السلايدر الرئيسيشرق أوسط
ايران تواصل تلويث مياه شط العرب واعداد المتسممين في البصرة بازدياد في ظل صمت حكومي عراقي
سعيد عبدالله
ـ البصرة ـ لم تتوقف حالات التسمم بالمياه خلال الأشهر الماضية في محافظة البصرة العراقية، وبلغت أعداد المتسممين حتى الان أكثر من ١٠٢ ألف شخص، بينما النظام الإيراني يواصل رمي نفاياته الكيماوية وضخ مبازله المالحة في مياه شط العرب الذي يشكل أحد أبرز مصادر مياه الشرب والزراعة في المدينة.
وكشف مسؤول مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، مهدي التميمي، لـ() أن حالات المتسممين بالمياه في البصرة وبحسب إحصائية وزارة الصحة بلغت أكثر من ١٠٢ الف شخصا، لكنه لم يعتبر الإحصائية نهائية، مشيرا الى أن أعداد المتسممين فاق العدد المذكور.
وأضاف التميمي “وصل مستوى تلوث مياه شط العرب والمصادر المائية الأخرى في محافظة البصرة الى ذروته، مياه البصرة ملوثة بنسبة ٧٠٪ كيميائيا وبكتيريا، في وقت لم تعلن وزارة الصحة حتى الان عن اسباب التلوث بشكل واضح”، مشيرا الى أن المياه ملوثة بكميات كبيرة من مركبات الرصاص والكبريت وغيرها من المركبات السامة.
وأكد التميمي أنه وبمجرد ملامسة المياه للفم يؤدي الى إصابة الشخص بالمغص والإسهال، واصفا الخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية حتى الآن لعلاج ازمة تلوث المياه في البصرة بالخطوات الترقيعية التي لا تصل الى مستوى المشاريع الرائدة.
التلوث والجفاف الذي تعاني منه البصرة وغالبية مناطق العراق، ليست وليدة اليوم بل تأتي ضمن مشروع إيراني يشرف عليه الحرس الثوري يتمثل في تسميم مصادر مياه العراق وتجفيف الأنهار التي تنبع من الأراضي الإيرانية وتسير داخل العراق إضافة الى ضخ المياه المالحة في شط العرب لإتفاع نسبة الملوحة فيه، لكن ورغم ممارسات طهران لا تزال الحكومة العراقية صامتة دون أن تتحرك لمعالجة الأزمة.
بدوره أوضح الناشط المدني البصري علاء البهادلي لـ() أن “المصانع الإيرانية الواقعة في مدينة الأحواز التي تقع على شط العرب ترمي يوميا كميات كبيرة من النفايات الكيماوية في شط العرب، وهذه النفايات الى جانب المياه المالحة التي تضخها ايران تمثل المصدر الرئيسي لتلوث مياه شط العرب”.
في غضون ذلك أكد مصدر أمني عراقي في محافظة البصرة لـ() أن المعامل التي تقع على شط العرب تدار جميعها من قبل الحرس الثوري الإيراني، الذي يسعى الى تهجير سكان البصرة عبر تسميم مياهها وزيادة نسبة الملوحة لحد كبير، ومن ثم إسكان الإيرانيين فيه والسيطرة على هذه المدينة الإستراتيجية بالكامل، إضافة الى تدمير الزراعة كي يعتمد العراق على المنتوجات الزراعية الإيرانية، وتابع المصدر “هناك نشاط نووي ايران في المنطقة إضافة الى نشاط صناعي تتمثل في الصناعات الكيماوية والنفطية داخل أراضي الإيرانية في الأحواز جنوب إيران، والحرس الثوري يشرف على هذه النفايات وقد حول البصرة وشط العرب الى مكب لهذه النفايات بالتنسيق مع الميليشيات التابعة له في العراق.
وأقدمت إيران منذ عام ٢٠٠٣ على تجفيف أكثر من ٤٢ نهرا ورافدا داخل الأراضي العراقية من الشمال الى الجنوب من ضمنها نهر الكارون ونهر الوند وروافد نهر سيروان، وتنفذ ايران عمليات التجفيف من خلال تغيير اتجاه سير الأنهار التي تنبع من أراضيها نحو العراق وتوجيهها الى داخل الأراضي الإيرانية، وقد تسبب المشروع الإيراني بإرتفاع نسبة الملوحة في الأراضي العراقية وتدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ونفوق كميات كبيرة من الأسماك والآلاف من رؤوس الماشية.