أقلام يورابيا

شكل الصراع الاقليمي على ارض السودان وليبيا

فادي عيد

* فادي عيد

كل الانظار منذ ايام وهي محصورة ما بين حرب فى طرابلس وثورة بالخرطوم، ولان امر ليبيا والسودان غير منحصر على الداخل فقط، وله ابعاد دولية وتداعيات اقليمية مرتبطة بما يحدث بداخل البلدين فكان علينا ان ننظر بعمق لما يدور بليبيا والسودان، فى ظل احتدام الصراع بين الرباعية العربية “مصر، الامارات، السعودية، البحرين” من جانب و “قطر، تركيا، بريطانيا” من جانب اخر.

فالسودان اليوم ليس كما سودان الغد، فسودان اليوم لا ينتظر قراره من الاتحاد الافريقي أو الاوروبي أو غيره، فالشعب السوداني اثبت وعيه العالي، واستطاع فرز قادته العسكريين بعد اسقاطهم للفاسد الاصولي عمر البشير مباشرة ودون أن يستغرقوا دقيقة واحدة حتى.

ولان “الخرطوم – طرابلس” فى معادلة واحدة، فمصر والسعودية والامارات والبحرين أعلنوا دعمهم الكامل للمجلس العسكري الانتقالي ولاخيارات الشعب السوداني، ومن يجيد قراءة الاسماء يعرف أن “عبد الفتاح برهان، حميدتي، طه عثمان” هم “مصر، الامارات، السعودية”.

فقطر لم يصاب دبلوماسييها بالجنون من قليل، وكذلك اردوغان الذى بات عاريا فى عقر داره باسطنبول بعد نجاح زعيم تركيا المستقبلي اكرم اوغلو بالفوز ببلدية اسطنبول، كي يبحث اردوغان عن اي انجاز يسطر به عورته، بعد ان فشلت كل محاولاته مع التعيس تميم للضغط على واشنطن واوروبا لعرقلة حفتر.

وكذلك خاسر السراج الذى عمل بالايام الاخيرة كمبعوث بريطاني، ووالله لا ابالغ لو قلت كجاسوس انجليزي (فى ظل تحركات بريطانية البائسة فى مجلس الامن والتى أجهضت بفعل فرنسا وروسيا والصين) ونائبه طفل الاخوان المعجزة احمد معيتيق الذى ذهب لروما وعاد منها ببعض التصريحات التى لا قيمة لها من زعماء مافيا ايطاليا.

فأمر ليبيا السياسي قد حسم أثناء زيارة السيسي لواشنطن، وأمرها العسكري صار للرجمة، وقد كان لها خليفة حفتر كالمعتاد، وكل محاولاتهم لصناعة افلام فى طرابلس على غرار افلام حلب السورية لن تجدي لشئ.

فمن يقفوا فى صف الثلاثي العربي فى ليبيا يقفوا مع الرباعية العربية فى السودان ايضا، وتذكروا أن أول لقاء دبلوماسي لحميدتي بعد سلطته الجديدة كانت مع القائم بالأعمال الأمريكي لدى الخرطوم ستيفين كوتسيس، وبعدها عقبت الخارجية الأمريكية : “ندرس رفع السودان من لائحة الإرهاب”.

ولا يفوتنا أن بالامس وفد سعودي امارتي مشترك التقى المجلس العسكري الانتقالي بالخرطوم، واليوم مصري، ومنذ ساعات قليلة رفضت السلطات السودانية استقبال وفد قطري برئاسة وزير الخارجية بعد وصوله مطار الخرطوم، وربما أيام أو ساعات ونرى الزعيم المصري فى بلده الثاني.

*باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق