* فادي عيد
حمل لقاء الزعيمين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمشير خليفة حفتر قائد القوات المسلحة العربية الليبية صباح يوم الاحد الماضي بالقاهرة رسالة سياسية لا تقل قوة واهمية عن ضربات الجيش الوطني الليبي لمعقل الارهاب.
فأن كانت القوات المسلحة العربية الليبية دخلت فى مرحلة الصدام المباشر مع حكومة الوفاق الوطني او حكومة الفرقاطة ان دق التعبير، فمصر باتت فى حرب معلنة ضد الاطراف الخارجية الداعمة لحكومة خاسر السراج.
فداعمي الارهاب قطر وتركيا اللّتان منذ اليوم الاول لعملية تحرير الطرابلس، وهما نقلوا كل خطوط الدعم والامداد للارهابيين من سوريا الى ليبيا، تحت غطاء دبلوماسي بريطاني، ولا تنسى الدور القذر للقاعدة العسكرية البريطانية بمالطا فى دعمها للارهاب منذ 2012.
ومن حسن حظ ليبيا ان الجوار الليبي مختلف عن الجوار السوري، فالجوار السوري اجتمع فيه الجميع للتأمر على سوريا، بينما كانت مصر كفيلة كي تشفع لليبيا للعودة مجددا، فمنذ اليوم الاول لثورة الكرامة ومصر تقف بكل قوة مع الجيش الوطني الليبي.
فكما حملت مصر شهادة ميلاد تأسيس أول جيش وطني للدولة الليبية فى 9 أغسطس 1940م، كذلك كانت حاضنة قوية لظهور نواة جديدة للجيش الوطني الليبي بقيادة واحد من ابطال حرب اكتوبر 73 وحاصل على نجمة سيناء تقديرا لجهوده الا وهو المقاتل آمر لواء المدفعية وقتها خليفة بلقاسم حفتر.
وسؤالي الان لمملكة الاستعمار البريطانية التى رسمت حدود بلادنا بخطوط “سايكس-بيكو” منذ مئة عام، وعادت فى 2011 كي تستبدلها بحدود الدم، ومن تقدمت بأكثر من شكوى فى مجلس الامن لوقف وادانة الجيش الليبي بسبب القيام بواجبه فى تحرير بلاده من الارهاب، أليس بغرف نفس المجلس والامم المتحدة تم ادراج كلا من صلاح بادي والكوني وهيثم التاجوري وابراهيم جضران وزياد بلعم وانصار الشريعة وغيرهم (ممن انضموا لفايز السراج فى طرابلس) كأرهابيين ومطلوبين للعدالة.
أذا لماذا تعترضوا الان على عملية تحرير طرابلس من هولاء الارهابيين، الا وأن فى القضاء على هولاء ما سيزعج صانعة الاسلام السياسي.
وسؤالي مجددا لفايز السراج، واقول له: الم تشكو دوما يا رئيس حكومة الوفاق من ان طرابلس مختطفة من قبل العصابات والمليشيات الاهرابية واللصوص؟
اذا لماذا اعلنت النفير العام ضد الجيش الوطني الليبي الذى سيحرر طرابلس من تلك العصابات والمليشيات؟!
الا وان كنت انت نفسك جزء من تلك العصابات.
*باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا
[email protected]