مشعل السديري
كتبت يوم الأحد الماضي عن نماذج رجالية غير مشرفة من جنسيات مختلفة، وكيف أن الواحد منهم يصاب بالكآبة ويضيق ذرعاً بزوجته لو أنها أنجبت له بنتاً لا ولداً، إلى درجة أنه وصل بالبعض إلى قتل زوجاتهم بطرق لا يقدم عليها غير المجانين.
وكان حرياً بأمثال هؤلاء الرجال المهابيل أن ينحروا أنفسهم لأنهم هم السبب، ويريّحون العالم من نزعاتهم المريضة، وقد شجب القرآن الكريم مثل هذه النماذج، إبان المرحلة الجاهلية في جزيرة العرب، وقال تعالى: «وإذا بشر أحدهم بالأنثى، ظل وجهه مسوداً وهو كظيم» – انتهى.
بعد نشر ذلك المقال وصلني من ضمن ما وصل رسالة بواسطة (الواتساب)، يقول فيها مرسلها إن لي عماً هو عكس الرجال الذين ذكرتهم، فهو طوال حياته كان يتمنى أن يرزقه الله ببنت، ولكن دون جدوى.
ومع ذلك لم ييأس، وتزوج ست مرّات، وأنجبت له زوجته الأولى سبعة ذكور، وبعد أن توفيت تزوج الثانية التي ما زالت بذمته، وأنجبت له ثلاثة عشر من الذكور، وتزوج الثالثة التي ما زالت بذمته، وأنجبت له عشراً من الذكور، ثم تزوج الرابعة وطلقها بعد أن أنجبت له خمسة من الذكور، ثم تزوج الخامسة وهي ما زالت بذمته، وأنجبت له ثمانية من الذكور، وأخيراً السادسة وأنجبت له ستة من الذكور وبنتاً واحدة.
وأخيراً بعدها (فرمل)، وربط حماره، وفرح فرحاً عظيماً.
ونذر أمام أبنائه وزوجاته أن بنته يوم أن تكمل عشر سنوات من عمرها، سوف يقيم حفلة عائلية ترقص فيه هي أمام إخوانها الذكور.
وقال لي المرسل إن البنت قد أكملت فعلاً هذا الأسبوع سنتها العاشرة، وبعث لي بواسطة (الواتساب) لقطات متحركة من تلك الحفلة، وظهرت فيها البنت الصغيرة وهي لابسة فستاناً أبيضَ، وفاردة شعرها الطويل، وإخوانها من مختلف الأعمار أكبرهم في الخمسين وأصغرهم في الحادية عشرة من عمره، وجميعهم متحلقون حولها ويهزجون ويصفقون لها، وهي ترقص بينهم وتنسف شعرها ذات اليمين وذات الشمال في سعادة غامرة.
إلى درجة أن أباها (العود) قام من كرسيه بمساعدة اثنين من أبنائه، وأخذ يقبلها ويرقص معها متكئاً ومستنداً إلى عصاته والدموع تنهمر على وجنتيه.
ومن وجهة نظري أنني أقدر للأب عاطفته، ولكني أحسده على قدرته الخارقة وإصراره على هذا (التفحيط) المتكرر دون تعب أو ملل طوال تلك المدة، حتى جاءت له البنت بمشيئة الله مثلما أراد.
وكان حرياً بأمثال هؤلاء الرجال المهابيل أن ينحروا أنفسهم لأنهم هم السبب، ويريّحون العالم من نزعاتهم المريضة، وقد شجب القرآن الكريم مثل هذه النماذج، إبان المرحلة الجاهلية في جزيرة العرب، وقال تعالى: «وإذا بشر أحدهم بالأنثى، ظل وجهه مسوداً وهو كظيم» – انتهى.
بعد نشر ذلك المقال وصلني من ضمن ما وصل رسالة بواسطة (الواتساب)، يقول فيها مرسلها إن لي عماً هو عكس الرجال الذين ذكرتهم، فهو طوال حياته كان يتمنى أن يرزقه الله ببنت، ولكن دون جدوى.
ومع ذلك لم ييأس، وتزوج ست مرّات، وأنجبت له زوجته الأولى سبعة ذكور، وبعد أن توفيت تزوج الثانية التي ما زالت بذمته، وأنجبت له ثلاثة عشر من الذكور، وتزوج الثالثة التي ما زالت بذمته، وأنجبت له عشراً من الذكور، ثم تزوج الرابعة وطلقها بعد أن أنجبت له خمسة من الذكور، ثم تزوج الخامسة وهي ما زالت بذمته، وأنجبت له ثمانية من الذكور، وأخيراً السادسة وأنجبت له ستة من الذكور وبنتاً واحدة.
وأخيراً بعدها (فرمل)، وربط حماره، وفرح فرحاً عظيماً.
ونذر أمام أبنائه وزوجاته أن بنته يوم أن تكمل عشر سنوات من عمرها، سوف يقيم حفلة عائلية ترقص فيه هي أمام إخوانها الذكور.
وقال لي المرسل إن البنت قد أكملت فعلاً هذا الأسبوع سنتها العاشرة، وبعث لي بواسطة (الواتساب) لقطات متحركة من تلك الحفلة، وظهرت فيها البنت الصغيرة وهي لابسة فستاناً أبيضَ، وفاردة شعرها الطويل، وإخوانها من مختلف الأعمار أكبرهم في الخمسين وأصغرهم في الحادية عشرة من عمره، وجميعهم متحلقون حولها ويهزجون ويصفقون لها، وهي ترقص بينهم وتنسف شعرها ذات اليمين وذات الشمال في سعادة غامرة.
إلى درجة أن أباها (العود) قام من كرسيه بمساعدة اثنين من أبنائه، وأخذ يقبلها ويرقص معها متكئاً ومستنداً إلى عصاته والدموع تنهمر على وجنتيه.
ومن وجهة نظري أنني أقدر للأب عاطفته، ولكني أحسده على قدرته الخارقة وإصراره على هذا (التفحيط) المتكرر دون تعب أو ملل طوال تلك المدة، حتى جاءت له البنت بمشيئة الله مثلما أراد.
الشرق الأوسط