مشعل السديري
– سألني هل أنت موجود؟! هذا سؤال سخيف لن أجيب عنه.
– هل أنت أتيتني لتختبرني أم تتخانق معي؟! وهذا أسخف من الأول.
– والله السخيف والجاهل هو أنت، وليست أسئلتي، رددت عليه: هل أنت أنبتني لتختبرني أم تتخانق معي؟!
– كلاهما، فإنني أسألك لكي أختبرك، وإذا تطلب الأمر أن أمد يدي فإنني لن أتردد. قلت له: حدّ الله بيني وبينك فاسأل واختبر يا أخي ما شاء لك وخذ راحتك، ولكن كله إلا مَد اليد، فهيكلي العظمي لا يحتمل أي هزة، لأنه بطبيعته مضعضع (وصواميله) محلحلة على الآخر.
– إذن هل تعلم أن هناك حالات تكون أنت موجود فيها ولكنك لا تحيا؟! قلت: أول مرة أعرف ذلك، وإذا كان الحال هو هذا فمعنى ذلك أنني نصف ميت.
– ليس إلى هذه الدرجة، ولكنه يعني أنك تحتاج إلى تأهيل. سألته: كأي معاق مثلاً؟!
– تقريباً، ولكن دعنا من موضوع التأهيل والإعاقة الآن واسمعني جيداً. قلت: ها أنا ذا وجهت أذني ناحية فمك، فتكلم لقد تحولت الآن بكاملي إلى أذن مصغية.
– أنت تحيا عندما تبدع عملاً خلاقاً، كأن تكتب مقالاً، أو تلحن قطعة موسيقية، أو تشكل جرّة من الفخار، أو حتى تساهم في توليد نعجة، مثل هذه الأعمال هي التي تحيا فيها مثلاً. أجبته: أما عن التوليد، فقد سبق لي أن حضرت وساهمت في ولادة عنزة.
– هذا جيد، ولكن يستحسن أن تضع دائماً علامة (+) أمام الساعات الحية، وعلامة (-) أمام الساعات الميتة، لتعرف إلى أين أنت تتجه، وما هي قيمتك في الحياة. سألته: ولكن كيف لي أن أعرف الساعات الميتة؟!، هل هي ساعات النوم مثلاً؟!
– المشكلة أن فهمك بطيء، لا يا عزيزي فالإنسان يحيا عندما ينام نوماً صحياً عميقاً بعد يوم عمل، فيحيا من خلال أحلامه المبهجة. سألته: طيب كيف يتسنى لي ذلك وأغلب أحلامي هي عبارة عن كوابيس؟!
– أنت لست مقياساً، إنني أتحدث عن الإنسان الطبيعي، الذي يحب بعمق، ويحزن كذلك بعمق، وإذا لعب الألعاب الرياضية يلعبها بشغف وجدية، وإذا تناول الطعام (تلمّض) وانتشى واستمتع به قبل أن يزدرده، إنني لا أتحدث عن (ثيران السواقي)، الذين (يوجدون) في هذه الحياة فقط، ويمارسون أعمالهم وكأنها سخرة، ويعيشون بروتين ممل، ولكن قل لي: كم ساعة حييت فيها من ساعات الأسبوع الماضي والبالغة 168 ساعة؟!، قلت له: إنه سؤال محرج، ولكنني أعتقد بصدق أنني لم أحيِ سوى ثماني ساعات.
– إذن أنت تستحق من يقرأ على روحك الفاتحة، أجبته: شكراً
– هل أنت أتيتني لتختبرني أم تتخانق معي؟! وهذا أسخف من الأول.
– والله السخيف والجاهل هو أنت، وليست أسئلتي، رددت عليه: هل أنت أنبتني لتختبرني أم تتخانق معي؟!
– كلاهما، فإنني أسألك لكي أختبرك، وإذا تطلب الأمر أن أمد يدي فإنني لن أتردد. قلت له: حدّ الله بيني وبينك فاسأل واختبر يا أخي ما شاء لك وخذ راحتك، ولكن كله إلا مَد اليد، فهيكلي العظمي لا يحتمل أي هزة، لأنه بطبيعته مضعضع (وصواميله) محلحلة على الآخر.
– إذن هل تعلم أن هناك حالات تكون أنت موجود فيها ولكنك لا تحيا؟! قلت: أول مرة أعرف ذلك، وإذا كان الحال هو هذا فمعنى ذلك أنني نصف ميت.
– ليس إلى هذه الدرجة، ولكنه يعني أنك تحتاج إلى تأهيل. سألته: كأي معاق مثلاً؟!
– تقريباً، ولكن دعنا من موضوع التأهيل والإعاقة الآن واسمعني جيداً. قلت: ها أنا ذا وجهت أذني ناحية فمك، فتكلم لقد تحولت الآن بكاملي إلى أذن مصغية.
– أنت تحيا عندما تبدع عملاً خلاقاً، كأن تكتب مقالاً، أو تلحن قطعة موسيقية، أو تشكل جرّة من الفخار، أو حتى تساهم في توليد نعجة، مثل هذه الأعمال هي التي تحيا فيها مثلاً. أجبته: أما عن التوليد، فقد سبق لي أن حضرت وساهمت في ولادة عنزة.
– هذا جيد، ولكن يستحسن أن تضع دائماً علامة (+) أمام الساعات الحية، وعلامة (-) أمام الساعات الميتة، لتعرف إلى أين أنت تتجه، وما هي قيمتك في الحياة. سألته: ولكن كيف لي أن أعرف الساعات الميتة؟!، هل هي ساعات النوم مثلاً؟!
– المشكلة أن فهمك بطيء، لا يا عزيزي فالإنسان يحيا عندما ينام نوماً صحياً عميقاً بعد يوم عمل، فيحيا من خلال أحلامه المبهجة. سألته: طيب كيف يتسنى لي ذلك وأغلب أحلامي هي عبارة عن كوابيس؟!
– أنت لست مقياساً، إنني أتحدث عن الإنسان الطبيعي، الذي يحب بعمق، ويحزن كذلك بعمق، وإذا لعب الألعاب الرياضية يلعبها بشغف وجدية، وإذا تناول الطعام (تلمّض) وانتشى واستمتع به قبل أن يزدرده، إنني لا أتحدث عن (ثيران السواقي)، الذين (يوجدون) في هذه الحياة فقط، ويمارسون أعمالهم وكأنها سخرة، ويعيشون بروتين ممل، ولكن قل لي: كم ساعة حييت فيها من ساعات الأسبوع الماضي والبالغة 168 ساعة؟!، قلت له: إنه سؤال محرج، ولكنني أعتقد بصدق أنني لم أحيِ سوى ثماني ساعات.
– إذن أنت تستحق من يقرأ على روحك الفاتحة، أجبته: شكراً
الشرق الأوسط