مشعل السديري
حتى الموت – وهو الموت – تكون له أحياناً مفارقات وإحراجات ومفاجآت.
فهذا رجل برازيلي اسمه جيلبرتو يعمل في مغسلة للسيارات، وسقطت عليه الرافعة التي تحمل السيارة، وقضى نحبه في الحال، واتصل المسؤول في المغسلة بأهله ليخبرهم، وحفظوا جثته إلى أن يحضروا ليأخذوه، وعندما أتوا وجدوا أن ملامح وجهه قد تشوهت تماماً من جراء السقطة، وأخذوه لكي يؤبنوه.
المفارقة أن ذلك جيلبرتو قد تغيب أصلاً عن العمل في ذلك اليوم، وحل بدلاً منه صديق له، وعندما سقطت عليه الرافعة والسيارة لم يكن هناك أحد عنده، لهذا ظن الجميع أنه جيلبرتو، وهذا هو اسمه.
وبالصدفة عندما كان يسير بالشارع قابله صديق آخر، وتفاجأ وفزع منه؛ لأنه بالأصل كان ذاهباً لعائلته ليقدم العزاء لهم فيه، وعندما عرف منه القصة ذهب معه إلى منزل العزاء، وما أن شاهده أهله حتى أغمي على البعض منهم، وفر البعض الآخر. انتهى.
وأيضاً وحسب ما ذكرته صحيفة «الشروق» الجزائرية، فإن هناك امرأة عجوزاً أصيبت بسكتة قلبية عقب غيبوبة حادة، ودفنوها، وفقد أخوها أثناء ذلك هاتفه الجوال، فاستعان بجوال صديق له، وقام بالاتصال بجواله، ليتفاجأ بأخته ترد عليه قائلة: «إنني في مكان مظلم، وبالكاد أتنفس، ولا أدري أين أنا».
وفي مدينة فاس بالمغرب، توفي رجلان في اليوم نفسه، ووضعا في غرفة واحدة، أحدهما فرنسي مسيحي، والآخر مغربي مسلم، وحصل التباس بين الاثنين، فأخذت الأسرة المسلمة جثة المسيحي وصلوا عليه، ودفنوه في مقبرة المسلمين، وبالمقابل أخذت الأسرة المسيحية جثة المسلم ووضعوه بالتابوت وصلوا عليه في الكنيسة، ودفنوه في مقبرة المسيحيين.
ولم يكتشف الخطأ إلا بعد ثلاثة أيام، فنُبش القبران، وأعيدت الصلوات على كليهما من جديد، كل على طريقة ملّته. انتهى.
أما الخبر الذي أضحكني أكثر مما أحزنني، هو ما أعلنه القصر الملكي الدنماركي، من أن الأمير هنريك، زوج الملكة مارغريت الثانية، وهو من أصل فرنسي، يرفض أن يدفن إلى جانبها عندما يموت.
وقالت رئيسة الجهاز الإعلامي بالقصر، إن قرار الأمير هذا عائد إلى كونه لم يحصل على اللقب الملوكي، وإنه بالتالي ليس مساوياً لزوجته، ولا يريد أن يكون كذلك عند الوفاة، وقد ازداد استياؤه في السنوات الأخيرة، وأصبح الكلام معه مزعجاً في هذا الموضوع. انتهى.
عموماً فإخواننا في الإنسانية الفرنسيون مشهورون بالكبرياء والمزاج الحاد – ولا أقول الحماقة – لهذا ليس بمستغرب على الأمير هنريك أن يفقد أعصابه.
اللهم لا تمتني إلا على المحجة البيضاء.
الشرق الأوسط