* فادي عيد
انتهى الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى غاز شرق المتوسط بمقره في مصر يوم الخميس الماضي، بناء على دعوة المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية لجمهورية مصر العربية، قبل أن يوافق الحضور على عقد القمة الثالثة في يناير المقبل بالقاهرة.
وقد حضر وزراء الطاقة لكل من دول مصر وفلسطين وايطاليا واليونان وقبرص واسرائيل وممثل وزير الطاقة الاردنية، وبتلك المرة حضر وزير الطاقة الامريكي ريك بيري، وهنا نرى في ذلك المشهد أن واشنطن تضفي مباركة صريحة على تلك الخطوة كما فعلت في اللقاء الاخير الذي جمع قادة اسرائيل واليونان وقبرص، والتي جاءت بحضور مايك بومبيو وزير الخارجية الامريكي نفسه.
لتقترب مصر أكثر من خريطة الامن الطاقوي لدى القارة العجوز، فى ظل الصراع العالمي على موارد الطاقة، وفى ظل استخدام روسيا للغاز كسلاح استراتيجي للوي ذراع أوروبا، كي تسبق مصر العثماني بخطوة واحدة في رقعة الحرب الدائرة بمياه شرق المتوسط، بالتزامن مع التصعيد المستمر من جانب تركيا التي ارسلت سفن تنقيبها كسفن “الفاتح” و”يافوز” و”فخر الدين باربروس” للتنقيب بالمياه الاقتصادية لقبرص.
وهنا نطرح سؤال هام كيف سيتعامل استاذ المراوغات رجب طيب اردوغان المتأزم داخليا فى تلك المرحلة ومع ذلك الصراع بشرق المتوسط، وهو يشعر ان كل من فلاديمير بوتين ودونالد ترامب حضرا له فخ فى شمال سوريا الان.
فهل يذهب اردوغان الى اتخاذ خطوة جديدة في ظل سياسة اللعب على حبل “واشنطن-موسكو” بقفزة جديدة، ويعيد التفكير في مشروع بناء قاعدة عسكرية تركية بناخيتشيفان بدولة أذربيجان؟
هل يصالح اردوغان الامريكي والاطلسي بعد أن اغضبهم بمنظومةS400 الروسية ببناء قاعدة عسكرية هناك؟
وهل يجرؤ حينها على وضع جنوده بالقرب من الحدود الارمينية والقاعدة الروسية بها، ليخل بميزان القوى في أخطر بقعة بالقوقاز؟
حقيقة الامر مازال بجعبة لاعب البهلوان العثمانلي الكثير والكثير، وهو يساوم ويبتز في الجميع، ولن يهمد الا بقطع رأسه وليس قطع ذيله، وأن لم تشهد ليبيا المعركة الكبرى التي ينتظرها التاريخ من حين لأخر بين مصر وتركيا كل بضعة قرون، فستشهد مياه شرق المتوسط تلك المعركة المصيرية للإقليم وليس لهم وحدهم فقط.
*باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا