السلايدر الرئيسيثقافة وفنون

غزة: شاب يحول منزله لمتحف يضم تاريخ سبع حضارات تعاقبت على فلسطين

محمد عبد الرحمن

ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ لكل شخص هواية يسعى لتحقيقها ويكون في قمة المتعة وهو يسعى لإنجاحها فهذا الشاب الغزي براء السوسي (22 عاماً)، منذ صغره وهو يقوم بجمع ما يتوفر لديه من قطع أثرية ونقود ورقية، ومعدنية لمعظم الدول والقارات والحضارات القديمة، التي يعود تاريخها لأكثر من سبع حضارات قديمة وحديثة مرت على فلسطين والدول المجاورة.
يقول”بدأت هوايتي بجمع الآثار عندما كنت صغيراً في الصف الخامس الابتدائي وشاهدت مع صديقي عملة نقدية قديمة من “العهد البيزنطي”؛ فأصبحت لدى الرغبة في جمع كل ما يتعلق بالآثار، ومن ثم أصبحت أجمع الطوابع البريدية الفلسطينية القديمة، وأضعها في كتاب خاص حتى أصبحت هواية أمارسها.
سبع حضارات
ويتابع: “جمع العملات والآثار أصبحت لدى هواية ،فلم أقتصر على جمعها بل أشتري ما يتوفر مع الآخرين من عملات نقدية وقطع أثرية وطوابع بريدية، فخصصت غرفة من المنزل لمثل هذه الأشياء”، مشيراً إلى أنه سيسعى إلى  جمع عشرات الآلاف من هذه القطع.
والجدير ذكره انه يوجد لدى براء أربعة آلاف طابع بريدي، كانت تستخدم في المراسلات الفلسطينية القديمة، وأكثر من ستة ألاف قطعة أثرية قديمة ومجموعة من الصور الفنية، وعدد من مقابض وأيدي قطع فُخارية، وأدوات كانت تُستخدم قديماً سواء خلال المهن، أو المعاملات، أو المباني، أو في تشييد القبور، كـ “قطع من مادة الرصاص كانت تُطلى على القبور بالعهد الروماني، ومعالق من الفضة لنفس العهد، وإبرة حياكة جلود وملابس، وأدوات الصياد، وزنات، وقطع ذهبية كانت تلبسها النساء؛ مثل الحلق والسلاسل والأساور، تعود لنحو سبع حضارات مرت على فلسطين.
الحفاظ  على التراث
ويعتبر الشاب أن  جمع القطع النقدية والأثرية هواية رائعة حيث أنه يسعى من خلالها الحفاظ على التراث و الموروث الحضاري والثقافي، التي كانت تعتز به غزة، فمن خلال ما يجمعه يظهر الأهمية الكبيرة لقطاع غزة والحضارات العظيمة التي مرت عليها.
ويواصل حديثه: “ما أقوم به هو تعبيراً عن غيرتي على وطني، فعندما كنت أرى الاحتلال يقوم بالتدمير والتخريب وسرقة هذا التراث، قررت أن أقوم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الإرث الحضاري والتاريخي للشعب الفلسطيني العظيم .
وضمن ما قام بجمعه الشاب؛ فهناك ألاف القطع الورقية والمعدنية خاصة بعدة دول، مثل الجنيه المصري، والعملة الروسية وعدد من العملات مثل الصينية، والاسترالية، والأمريكية، والألمانية، والسعودية، والأردنية، والبحرينية، والأسبانية، والسورية، واللبنانية والليبية، والكويتية، والسوادنية والمجرية، والبرازيلية، واليونانية، والتركية.
وعلى غرار ما قام بجمعه السوسي ،فيوجد لديه عملات ورقية ومعدنية ومستندات فلسطينية تاريخية خُطت بأكثر من لغة، تحت مسمى “حكومة فلسطين”، وطوابع تاريخية بالمئات، استخدمت في كثير من المعاملات خاصة في البريد، وكاميرات تصوير يعود تاريخها ألاف السنيين .
براء السوسي
متحف كبير
ويستطرد من أكثر العملات النقدية التي جمعتها هي البيزنطية واليونانية والرومانية، و جمعت من العصر اليوناني قطعاً نقديّة تعود إلى ما بين 1500 وثلاثة آلاف عام قبل الميلاد،في حين جمع قطع زجاج وأدوات استخدمها الرومان مثل إبر خياطة وملاعق فضيّة وأجراس وأدوات صيد وقطع من موازين قديمة وقوارير زجاجية تسمى “مدامع” كذلك، جمع السوسي عملات ألمانيّة تعود إلى مئات الأعوام، وأوراق عملة روسيّة من القرن الثامن عشر تعدّ أكبر شكل ورقي للعملات على مر التاريخ.
ويتابع” أحتفظ في متحفي بوثائق فلسطينية، مثل فواتير للمزارعين والأراضي التي تحمل دمغات الحكومة الفلسطينيّة، وشهادات مطاحن فلسطينيّة كبرى في مدينة حيفا ما قبل النكبة مشيراً إلا أنه سيحدث ابنائه واحفاده غداً عن ما يقوم به حالياً .
ورغم ألاف القطع النقدية والأثرية القديمة التي جمعها براء إلا ان هناك عدة عوائق تقف أمامه وهى أبرزها عدم توفر المال لشراء تلك القطع، خاصة وأن معظمها قام بشرائها من مصروفه الشخصي، وإلى جانب ذلك يعاني من قلة الاهتمام فهو يحلم بان يكون لديه متحف كبير يضع به ما قام بجمعه على مرار السنوات السابقة، وأن يفتخر به أبناء شعبه والعالم العربي لانه يحافظ على جمع تراث شعبه القديم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق