مال و أعمال
رئيس نيسان لفرانس برس: الشراكة مع رينو ليست في خطر… رغم قضية كارلوس غصن

ـ طوكيو ـ أكد الرئيس التنفيذي لشركة “نيسان” هيروتو سايكاوا لوكالة فرانس برس الإثنين، أن الشراكة في مجال تصنيع السيارات بين نيسان اليابانية ورينو الفرنسية “ليست في خطر على الاطلاق”، رغم مرورها بأزمة غير مسبوقة نتيجة التوقيف المفاجئ لبانيها كارلوس غصن في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.
ورفض سايكاوا التعليق مباشرة على قضية مديره السابق كارلوس غصن، الذي أوقف للاشتباه بارتكابه مخالفات مالية، وسيمثل أمام المحكمة الثلاثاء في جلسة طالب بعقدها لتوضيح أسباب توقيفه.
وقال سايكاوا “هذه عملية مرتبطة بالنظام (القضائي) الياباني. ليس لدي ما أقوله” في هذا الشأن، مضيفا “أريد فقط التركيز على استقرار الشركة ودفعها قدما”، وذلك في أوّل تعليق له لوسيلة إعلام أجنبية حول المسألة منذ بدايتها.
وسايكاوا (65 عاماً) الذي كان قبل هذه الأزمة من المقربين جدا من رجل الأعمال الفرنسي-اللبناني-البرازيلي كارلوس غصن، أثار الدهشة بسبب تصريحاته العنيفة ضد غصن بعيد اعتقال الاخير في طوكيو في 19 تشرين الثاني/نوفمبر.
وكان غصن أقيل من رئاسة مجلس إدارة “نيسان” في أعقاب توقيفه.
وأكد سايكاوا أن “التواصل” مع رينو “شبه يومي”، رغم الشعور بالاحباط لدى نيسان من كونها خاضعة لسيطرة شركة فرنسية أصغر حجماً منها.
وبدا أن الخلاف بين إدارتي الشركتين قد تزايد في الأسابيع الأخيرة. واختارت رينو إبقاء كارلوس غصن رئيساً لها، مشددة على قرينة البراءة، فيما منحت في الوقت نفسه الإدارة المؤقتة للشركة للرجل الثاني في المجموعة، تييري بولوري.
وتطالب رينو باستمرار، لكن بدون جدوى، بعقد جمعية عمومية للمساهمين في شركة نيسان.
إعادة النظر بالنظام
وبعيداً عن هذه المشاحنات، أكد سايكاوا أن “قيمة الشراكة نفسها، تأتي من العمل اليومي القائم على احترام استقلالية كل مجموعة”، وذلك في حديثه على هامش اجتماع لتجمّع فدرالية اصحاب الشركات اليابانية “كيندارين”.
وأضاف “هذا العمل وهذه الطاقة وهذا التوجه، لم تتأثر جميعها على الإطلاق حتى في الظرف الحالي”.
“وبهذا المعنى”، تابع سايكاوا، “لم يتغير أي شيء بالنسبة لرينو ونيسان أو ميتسوبيتشي موتورز”، التي انضمت إلى الشراكة عام 2016، مضيفاً أن هذه الشراكة “ليست بخطر”. وأوضح “أن أحداً لا يريد تعطيل أو إبطاء العمل، بل على العكس علينا تسريعه”.
وبعد نهاية عام شهد اهتزاز الثقة بين الشريكين الفرنسي والياباني مع تعرقل التواصل بينهما، يبدو المسؤول في شركة نيسان راغباً ببدء العام الجديد بنبرة أقلّ حدةً.
وتدخل هذا العام قيد المناقشة مسألة إعادة التوازن للشراكة التي انطلقت عام 1999 عندما كانت الشركة اليابانية على حافة الانهيار.
أما الآن، فقد أصبحت الشركة اليابانية أكبر حجماً من نظيرتها الفرنسية، ومع ذلك لا تملك سوى 15 في المئة من شركة رينو من دون حقوق التصويت، و34 في المئة من ميتسوبيتشي موتورز، فيما تملك المجموعة الفرنسية نسبة 43 في المئة من شريكتها اليابانية ولا شيء من ميتسوبيتشي موتورز.
وقال سايكاوا “حالياً لا نريد تغيير شيء، لكن ربما في المستقبل، بالنسبة للمدراء المستقبليين، يجب التساؤل حول جدوى استدامة النظام الحالي. ربما علينا إعادة النظر به”.
وأضاف “هذا هو النوع من التساؤلات التي يجب علينا نحن، المدراء الحاليون، الانكباب عليها”. (أ ف ب)