طارق الشناوي
«البيوت أسرار» جملة شهيرة جداً نرددها في المجتمع العربي المحافظ بطبعه، إلا أنها في هذا الزمن ومع تعدد الاختراقات، لم تعد في الحقيقة تعبر عن أي شيء يمت بصلة قُربى أو نسب للحقيقة.
الأسرار صارت على المشاع، فهي الخبز اليومي لـ«السوشيال ميديا»، والغريب أن من يحقق لها الذيوع والانتشار، هم المنوط بهم إحكام إغلاق الأبواب «بالضبة والمفتاح»، وهكذا صار القط ممسكاً بمفتاح «الكرار»، وحاميها أصبح حراميها.
مثلاً ابن فنانة شهيرة يعلن على صفحته، أنه ضائع، ويحذف صورة لأمه، احتجاجاً على زواجها للمرة الرابعة، بينما شقيقه الصغير يرد عليه وينشر بكل فخر واعتزاز صورة لزوج أمه، ثم يعاود الابن البكر الاعتذار عما أساء البعض تفسيره، مؤكداً أنه وأمه «سمن على عسل». أصبحنا نتابع معركة حامية الوطيس داخل العائلة الصغيرة، ثم نتابع الفصل الثاني؛ فالطليقة في الوقت نفسه تدخل على الخط وتنشر ما يؤكد أن زوجها السابق قد عاد نادماً إليها وإلى طفليه، وترد الفنانة بأن العريس بحوزتها وهي لا تزال في عصمته وعلى ذمته.
لديكم الكثير من تلك الطرائف، مثل الفنان الشاب الذي أراد أن يفضح خطيبته، فيعايرها على الملأ بأنها تكبره بـ15 عاماً، ولم يكتفِ بهذا القدر، بل اتهمها علناً بالنصب والتلاعب في تعاقداته الفنية، رغم أن الناس لم تكن تعرف أساساً أنه أعلن خطبته، فصاروا جميعاً شهوداً ليس فقط على فسخها بل وأيضاً فضحها.
ولا تتوقف العلاقة بين الفنانين والوسائط الاجتماعية عند هذا الحد، يشتبكون أحياناً بالكلمات التي لها مذاق اللكمات، ويبررون ذلك مثلاً بأنهم تلقوا رسالة غير لائقة، ولهذا يعتبرون أن أبسط حقوقهم هو الرد بعنف، والبادي أظلم.
رغم أنهم من الممكن أن يجتذبوا تأييد الرأي العام لو لجأوا للرد بذكاء، أتذكر مثلاً أن أحدهم كتب على صفحة المهندس الملياردير نجيب ساويرس: «على فكرة محمد صلاح أهم عندي منك»، فرد عليه نجيب بخفة ظل: «وعندي أنا كمان»، وأنهى الموقف لصالحه، من دون أي تجاوز.
على الجانب الآخر، مثلاً نتابع الفنانة التي تلقت تعقيباً من سيدة تنتقد تضخم شفتيها، حيث خضعت لعمليات «البوتوكس»، فما كان من الفنانة سوى أن تطاولت بألفاظ تقع تحت طائلة قانون السب والقذف علناً، وهو أيضاً ما يفعله أحياناً نجم الكوميديا، عندما يُنشر شيء عنه أو خطيبته، ويرد على الفور بسيل من الشتائم.
الكل ينتظر أن يكسب المعركة أمام الرأي العام، وعلى طريقة الأحياء الشعبية، عندما تنشب خناقة زوجية يحرص الزوج والزوجة على فتح الباب والشباك على مصراعيه، حتى يتحول أهل الحارة إلى شهود عيان، وينتظر الجميع في النهاية حكم الناس، وقد يتطاول طرف في حق الآخر، وقد تنفلت الكلمات في كشف ما هو مفروض أنه محاط بالسرية، ورغم ذلك لا تخترق هذه التجاوزات نطاق حوائط الحارة.
«السوشيال ميديا» صارت أداة أشد ضراوة في الفضح والازدراء من الصحافة الصفراء، الكل يسعى ليؤكد انتصاره على الطرف الآخر وحصوله على أكبر قدر من «اللايكات»، التي ترضي نرجسيته وقبل وبعد ذلك لا شيء يهم. جدران بيوت بعض الفنانين تحولت إلى زجاج شفاف، والكل مدعو للمشاهدة المجانية!
