مشعل السديري
أصيبت الملكة البريطانية بحالة من الرعب الشديد، عندما علمت أنهم شاهدوا فأراً جائعاً يتجول في أرجاء المطابخ في قصر باكنغهام، وسارع العاملون في القصر باستدعاء فرق مكافحة القوارض، التي وصلت في أسرع وقت للتعامل مع الفأر، غير أنها أفادت بأن البلاد تتعرض لغزو من تلك الفئران وهي من فصيلة مختلفة لا يقتلها السم.
وفارق النوم عين الملكة في تلك الليلة وعافت نفسها الأكل.
وهم على يقين أنهم سوف يتخلصون من الفأر في القريب العاجل.
وعندما حكيت لأحدهم عن ذلك تنهد وقال: إنني أحسد ذلك الفأر، ولو أنني كنت في مكانه لما خرجت من مطابخ ذلك القصر البازخ.
***
من منّا لا يعرف «مجنون ليلى» – قيس بن الملوّح؟ أنا أعرفه جيداً، كان في يوم من الأيام مثلي الأعلى في الجنون لا في الحب، وأقرأ، بل وأحفظ الكثير من أشعاره، وما أكثر ما كنت أرددها عندما أختلي بنفسي في الليالي المقمرة.
هذا القيس كان يسير يوماً فشاهد كلب ليلى، فعرف كل منهما الآخر، فأخذ يتبع الكلب ليدله على مكان محبوبته، وفي طريقه مر بجماعة يصلون.
ولما رجع وجدهم قد انتهوا، فقالوا له مؤنّبين: لقد مررت بنا ونحن نصلي فلماذا لم تصلّ معنا؟!، فقال لهم: والله ما رأيتكم، ولو كنتم تحبون الله كما أحب ليلى لما رأيتموني.
كنتم بين يدي الله ورأيتموني، وأنا بين يدي كلب ولم أرَكم، هيا أعيدوا صلاتكم يرحمكم الله.
***
بعض الناس كـ«نزغة إبليس» والعياذ بالله، مثل أحدهم عندما شاهدته من بعيد جالساً في أحد المقاهي، حاولت أن أتحاشاه، غير أنه أخذ يناديني بأعلى صوته، ولكي لا ألفت الأنظار ذهبت إليه لكي أخرسه، وحلف عليّ إلا أن أجلس معه قليلاً، واستسلمت وأمري لله، وقبل أن أستوي في جلستي قال: أنصحك إذا شاهدت أي صديق من أصدقائك مع زوجته في السوق وأردت أن تنكد عليه، سلم عليه أولاً ثم قل له: إيه حكايتك كل يوم أنت مع واحدة مختلفة؟ وإذا أردته أن يلعن اليوم اللي شافك فيه، اقترب منه ووشوشه في أذنه بصوت مسموع وقل له:
الحقيقة إن اللي كانت معك أمس أحلى من هذه «الشيفة العنيفة»… وبعدها شوف ردّة الفعل.
عندها وقفت وخرجت، وأنا أرفع يدي عند رأسي وأحرك أصابعي الخمسة، علامة أنه مؤجِّر الطابق العلوي من نافوخه.
ولا أملك إلا أن أقول: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
وفارق النوم عين الملكة في تلك الليلة وعافت نفسها الأكل.
وهم على يقين أنهم سوف يتخلصون من الفأر في القريب العاجل.
وعندما حكيت لأحدهم عن ذلك تنهد وقال: إنني أحسد ذلك الفأر، ولو أنني كنت في مكانه لما خرجت من مطابخ ذلك القصر البازخ.
***
من منّا لا يعرف «مجنون ليلى» – قيس بن الملوّح؟ أنا أعرفه جيداً، كان في يوم من الأيام مثلي الأعلى في الجنون لا في الحب، وأقرأ، بل وأحفظ الكثير من أشعاره، وما أكثر ما كنت أرددها عندما أختلي بنفسي في الليالي المقمرة.
هذا القيس كان يسير يوماً فشاهد كلب ليلى، فعرف كل منهما الآخر، فأخذ يتبع الكلب ليدله على مكان محبوبته، وفي طريقه مر بجماعة يصلون.
ولما رجع وجدهم قد انتهوا، فقالوا له مؤنّبين: لقد مررت بنا ونحن نصلي فلماذا لم تصلّ معنا؟!، فقال لهم: والله ما رأيتكم، ولو كنتم تحبون الله كما أحب ليلى لما رأيتموني.
كنتم بين يدي الله ورأيتموني، وأنا بين يدي كلب ولم أرَكم، هيا أعيدوا صلاتكم يرحمكم الله.
***
بعض الناس كـ«نزغة إبليس» والعياذ بالله، مثل أحدهم عندما شاهدته من بعيد جالساً في أحد المقاهي، حاولت أن أتحاشاه، غير أنه أخذ يناديني بأعلى صوته، ولكي لا ألفت الأنظار ذهبت إليه لكي أخرسه، وحلف عليّ إلا أن أجلس معه قليلاً، واستسلمت وأمري لله، وقبل أن أستوي في جلستي قال: أنصحك إذا شاهدت أي صديق من أصدقائك مع زوجته في السوق وأردت أن تنكد عليه، سلم عليه أولاً ثم قل له: إيه حكايتك كل يوم أنت مع واحدة مختلفة؟ وإذا أردته أن يلعن اليوم اللي شافك فيه، اقترب منه ووشوشه في أذنه بصوت مسموع وقل له:
الحقيقة إن اللي كانت معك أمس أحلى من هذه «الشيفة العنيفة»… وبعدها شوف ردّة الفعل.
عندها وقفت وخرجت، وأنا أرفع يدي عند رأسي وأحرك أصابعي الخمسة، علامة أنه مؤجِّر الطابق العلوي من نافوخه.
ولا أملك إلا أن أقول: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.