب الصليبية استولوا على غزة، وأقاموا كنيسة القديس “يوحنا” على أنقاض المسجد العمري، وهو البناء الحالي للمسجد الذي يتخذ الشكل المستطيل على النمط “البازيليكي”.
ويتسع الجامع لأكثر من ثلاثة آلاف مصل, يضم في طابقه الأول قاعة رئيسة للصلاة ومصلى للنساء, كما يضم في طابقه العلوي مدرسة لتعليم القرآن الكريم, فيما يحتوي الطابق السفلي على قاعة استقبالات وقاعة أثرية يتعدى عمرها ألفي عام مجهزة لأن تكون متحف إسلامي.
الزاوية الأحمدية
تقع في حي الدرج، وقد أنشأها أتباع السيد أحمد البدوي في القرن 6هـ/14م، المتوفى بطنطا عام 657هـ 1276م، تنفرد هذه الزاوية بغرفتها المضلعة ذات الستة عقود، ويوجد فيها محراباً ضخماً غاية في الروعة، وقبة شاهقة محمولة على رقبة اسطوانية، ويوجد في فناء الزاوية الخارجي قبر رخامي جميل لابنة المقر بهادر الجوكندار قطلو خاتون المتوفية في 12 ربيع ثاني سنة 733هـ/31 ديسمبر 1332م.
جامع ابن عثمان
يقع في حي الشجاعية شارع السوق، ويعتبر هذا الجامع أحد أكبر المساجد الأثرية ونموذج رائع للعمارة المملوكية بعناصرها المعمارية والزخرفة وقد أنشأ على مراحل متعددة أثناء العصر المملوكي بناه أحمد بن عثمان الذي ولد في نابلس ثم نزل غزة، حيث سكنها وبني الجامع وكان صالحاً وتؤمن الناس بكراماته، وتوفي فيها سنة 805هـ/ 1402م و يوجد بالرواق الغربي من المسجد قبر الأمير سيف الدين يلخجا الذي تولى نيابة غزة سنة 849هـ/1445م، وتوفي بها سنة 850 هـ/1446م، ودفن في الجامع .
مسجد السيد هاشم
يقع بحي الدرج “مدينة غزة القديمة”، ويعد من أجمل جوامع غزة الأثرية وأكبرها، وهو عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربع ظلال أكبرها ظلة القبلة وفي الغرفة التي تفتح على الظلة الغربية ضريح السيد هاشم بن عبد مناف جد رسول الله محمد “ص” الذي توفي في غزة أثناء وقد أنشئ المسجد على يد المماليك، وجدده السلطان عبد الحميد سنة 1850م وسميت مدينة غزة “بغزة هاشم” نسبة إليه.
مقام إبراهيم الخليل
يقع في قرية عبسان الكبيرة وإلى الجنوب من المقام مباشرة توجد أرضية من الفسيفساء الملونة الجميلة ذات رسوم تنوعت ما بين طيور، أوراق نباتية، و لفائف زخرفيه، و كتابات و زخرفة الصليب المعكوف “المفروكة ” و يرجع تاريخ هذه الأرضية إلى عام 606م.
قلعة برقوق
ما زالت قلعة برقوق الأثرية شامخة تقاوم من أجل البقاء كشاهد على التطور الحضاري والثقافي لمدينة خان يونس عبر العصور، لتفتح نافذة لمعرفة الكثير عن ماضي هذه البلاد العريقة.
كانت القلعة في الأصل خاناً بناه الأمير يونس النوروزي، داوادر السلطان الملك الظاهر أبو سعيد برقوق وذلك في عام 789هـ الموافق لعام 1387م، لذا ارتبط اسم مدينة خان يونس، منذ ذلك الحين بمؤسس الخان.
وشهدت الساحة الأمامية للقلعة أحداثاً كبيرة، منها مجزرة عام 1956 التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي، وراح ضحيتها العشرات من أهالي خان يونس، وتحولت ساحة القلعة إلى ساحة شهيرة ومحطة جذب من قبل المؤسسات الأهلية والحكومية لإقامة المهرجانات والاحتفالات الوطنية والشعبية، وكان المكان يشهد حركة سياحية نشطة من الضفة الغربية، وأراضي 1948، إضافة إلى الأجانب، إلا أنها اليوم محاصرة كباقي أنحاء القطاع، بسبب إغلاق المعابر أمام الزوار.
حمام السمرة
يقع بحي الزيتون، ويعتبر أحد النماذج الرائعة للحمامات العثمانية في فلسطين وهو الحمام الوحيد الباقي لغاية الآن في مدينة غزة، حيث حظي في تخطيطه الانتقال التدريجي من الغرفة الساخنة إلى الغرفة الدافئة ومن ثم الغرفة الباردة والتي سقفت بقبة ذات فتحات مستديرة معشقة بالزجاج الملون يسمح لأشعة الشمس من النفاذ لإضاءة القاعة بضوء طبيعي يضفي على المكان رونقاً وجمالاً، هذا بالإضافة إلى الأرضية الجميلة التي رصفت بمداور رخامية ومربعات ومثلثات ذات ألوان متنوعة، وقد رمم الحمام مؤخراً وأصبح أكثر جمالاً وروعة .
الخشب هو أساس الطريقة التقليدية القديمة في عملية تسخين المياه، وخصوصاً أن العلاج يعتمد بدرجة أولى على تسخين المياه في الصنابير والمغطس والساحة والجُدران الرخامية في غرف الحمام. لـ«حمام السمرة».
أرضيات فسيفسائية
تقع قرب ميناء غزة، اكتشفت سنة 1966م، يزينها رسوم حيوانية وطيور وكتابات، يرجع تاريخها إلى بداية القرن السادس الميلادي، النص الكتابي التأسيسي باللغة اليونانية القديمة معناه “نحن تاجري الأخشاب ميناموس وأيزوس أبناء ايزيس المباركة أهدينا هذه الفسيفساء قرباناً لأقدس مكان من شهر لونوس من عام 569 الغزية/508/509م”.
سبيل السلطان عبد الحميد
يقع في حي الدرج، وقد أنشأ هذا السبيل في العصر العثماني في القرن 16م بهرام بك بن مصطفى باشا وقد جدده رفعت بك لذا سمي سبيل الرفاعية كما جدد في عهد السلطان عبد الحميد
الثاني سنة 1318هـ لذا أطلق عليه سبيل السلطان عبد الحميد. وهو عبارة عن دخلة يتقدمها عقد مدبب على جانبيه مكسلتين، يتصدر الدخلة فتحات كانت مزودة بقصبات لسحب الماء من حوض السبيل لسقاية الناس.