الأسرار صارت على المشاع، فهي الخبز اليومي لـ«السوشيال ميديا»، والغريب أن من يحقق لها الذيوع والانتشار، هم المنوط بهم إحكام إغلاق الأبواب «بالضبة والمفتاح»، وهكذا صار القط ممسكاً بمفتاح «الكرار»، وحاميها أصبح حراميها.
مثلاً ابن فنانة شهيرة يعلن على صفحته، أنه ضائع، ويحذف صورة لأمه، احتجاجاً على زواجها للمرة الرابعة، بينما شقيقه الصغير يرد عليه وينشر بكل فخر واعتزاز صورة لزوج أمه، ثم يعاود الابن البكر الاعتذار عما أساء البعض تفسيره، مؤكداً أنه وأمه «سمن على عسل». أصبحنا نتابع معركة حامية الوطيس داخل العائلة الصغيرة، ثم نتابع الفصل الثاني؛ فالطليقة في الوقت نفسه تدخل على الخط وتنشر ما يؤكد أن زوجها السابق قد عاد نادماً إليها وإلى طفليه، وترد الفنانة بأن العريس بحوزتها وهي لا تزال في عصمته وعلى ذمته.
لديكم الكثير من تلك الطرائف، مثل الفنان الشاب الذي أراد أن يفضح خطيبته، فيعايرها على الملأ بأنها تكبره بـ15 عاماً، ولم يكتفِ بهذا القدر، بل اتهمها علناً بالنصب والتلاعب في تعاقداته الفنية، رغم أن الناس لم تكن تعرف أساساً أنه أعلن خطبته، فصاروا جميعاً شهوداً ليس فقط على فسخها بل وأيضاً فضحها.
ولا تتوقف العلاقة بين الفنانين والوسائط الاجتماعية عند هذا الحد، يشتبكون أحياناً بالكلمات التي لها مذاق اللكمات، ويبررون ذلك مثلاً بأنهم تلقوا رسالة غير لائقة، ولهذا يعتبرون أن أبسط حقوقهم هو الرد بعنف، والبادي أظلم.
رغم أنهم من الممكن أن يجتذبوا تأييد الرأي العام لو لجأوا للرد بذكاء، أتذكر مثلاً أن أحدهم كتب على صفحة المهندس الملياردير نجيب ساويرس: «على فكرة محمد صلاح أهم عندي منك»، فرد عليه نجيب بخفة ظل: «وعندي أنا كمان»، وأنهى الموقف لصالحه، من دون أي تجاوز.
على الجانب الآخر، مثلاً نتابع الفنانة التي تلقت تعقيباً من سيدة تنتقد تضخم شفتيها، حيث خضعت لعمليات «البوتوكس»، فما كان من الفنانة سوى أن تطاولت بألفاظ تقع تحت طائلة قانون السب والقذف علناً، وهو أيضاً ما يفعله أحياناً نجم الكوميديا، عندما يُنشر شيء عنه أو خطيبته، ويرد على الفور بسيل من الشتائم.
الكل ينتظر أن يكسب المعركة أمام الرأي العام، وعلى طريقة الأحياء الشعبية، عندما تنشب خناقة زوجية يحرص الزوج والزوجة على فتح الباب والشباك على مصراعيه، حتى يتحول أهل الحارة إلى شهود عيان، وينتظر الجميع في النهاية حكم الناس، وقد يتطاول طرف في حق الآخر، وقد تنفلت الكلمات في كشف ما هو مفروض أنه محاط بالسرية، ورغم ذلك لا تخترق هذه التجاوزات نطاق حوائط الحارة.
«السوشيال ميديا» صارت أداة أشد ضراوة في الفضح والازدراء من الصحافة الصفراء، الكل يسعى ليؤكد انتصاره على الطرف الآخر وحصوله على أكبر قدر من «اللايكات»، التي ترضي نرجسيته وقبل وبعد ذلك لا شيء يهم. جدران بيوت بعض الفنانين تحولت إلى زجاج شفاف، والكل مدعو للمشاهدة المجانية!