أوروبا
قوميو إستونيا يتظاهرون في استعراض قوة قبل الانتخابات العامة

ـ تالين ـ أحيا آلاف من أنصار “حزب الشعب المحافظ في إستونيا” القومي عيد الاستقلال بمسيرة في العاصمة تالين وهم يحملون المشاعل، مع تزايد المؤشرات الى امكانية تحقيق هذا الحزب الصغير لمكاسب كبيرة في الانتخابات العامة الأسبوع المقبل.
وقال رئيس الحزب مارت هيلمي للحشود إن الاستونيين يرفضون “الانقراض” ويريدون المزيد من الحكم الذاتي ضمن الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس موقف الحزب المشكك بالاتحاد.
ونظم محتجون آخرون تظاهرة مضادة تحت شعار “تألّق ولا تكن نازياً”، لكن لم تحدث أي احتكاكات وفق الشرطة.
وفي حين فاز “حزب الشعب المحافظ” بسبعة مقاعد فقط من أصل 101 مقعدا في البرلمان في انتخابات عام 2015، تشير استطلاعات الرأي الى انه سيحصد نحو 21 بالمئة من الأصوات الأحد المقبل.
وهذه النتيجة يمكن أن تضعه بفارق ضئيل وراء حزب “الإصلاح الليبرالي” المعارض وحزب “الوسط” الحاكم الذي تولى السلطة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
ووفقا لخبراء فإن شعبية “حزب الشعب المحافظ” المتزايدة تعود الى هواجس الإستونيين الريفيين الذين يشعرون أنهم متروكون، كما يعكس نزعة صعود أحزاب قومية يمينية في أماكن أخرى من أوروبا.
وقال تونيس سارتس أستاذ العلوم السياسة في جامعة تالين لفرانس برس “هؤلاء الناس يرون امكانات اقتصادية قليلة ويشعرون بأن الاحزاب الرئيسية لا تهتم لمشاكلهم”.
ولا يجب ايضا إغفال معارضة الحزب للهجرة وللتعددية الثقافية وزواج المثليين كعوامل تزيد من شعبيته.
وأضاف سارتس “الأحزاب والإعلام في إستونيا يميلون الى أن يكونوا ليبراليين أكثر من غالبية السكان”.
وأشار الى أن “حزب الشعب المحافظ هو الحزب الوحيد القادر على التعبير عن القيم المتحفظة بطرق مقنعة”.
ويرى سارتس أوجه تشابه بين حزب الشعب المحافظ وغيره من الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا مثل حزب الرابطة الإيطالي أو حزب البديل لأجل ألمانيا، من حيث معارضتهم للمهاجرين والتعددية الثقافية.
ولفت الى أن موقف الحزب “غامض للغاية” من الديمقراطية الليبرالية ومؤسساتها مثل الحقوق المدنية وحقوق الإنسان وحكم القانون وفصل السلطات.
ويتحاشى أنصار الحزب المتطرف أيضا الأقلية الروسية في إستونيا والتي تشكل نحو ربع سكان الدولة البلطيقية الذين يبلغ عددهم 1,3 مليون نسمة.
والتخوف من روسيا يجعل من حزب الشعب المحافظ في إستونيا داعما قويا لحلف شمال الاطلسي.
احتل الاتحاد السوفياتي إستونيا وضمها خلال الحرب العالمية الثانية، وظلت تحت سلطة موسكو حتى عام 1991. (أ ف ب)