العالم
هونغ كونغ تستسقبل 2019 بتظاهرات للدفاع عن الديموقراطية
ـ هونغ كونغ ـ استهل الناشطون المدافعون عن الديموقراطية في هونغ كونغ العام الجديد بمسيرة حاشدة الثلاثاء، منتقدين ما اعتبروه عاماً قاتماً للحريات في وقت يستعدون لخوض مواجهة جديدة مع بكين.
وتظاهر الآلاف، بينهم عدد قليل من الناشطين الداعين للاستقلال، ضد تراجع الحريات السياسية وتفشي اللامساواة وما يعتبرون أنه تقارب بين الحكومة المحلية من جهة والشركات التجارية الكبيرة وبكين من جهة أخرى.
وتحظى هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، بحقوق لا يشهدها البر الرئيسي الصيني، تحميها اتفاقيّة تمّ التوصّل إليها قبل تسليم بريطانيا المدينة إلى الصين عام 1997.
لكن هناك مخاوف من تراجع هذه الحقوق بشكل مطّرد في ظل تنامي نفوذ الصين في عهد الرئيس شي جينبينغ.
وقامت سلطات المدينة العام الماضي بسلسلة تحركات غير مسبوقة أثارت قلق الناشطين واستدعت انتقادات نادرة من نوعها من الحكومات الغربية.
ففي أيلول/سبتمبر، تم حظر حزب سياسي صغير مؤيد للاستقلال بموجب قانون مبهم متعلق بالأمن القومي صمم لاستهداف العصابات المنظمة.
وبعد وقت قصير من ذلك، تم طرد صحافي لدى “فاينانشال تايمز” بعدما رفض مسؤولون تجديد تأشيرته إثر إدارته جلسة حوارية مع زعيم الحزب في نادٍ للصحافة.
وواصلت السلطات كذلك منع المرشحين السياسيين ذوي المواقف المؤيدة للاستقلال من خوض الانتخابات المحلية.
وقال المتظاهر كوان شان-بونغ (47 عاما) لوكالة فرانس برس “مررنا بالكثير في 2018، من تدهور المجتمع والسياسة ومستوى معيشة الناس. لا أرى أملا للعام 2019”.
ويطالب معظم المدافعين عن الديموقراطية في هونغ كونغ بأن يتمكن الناس من تحديد الطريقة التي تدار بها مدينتهم من خلال تمكينهم من انتخاب قادتهم بشكل مباشر على سبيل المثال.
تحديات جديدة
وأغلقت تظاهرات واسعة مؤيدة للديموقراطية خرجت في 2014 أجزاء من المدينة لمدة 79 يوما لكنها فشلت في كسب أي تنازلات ذات أهمية.
ورغم عدم سعي معظم أهالي هونغ كونغ للاستقلال الذي يعد خطا أحمر بالنسبة لبكين، إلا أن فشل احتجاجات العام 2014 أفرز مجموعة صغيرة من الناشطين المطالبين بالاستقلال، ما هزّ أوساط السلطات المحلية والبرّ الصيني.
وخرج عدة ناشطين مؤيدين الاستقلال، ارتدى بعضهم أقنعة، في مسيرة الثلاثاء حيث تعقبهم عناصر من الشرطة حاملين كاميرات فيديو.
وهتف الناشط واين شان عبر مكبر صوت قائلا “نخرج اليوم لأننا لا نزال نحب هذا المكان ونريده أن يتغير. نريد أن يشعر الجيل القادم بالفخر بهوية هونغ كونغ”.
وأفادت الشرطة أن نحو 3200 شخص شاركوا في المسيرة بينما أشار المنظمون إلى مشاركة 5500 شخص.
وأكدت حكومة المدينة، التي ترفض الاتهامات بتراجع الحقوق والحريات، بعد المسيرة أنها “تحترم بشكل كامل” حق أبناء هونغ كونغ في التظاهر والتعبير عن آرائهم، مضيفة أن سيادة القانون تشكل “أساس مجتمع هونغ كونغ التعددي وحريتها الاقتصادية”.
وذكرت الحكومة في وقت سابق أن الحملة من أجل الاستقلال تتناقض مع دستور المدينة المصغّر.
وبينما لا تدعم “جبهة حقوق الإنسان المدنية” التي نظمت مسيرة الثلاثاء الاستقلال، إلا أنها تقول إن على قوانين حرية التعبير في المدينة أن تسمح بالدعوة لذلك.
ويواجه الناشطون تحديات جديدة في 2019 في وقت تسعى الحكومة لسن قوانين جديدة تتعلق بالأمن القومي تمنع التقليل من احترام النشيد الوطني الصيني.
ويتوقع في نيسان/ابريل أن تصدر أحكام بحق عدد من قادة حركة 2014 الاحتجاجية بعدما تمت ملاحقتهم قضائيا لسلسلة جرائم تتعلق بالنظام العام. (أ ف ب)